الشيخ يطالب بمحاكمة الفيلسوف والأخير يتحدى..مناظرة نارية بين أحمد كريمة وشريف الشوباشى حول رواية «الشيخ والفيلسوف»
أجرت صحيفة «النبأ» مناظرة فكرية وثقافية ساخنة بين الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتور شريف الشوباشي المفكر ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأسبق، حول رواية الأخير الجديدة «الشيخ والفيلسوف»، والذي من المتوقع أن تثير الكثير من الجدل داخل الأوساط الثقافية والفكرية والدينية الفترة القادمة.
الشيخ أحمد كريمة:
لو كنت مسئولا في الدولة لقدمت «الشوباشى» إلى المحكمة
الفلاسفة ينكرون الأنبياء والرسل والوحى وعالم الغيب
لو تهجم «الشوباشى» على أنبياء بنى إسرائيل فسوف يتم محاكمته من الحاخامات بتهمة معاداة السامية
«الشوباشى» عنده عقدة من الإسلام ولا يجرؤ على الاقتراب من اليهودية أو المسيحية
الفلسفة تدعو إلى عبادة الجنس والمال وهو يريد إلصاق قاذوراتها بالإسلام
احترم الإسلام يا شوباشي النبي محمد معصوم وشخص مقدس عند المسلمين
هل يستطيع الشوباشي أن يتحدث عن إزدراء اليهودية للمرأة؟
الإسلام لا يجبر المسلم على الذهاب إلى المسجد أو الخمارة
الإسلام لا يفرق بين المؤمن والكافر ولا بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات
في الغرب يكتبون في جواز سفر المرأة «أطفال غير شرعيين» ويطلقون على اللاديني «ملحد» فهل هذا تفرقة؟
لهذه الأسباب.. المسلم يخشى من الموت وهو مسير ومخير
الشوباشي يحاول عمل فرقعة مثلما فعل من خلال دعوته لخلع الحجاب
لا يوجد رجال دين في الإسلام والعلماء يعترفون بالبعد الزمني والدليل «الإمام الشافعي»
لا يوجد في الإسلام كهنوت يجعل كلام عالم الدين مقدس
شن الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، هجوما كاسحا على الدكتور شريف الشوباشي بسبب ما جاء في روايته الجديدة «الشيخ والفيلسوف».
وقال «كريمة»، في حواره لـ«النبأ»، إن ما جاء في الرواية يؤكد أن «الشوباشي» لم يقرأ عن الإسلام، مؤكدا أنه لو كان مسئولا في الدولة لقام بمحاكمة الشوباشي.. وإلى نص الحوار
جاء في الرواية على لسان الفيلسوف أن علم الفلسفة يقوم على العقل ولا يقبل ما يرفضه العقل دون اللجوء إلى الدين والغيبيات وأن الأديان تقوم على حقائق يقينية دون دليل مادي أو عقلاني يؤكد هذه الحقائق.. كيف ترد على ذلك؟
نحن نحترم حرية الفكر وحرية الرأي في التشريع الإسلامي، الإسلام يحترم حرية الفكر، يقول تعالى في سورة سبأ «وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين»، فلا حجر على الفكر، ولكن بضوابطه وأخلاقياته، الإنسان من الممكن أن يعرض فهمه أو اعتراضه أو رأيه دون أن ينال من ثوابت أو قطعيات أو أصوليات في الأمور الدينية، وبطبيعة الحال الفلسفية فيها النافع وفيها الضار، من مضارها الإغراق في الماديات والهجوم على الأصوليات والشرعيات، وهو أمر مرفوض، وقد رد على الفلسفة المنحرفة الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتابه «تهافت الفلاسفة»، أما الادعاء بأن الأديان ليس فيها براهين أو أدلة، فهذا غير صحيح، ولم يقل أحد ذلك، وعندما ننظر في القرآن الكريم، نجد الكثير من الآيات التي تحض على التفكير والتدبر، مثل، «إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، و«لعلهم يتفكرون»، و«لعلهم يفقهون»، «لعلهم يعلمون»، «قل سيروا في الأرض فانظروا»، وغيرها من آيات التدبر والتفكر والعظة والاعتبار، أما الشخص الذي يطعن في دين أو يسفه علماء دين أو يعمل فكره في أشياء تخرج عن الرواية المقبولة والدراية المعقولة فهو أمر مرفوض، أما الأشياء النافعة التي جاءت بها الفلسفة لا ننكرها، وفي التاريخ الإسلامي هناك الكثير من الفلاسفة، مثل ابن رشد والفرابي وابن سينا، لكنهم لم يحدثوا صداما بين العقل والنقل، وبالتالي الفلسفة المفيدة النافعة لا تخلق معركة وهمية بين العقل والنقل، وبالتالي الفلسفة التي تقوم على إعلاء العقل وإلغاء النقل فلسفة ضارة ومرفوضة شكلا وموضوعا.
يقول مؤلف الرواية على لسان استاذ الفلسفة أن رجل الفلسفة يكرس عقله وجهوده للبحث عن الحقيقة أما رجل الدين فالحقيقة عنده معروفة مسبقا؟
من قال ذلك؟، أولا لا يوجد رجل دين في الإسلام، رجل الدين يوجد في اليهودية والمسيحية، نحن لدينا عالم دين، ولا يوجد في الإسلام كهنوت يجعل كلام عالم الدين مقدس، الإمام مالك ابن أنس رضى الله عنه يقول «كلٌ يؤخذ من كلامه ويُرد عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم»، الإمام الشافعي رضى الله عنه يقول «رأيي صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، ورأيُ غَيري خَطأ يَحتَمِلُ الصَّوابَ»، لا توجد في الإسلام قداسة إلا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأن النبي مؤيد بالوحي، ثانيا مؤلفنا له كل الاحترام، يشطح بالخيال، مساحة الاجتهاد واسعة جدا في التشريع الإسلامي، فالله تعالى يقول في سورة النساء، الآية 83 «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ»، ويقول تعالى في سورة التوبة «فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين»، والآية القرآنية الواضحة «وكل ذي علم عليم»، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها»، نحن لا ننكفئ على التراث ولا نتنكر له ولا نذوب في المعاصرة ولا نرفضها، الفلاسفة ينكرون الأنبياء والرسل والوحي وعالم الغيب، ويستحيل أن تجتمع العقول على رأي واحد، حتى الفلسفة مدارس ومذاهب وعلماء، مثل أرسطوا وأفلاطون وديكارت، وكل مدرسة لها منهج، فالفلاسفة ليسوا معصومين، ومن يزعم أن الفلاسفة يملكون وحدهم الحقيقة خاطئ.
يقول مؤلف الرواية على لسان استاذ الفلسفة أن الفيلسوف يقنع الآخرين بالحجج والبراهين والمنطق أما رجل الدين فيقنعهم بالتخويف والترهيب من الجنة والنار والثعبان الأقرع وعذاب القبر؟
هو لم يقرأ الإسلام جيدا، قضية القضايا وهي وجود الله -عز وجل- واتصافه بصفات الجلال والكمال والجمال، هل جاءت آية في القرآن تقول للناس لازم تؤمنوا بالله؟، لم يحدث، يقول تعالى «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»، ويقول الله تعالى في سورة عبس: «فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا»، ويقول تعالى في سورة الطارق «فَلْيَنْظُرِ الأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ، إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ»، ويقول تعالى في سورة الغاشية «أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ»، شراح العقيدة في الأزهر الشريف، قالوا «أنظر إلى العالم العلوي ثم إلى العالم السفلي تتوصل إلى حقيقة الإيمان بالله»، فكيف يتهم علماء الدين بهذا الاتهام المسيء والمشين؟.
يقول مؤلف الرواية على لسان استاذ الفلسفة أن جوهر الدين هو الاجبار وجوهر الفلسفة هو الاختيار.. كيف ترد؟
هذا غير صحيح، هناك أمور قدرية قضي فيها الأمر، مثل العمر والرزق والحظ من السعادة والشقاوة، أما المعاملات والعبادات والأخلاقيات فهي اختيارية لا جبر فيها، لا يوجد أحد يجبر المسلم على الذهاب إلى المسجد أو الخمارة.
يقول مؤلف الرواية على لسان استاذ الفلسفة إنه لا يوجد في الفلسفة «خاتم الفلاسفة» مثل «خاتم المرسلين» في الدين.. تعليقكم؟
هناك فرق بين النبوة وبين الفلسفة، النبوة أمر يتصل بالإلهيات، إنما الفلسفة فهي علم، فيه منهج تجريبي ومنهج استقرائي وهكذا، لا يمكن لأحد من الفلاسفة أن ينتقد ما جاء به الفلاسفة الكبار مثل أرسطوا أو أفلاطون أو ديكارت، إذا كان هناك مشكلة للشوباشي مع الإسلام فعليه أن يحترم عقائد الآخرين، وأنا أحذره «إياك والطعن في الإسلام»، أنت مغرم بالفلسفة، قل في الفلسفة ما تشاء، هل يجرؤ أن يطعن في داوود وسليمان وموسى وهارون عليهم السلام؟، لا يمكن، ونحن نرفض الطعن فيهم طبعا، لأنهم أنبياء ورسل موقرون عندنا في التشريع الإسلامي، لو تهجم على أنبياء بني إسرائيل سوف يتم محاكمته من الحاخامية اليهودية بتهمة معاداة السامية، هو يستغل حالة الفوضى والضعف التي يمر بها العالم العربي ويتهجم على الإسلام، نعم الفلسفة فيها خاتم الفلاسفة، لم يزد أحد على ما قاله أرسطو أو أفلاطون أو ديكارت، خاتم الأنبياء هو سيدنا محمد، أكمل الله به النبوات وختم به الرسالات، وهذه سقطة لشريف الشوباشي، احترم الإسلام يا شوباشي، عيب، النبي محمد معصوم وشخص مقدس عند المسلمين.
يقول مؤلف الرواية على لسان استاذ الفلسفة أنه لا يوجد في الفلسفة « كل جديد بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»؟
أقول له ما رأيك في المجادلات والمناظرات التي تتم بين الفلاسفة؟، ما رأيك في محاكم التفتيش؟، لماذا لا تتحدث عن هؤلاء؟، هل عقدتك الإسلام؟، فعلا للإسلام رب يحميه.
يقول مؤلف الرواية على لسان استاذ الفلسفة أن رجال الدين لا يعترفون بالبعد الزمني؟
هذا يؤكد أنه لم يعرف شيئا عن الإسلام، هناك قاعدة فقهية هو لا يعلمها تقول «لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان»، الفتوى عندنا تتغير بتغير الظروف والأحوال والزمان والمكان، هل قرأ الشوباشي تاريخ التشريع الإسلامي؟، لم يقرأ، نحن نعترف بالمتغيرات، ولذلك نحن نغير الفتوى والاجتهاد، الإمام الشافعي كتب فقهه القديم في العراق، وعندما جاء إلى مصر كتب فقهه الجديد بسبب تغير الزمان والمكان، هو عنده عداء ضد الدين، والدين عنده هو الإسلام، هو لا يجرؤ أن يقترب من اليهودية ولا المسيحية، هو مشكلته وعقدته من الإسلام.
يقول مؤلف الرواية على لسان استاذ الفلسفة إن هناك مفارقة في الإسلام وهي أن المؤمن يخشى من الموت أكثر من الكافر.. فلماذا يخشى المؤمن الموت ما دام أنه يعلم أنه سوف يذهب لحياة أفضل وهي الحياة الأبدية فيها النعيم والحور العين؟
هو لا يعلم أن المؤمن المسلم يجل الله، لأنه يتعلم من القرآن الكريم «وما قدر الله حق قدره»، والمؤمن المسلم لا يعلم ما في الغيب الإلهي، ويحترم دينه ويقدس ربنا، وهو على منهج «وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوي فإن الجنة هي المأوى»، «ولمن خاف مقام ربه جنتان»، ولا يوجد مؤمن لديه يقين بأنه سيدخل الجنة، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يقرأ عنه الشوباشي سطرا قال، «يا فاطمة بنت محمد، يا عمي العباس، يا عمتي صفية، اعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئا، لا يأتيني الناس بالأعمال وتأتوني بالأقوال»، المؤمن يعبد الله على إجلال، أما الفلاسفة فيأكلون ويشربون ويتغوطون ويجامعون ويتناسلون.
يقول مؤلف الرواية على لسان استاذ الفلسفة أيضًا في إن الفلسفة تخاطب العقول أما الدين فيخاطب الغرائز والعواطف؟
لو كنت في منصب مسئول في الدولة لقدمته إلى المحكمة، الإسلام يهتم بالقلب والوجدان، فواتح سورة الأنفال «إنَّما المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إذا ذُكِرَ اللهُ وجِلَتْ قُلُوبُهم»، الخطاب هنا للقلب، وقوله تعالى «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، وقوله تعالى «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ»، هل هذه الآيات تخاطب العقل والقلب والحواس أم تخاطب الأعضاء التناسلية يا شوباشي؟، هو يحاول عمل فرقعة مثلما فعل من خلال دعوته لخلع الحجاب، لماذا لا يتحدث عن العدالة الاجتماعية وعن إصلاح الاقتصاد؟، السيدة مريم عليها السلام كانت محجبة، فهل يستطيع أن يتحدث عن حجاب السيدة مريم؟.
الرواية تحدثت عن اللوح المحفوظ وعن المكتوب وعن القضاء والقدر وتناول قضية هل الإنسان مسير أم مخير.. وطرح سؤلا وهو كيف يكون الإنسان عاجز عن فعل شئ دون إرادة الله وفي نفس الوقت ربنا يعاقبه على أفعاله ويقذف به في النار بناء على خطاياه أو يضعه في الجنة مكافأة له على أفعاله الحسنة؟
هو لم يقرأ كتب معتمدة فيما يتصل بالثقافة الإسلامية، الإنسان مسير ومخير، مسير في أمور قدرية، عمره ورزقه وشقي أو سعيد، ولكنه مسير في التكاليف الشرعية مثل العبادات، وهذا تكامل وليس تناقض، الدكتور شريف الشوباشي في خريف العمر وبينه وبين القبر خطوات، وأرجوا أن يكون منصفا، وأن يتقي الله في دينه وفي بني وطنه، وفي مليار ونصف مسلم.
يقول أن الإسلام يقوم على التفرقة بين المؤمن والكافر والمؤمن وغير المؤمن وبين الرجل والمرأة.. كيف ترد؟
المرأة في الديانة اليهودية ملعونة وسبب كل الرجس في العالم، فهل يستطيع أن يتحدث عن إزدراء اليهودية للمرأة؟، أتحدى شريف الشوباشي أن ينشر نظرة اليهودية وخاصة طائفة الحريدم عن المرأة، من قال أن الإسلام يفرق بين الرجل والمرأة؟، الرسول صلى الله عليه وسلم قال «النساء شقائق الرجال»، شريف الشوباشي لم يقرأ ولكنه يتصيد، ويتحدث بالخيال، وربما قرأ بعض الكتب للملاحدة، فجاء للطعن في الإسلام.
يقول مؤلف الرواية على لسان استاذ الفلسفة أن الكثير من آيات القرآن وأحاديث الرسول تؤسس للتفرقة والتمييز بين الرجل والمرأة؟
لا يوجد تفرقة، هو لم يقرأ قول الله تعالى « وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا»، وقوله تعالى « الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ»، هو لم يقرأ قوله تعالى« إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، كما أن التفرقة بين المؤمن والكافر ليس في الحقوق والواجبات، فالإسلام لا يلزم غير المسلم بالصلاة، هل لقب ملحد الذي يطلق على اللاديني في الغرب تفرقة؟، وهل المرأة في الغرب التي يكتب في جواز سفرها «أطفال غير شرعيين» تفرقة؟، هذه قوانين ونظم دولية، من سنن الله في الكون أن هناك صالحين وطالحين، وهناك أبرار وفجار، الفيش والتشبيه فيه أصحاب سوابق وفيه حسن السير والسلوك، فهل يتساوى الإثنان؟، الثنائية من سنن الله في الكون، هناك عدل وظلم، وإيمان وكفر، وتوحيد وشرك، وصحة ومرض، وذكر وأنثى، وظلام ونور.
الدكتور شريف الشوباشى يرد على «الشيخ» ويتحدى:
اتهمت بالكفر والزندقة بسبب آرائي.. وقادر على الدفاع عن نفسى
المشايخ يحتكرون الدين وعندهم «أرتكاريا» ضد كل من يتحدث فى الإسلام
الرواية تتناول قضايا جوهرية مثل الفضيلة والرذيلة والمكتوب
استقيت أفكار «الشيخ» من كتب التراث
لا وجه للمقارنة بين روايتى و«آيات شيطانية» لسلمان رشدى
قال الكاتب الصحفي والمفكر الدكتور شريف الشوباشي، إن أحداث روايته الجديدة «الشيخ والفيلسوف»، تدور حول طالب بكلية الآداب قسم الفلسفة معجب جدا بكلام أستاذه في قسم الفلسفة، ومعجب في نفس الوقت بكلام شيخ الجامع الذي يصلي فيه، وهو في أغلبه كلام متناقض، فقرر عمل مناظرة فكرية بين الاثنين داخل المسجد الذي يصلي فيه.
وأضاف «الشوباشي»، في تصريحات حصرية لـ«النبأ»، أن هذه الرواية هي من وحي خياله وليست قصة حقيقية، يتناول من خلالها القضايا الخلافية بين الدين والفلسفة مثل، مفهوم الأخلاق، والقضاء والقدر أو المكتوب، وقضية حرية الإنسان، وكذلك الفضيلة والرذيلة، والثواب والعقاب، وهي من القضايا الجوهرية من الناحية الفكرية.
وبسؤاله عن مدى خشيته من مصير نجيب محفوظ وفرج فودة ونصر حامد أبو زيد، الذين تعرضوا للاغتيال المادي والمعنوي بسبب كتاباتهم، واتهموا بالردة والكفر والزندقة، أكد الدكتور شريف الشوبابي، أن ذلك يتوقف على رد فعل الشيوخ على هذه الرواية، مشيرا إلى أن الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية اتهمه صراحة بالكفر عندما طالب بخلع الحجاب، متمنيا ألا يحدث ذلك بعد تداول روايته الجديدة.
وأوضح «الشوباشي»، أن روايته الجديدة لا تهدد أمن وسلامة المجتمع ولا تطعن في القرآن ولا السنة النبوية، مشيرا إلى أن المتطرفين هم من يهددون أمن المجتمع وسلامته، مستبعدا أن يتم رفع دعوى ضده بسبب روايته الجديدة من أحد المحامين المعروفين برفع مثل هذه القضايا، متمنيا أن يكون رد فعل الأزهر على هذه الرواية متوازنا ومتعقلا، لا سيما وأن الأزهر مؤسسة علمية كبيرة، مؤكدا أنه في كل الأحوال سوف يحترم رأي الأزهر في روايته الجديدة.
وتوقع «الشوباشي»، أن تكون آراء رجال الدين مختلفة عن رأي الشيخ في الرواية، مشيرا إلى أن رجال الدين دأبوا منذ أكثر من 40 عاما على اتخاذ مواقف متعصبة ومتطرفة من أصحاب الرأي الآخر، كما تعودوا على ترهيب الناس وتخويفهم وترويعهم باسم الدين، متمنيا ألا يمارسوا هذا الإرهاب النفسي والمعنوي على شخصه الضعيف، مشيرا إلى أنه استقى أفكار الشيخ في الرواية من خلال قراءته لكتب التراث.
وأكد رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأسبق، أن الإسلام الفكري حل محل الإسلام السياسي، وأن شيوخ الإسلام السياسي خلعوا ثوب الإسلام السياسي وارتدوا ثوب الإسلام الفكرى، ويمارسون الإرهاب الفكري ضد أي مخالف، لافتا إلى أن الرواية ستكشف هل الإرهاب الفكري ما زال موجودا في مصر أم أنه انتهى بفضل السلطة الحالية.
ولم يستبعد الشوباشي، أن تتحول روايته الجديدة إلى عمل مسرحي، مثل مسرحية «لن تسقط القدس»، مستبعدا أي رد فعل شعبي على هذه الرواية، مشيرا إلى أن الشعب المصري لا يهتم بالروايات، مؤكدا أنه لا وجه للمقارنة بين روايته الجديدة ورواية «آيات شيطانية» للكاتب سلمان رشدي.
وردًا على الاتهامات التي وجهها له الدكتور أحمد كريمة، قال الشوباشي، إن كلام الشيخ أحمد كريمة يفتقر إلى المصداقية، معقبًا: «بسبب بسيط جدا وهو أنه لم يقرأ الكتاب، فكيف يعلق على شيء لم يقرأه؟».
وأضاف قائلا: «أتحدى أن يخرج لي خطأ واحد يدل على أنني لا أعرف الإسلام، وبالتالي كلامه غير سليم، القضية هي أن تفسيره للإسلام يختلف عن تفسيري للإسلام، معرفة الدين شيء والتفسير شيء آخر، أنا لي تفسير ولي اجتهاد، وهو كشيخ يرفض تمامًا أن يتحدث أي شخص غير الشيوخ في الإسلام، ممنوع أن يفكر أو يعمل عقله، وهذا ما أثبته في الكتاب، وغير مسموح لأي شخص سوى الشيوخ التحدث في الدين، وهذه هي الكارثة».
وأضاف: «أنا لم أر أي تهجم على الرسول ولا على الإسلام، أنا قلت إن خاتم الأنبياء هو سيدنا محمد، لكن في الفلسفة لا يوجد خاتم الفلاسفة، المشايخ عندهم حساسية خاصة جدا وأرتكاريا جامدة جدا لكل من يتحدث عن الإسلام وهو ليس من معشر المشايخ، وكأن هؤلاء المشايخ قبيلة وكل من هو خارجها عدو، وهذا غير صحيح، الإسلام نزل للجميع ولم ينزل للمشايخ فقط، لماذا يحتكرون تفسير الدين؟، هل لديهم تفويض رباني بأنهم هم الوحيدون المنوط بهم تفسير وتعليم وشرح الدين؟، هذا غير موجود في الإسلام».
وأوضح، أن الكتاب يدور حول أستاذ فلسفة مصري، وشيخ مصري، ودين الغالبية العظمى في مصر هو الدين الإسلامي، لذلك هو يتحدث عن الدين الإسلامي فقط، مشيرا إلى أن حالة الضعف والفوضى التي تعيشها الأمة العربية سببها الأساسي الآن هم شيوخ الضلالة وأئمة الإفك، المشايخ الذين احتكروا ورفضوا أن يتحدث أي شخص عن الدين، ويضعون أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة، ويريدون التحكم ليس فقط البشر والناس ولكن في السياسة، يريدون السيطرة على دفة السياسة، كما سيطروا وهيمنوا عليها خلال الخمسين سنة الماضية، وهذا ما رفضه الرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطة الحالية.
وأضاف «الشوباشي»، أنه يحترم عقائد الآخرين، مشيرًا إلى أن لديه عشرات الأدلة من الكتاب والسنة على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان بشرا، وأنه ليس معصوما، منها قصة، «عبس وتولى أن جاءه الأعمى».
وشدد على أن هذه الرواية ليست دراسة فلسفية ولا دينية ولا علمية، لكن هذه رواية، وأنه أطلق خيال الشخصيات التي تلعب أدوارا في هذه الرواية، مشيرا إلى أن السيدة مريم كانت ترتدى حجاب الرأس في عصر كانت كل النساء من كل الثقافات والحضارات والقبائل يرتدون الحجاب، والمرأة في الجاهلية كانت تغطي رأسها.
وأضاف «الشوباشي»، أن تعبير قاذورات الفلسفة يمثل احتقارا لأهم العلوم البشرية، قائلا «في رأيي أنه لا توجد قاذورات في الفلسفة، قد توجد أخطاء ونظريات غير سليمة، وكلمة قاذورات تجسيد عن احتقار الشيوخ للفلسفة والعلوم غير الدينية».
وعن مطالبة الدكتور كريمة بمحاكمته، قال الشوباشي، «هو حر، وأنا قادر على الدفاع عن نفسي، وإثبات أن هذا هراء، فليتفضل برفع الدعوى، وأن يفعل ما يراه صحيحا».
وأكد «الشوباشي»، أنه لو كان مسئولا في الدولة لجعل المشايخ لا يتحدثون إلا في الدين، ويكفون عن إرهاب المجتمع وتخويف الناس وإرعاب المفكرين، مشددا على أن الكتاب موجود، وسوف يقرأه الناس، وسوف يكتشفون أن الكتاب فيه وجهتي نظر، وأن الشيخ في الكتاب يقول كلاما في منتهى الجمال والشموخ والسمو عن الدين الإسلامي وعن الإيمان، وبالتالي هو مستغرب من الهجوم الكاسح والتخويف والإرهاب من الشيخ أحمد كريمة».
وأشار إلى أن المجتمع المصري تطور كثيرا خلال العشرين سنة الماضية، وأصبح أكثر تقبلا للأفكار المتفتحة، وأفكار الدين الحقيقية، وليس هذا الدين الذي فرضه علينا الشيوخ، مختتما حواره لـ«النبأ»: «الدين الذي فرضه الشيوخ في النصف قرن الأخير ليس هو الدين الإسلامي الحقيقي».