«ماعت للتنمية» تصدر تقريرا عن دور الإعلام في تحسين جودة الخدمات للمواطنين
أصدرت مؤسسة ماعت لحقوق الإنسان دراسة تحت عنوان "دور الإعلام الجماهيري في تحسين جودة الخدمات العامة المقدمة للمواطنين" والتي تتناول دور الإعلام الجماهيري من خلال ما يمثله من دور رقابي، ووسيلة لنقل مطالب وشكاوى المواطنين للأجهزة المحلية، كما تتناول كيفية استخدام وسائل الإعلام من خلال المواطنين بكفاءة لنقل مطالبهم للإدارات المحلية، بما يساهم في كفاءة الإدارة ومكافحة الفساد.
وأكدت الدراسة أن وسائل الإعلام تتميز بمكانة محورية في تفاعل المواطنين مع واقعهم المحيط، وتستطيع أن توفر فرص للارتقاء بالتنمية، ويتحدد دور وسائل الإعلام في دعم التنمية بقدر ما توفره من معلومات بشأن خطط التنمية، والاهتمام بحاجة المواطنين ورؤيتهم للخدمات المقدمة إليهم، حيث أن تبادل المعلومات الصحيحة يساهم في تمكين الناس وضمان مشاركتهم بفعالية في إنجاح خطط التنمية وتقييم مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
كما أشارت مؤسسة ماعت من خلال الدراسة إلى التطورات التكنولوجية الكبيرة وقدرة المواطن على الاندماج التكنولوجي الذي تعيشه الإنسانية، ومن ثم ظاهرة "صحافة المواطن" التي أصبحت موجودة بشكل واضح كنتيجة لتطور نظم التواصل، وما ترتب عليها من انتقال قبضة الإعلام من المؤسسات إلى يد الجمهور، لتشكل هذه الظاهرة رافد أساسي في تعزيز ثقافة المواطن وزيادة الوعي، ومستوى التفاعل والتبادل المعرفي والمعلوماتي بين أفراده، في ظل اقتناع تام أن وسائل الإعلام التقليدية لم تعد قادرة على إشباع الاحتياجات المعرفية للمواطنين.
ومن جانبه، قال أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي الدولي، ورئيس مؤسسة ماعت أن دور الإعلام الجماهيري يعتبر وسيلة جوهرية يمكن للمواطن الاعتماد عليها للتعبير عما يريد، باعتباره وسيط فاعل بين مقدم الخدمة سواء الحكومة أو الإدارة المحلية، والمواطن متلقي الخدمة، ويأتي ذلك وفق أسس الحكم المحلي الرشيد، التي تؤكد حق المواطن في التعبير عن احتياجاته، ومساءلة ومحاسبة المسؤولين المحليين، وأكد "عقيل" أن الإعلام يستخدم كوسيلة لتحسين جودة الخدمات العامة المقدمة للمواطنين، من خلال إيصال صوت المواطن عبر وسائل الإعلام المختلفة وتشكيل رأي عام ضاغط على المسؤولين المحليين للاستجابة لمطالب المواطنين لتحسين وتطوير الخدمات المحلية.
وأكد "عقيل" أن الإعلام الجماهيري عليه أن يهتم بالدور التوعوي بخطط التنمية المستدامة، ومبادرات التنمية الوطنية على كافة الأصعدة، وتوضيح العائد منها على المواطنين في مناطقهم المحلية، فضلا عن منح مساحات في وسائل الإعلام الجماهيرية، للمحافظات بكافة مدنها وقراها للتعبير عن المواطنين في هذه المناطق وعرض متطلباتهم وفتح طريق للتواصل بين المواطنين والمسؤولين، وعلى المسؤولين المحليين التفاعل مع شكاوى وآراء المواطنين، والاستجابة لها وتوضيح أهداف خطط التنمية المستدامة وعوائدها الإيجابية على المواطنين.
ومن جانبه، أكد إسلام فوقي، مدير وحدة دعم الديمقراطية بمؤسسة ماعت، أن مع الانفتاح الإعلامي الكبير الذي وصل إلى كل المجتمعات المحلية، أصبح هناك تراكم للخبرات من خلال اطلاع المواطنين على ما يحدث في كل المدن والمحافظات على مستوى الدولة، وكذلك متابعة الانتخابات المحلية في بعض الدول التي تأخذ زخمًا كبيرًا في وسائل الإعلام المختلفة، بما يجعل المواطن لديه المعرفة التي تعزز مطالبه من الإدارة المحلية، وتزيد من قدرته على تقييم أداء الإدارة المحلية، ليتحول إلى مصدر لوسائل الإعلام لعرض مطالبه المحلية، وأوصي فوقي بضرورة تعزيز وسائل الإعلام لآليات التواصل مع المواطنين واستقبال شكاويهم وآرائهم بشأن خطط التنمية، والاهتمام بهذه الشكاوى والآراء من خلال إعادة توجيهها إلى المسؤولين المحليين، فضلا عن اهتمام وسائل الإعلام الجماهيرية، بصحافة المواطن، واستقبال ونشر المواد الإعلامية التي يقوم المواطن بصناعتها بشأن الشكاوى الخاصة بالمحليات.