رئيس التحرير
خالد مهران

على هامش المجلس الدولي للمطارات وزير الطيران يكشف عن معدل الحركة الجوية بمصر

الفريق محمد عباس
الفريق محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني

على هامش مؤتمر المجلس الدولي للمطارات لإقليم افريقيا، ألقي الفريق محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني كلمة توجه فيها بالشكر للدكتور مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصرعلى رعايته للمؤتمر في نسخته الحادى والسابعين، حيث تدعم مصر كافة الجهود التي من شأنها تعميق أواصر الترابط والتعاون مع جميع دول القارة الأفريقية لتحقيق التكامل والإندماج الإفريقي.

حيث يلعب المجلس العالمي للمطارات دورًا رئيسيًا وفعالًا لتعزيز أوجه التعاون بين جميع الأعضاء من أجل تحسين السياسات والبرامج لتطوير معايير المطارات للمساهمة فى توفير صناعة النقل الجوي الآمن وعلى درجة عالية من الكفاءة والفعالية وفقًا لتشريعات المنظمة الدولية للطيران المدني.
وأشاد الفريق محمد عباس حلمي بجهود المنظمة الدولية للطيران المدني، والاتحاد الدولي للنقل الجوي  لدورهم الفعال فى تنمية صناعة النقل الجوى.
وأشار لسبق مصر فى مجال الطيران المدنى، حيث كانت البداية في عام 1910 عندما تم تنظيم أول سباق طيران دولى فى العالم من أرض مطار هليوبوليس إلى سفح الاهرامات بالجيزة وبمشاركة 12 متسابق من 11 دولة أوروبية.
وتأتي أول خطوة حقيقية لدخول مصر إلى عالم الطيران، بوصول أول طيار مصرى بطائرته إلى مطار "هليوبوليس" بعد رحلة استغرقت خمسة عشر يومًا من برلين إلى القاهرة فى الـ 26 من يناير عام 1930 ومن ذلك الوقت أصبح هذا اليوم... عيدًا للطيران المدنى المصرى.

وتابع الفريق محمد عباس حلمي كلمته قائلًا: وكانت المطارات المصرية هى الأساس الذى بنيَ عليه النقل الجوى فى مصر حيث تم افتتاح مطار الماظة كأول مطار دولي مصري تزامنًا مع إنشاء شركة
مصر للطيران فى مايو عام 1932.
ويتوالى إنشاء المطارات حيث تم إفتتاح مطار بورسعيد عام  1945ويتوالى بعدها افتتاح مطار النزهة بالإسكندرية عام 1947 ومطارى الأقصر ومرسى مطروح عام 1954 وأسوان عام 1960 وفى عام 1963 تم افتتاح مطار القاهرة الدولى بعد تطويره  ثم مطار الغردقة الدولى عام 1966 ثم توالى بعد ذلك إنشاء العديد من المطارات ليصبح إجمالي عدد المطارات حتى عام 2010 (20) مطارًا.

إنشاء 4 مطارات مصرية جديدة في 6 سنوات

وفى ظل تطوير البنية التحتية فى مصر وإيمانًا من الدولة المصرية بأهمية صناعة النقل الجوى تم إنشاء (4) مطارات جديدة (سفنكس – العاصمة – برنيس – البردويل)  بالإضافة إلى تطوير وزيادة الطاقة الاستيعابية فى مطارات (شرم الشيخ – الغردقة).
فى المدة من عام 2016 حتى عام 2022 وجارى تطوير وزيادة الطاقة الإستعابية لعدد (3) مطارات أخرى (برج العرب – سانت كاترين – العريش) في ضوء منظومة قومية متكاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

وقال وزير الطيران المدني إن صناعة النقل الجوي من الركائز الأساسية لنمو اقتصاديات الدول لتأثيرها الفعال في تحقيق التنمية من خلال دفع حركة السياحة والتجارة العالمية حيث بلغ إجمالي حجم حركة الركاب على المستوى العالمي في عام 2019 (4.5) مليار راكب وانخفض إلى (3.5) مليار راكب في عام 2022 ثم شهدت ارتفاعًا مرة أخري في عام 2023 إلى (4.3) مليار راكب.
وترتكز صناعة النقل الجوي على محاور رئيسية ممثلة في (المطارات – خطوط الطيران – الملاحة الجوية –
خدمات أخرى) إلا أنها تتأثر بالعديد من التحديات
(الاقتصادية – السياسية – الاجتماعية – البيئية).

وتحظى القارة الإفريقية بفرصة واعدة لنمو قطاع الطيران المدني حيث نصيب إفريقيا لا يتجاوز نسبة (5%) من إجمالي حجم الحركة العالمية بالرغم من أن عدد سكان إفريقيا يمثل (19%) من إجمالي سكان العا…
في حين أن مصر تمثل (7 %) من سكان إفريقيا، وحركة الركاب تمثل ( 5 %) من حجم الحركة في إفريقيا.
وتمثل المطارات الإفريقية نسبة (10%) من إجمالي المطارات على مستوى العالم.
مما يؤكد أن هناك فرص واعده لصناعة النقل الجوى
فى إفريقيا.
وتابع ان عام 2019 (ما قبل جائحة كورونا) شهد مساهمة قطاع النقل الجوي العالمي (3.5 تريليون دولا…
بنسبة 4.1% من إجمالي ناتج الاقتصاد العالمي إلا أن مشاركة قطاع النقل الجوى فى إفريقيا يمثل 2.7% من الإقتصاد الأفريقى بإجمالي (63 مليار دولار).
ويعد معدل النمو المتوقع  في حجم الحركة الجوية لإفريقيا (5%) كحركة مباشرة  و(13%) كحركة غير مباشرة وهي تعتبر نسب محدودة للغاية  إذا ما تم الأخذ في الاعتبار  ضعف حجم الحركة الحالية للقارة مقارنة بحجم الحركة العالمية. 
كما شهدت الفترة من عام 2014 حتى 2023 نموًا ملحوظًا في زيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية، حيث بلغت في عام 2023 (63.5) مليون راكب.  
وتواصل وزارة الطيران المدني خطتها لزيادة الطاقة الإستيعابية للمطارات المصرية، إلى (72 مليون راكب).
وإيمانًا بأهمية صناعة النقل الجوي يتم الإستمرار فى تطوير أنظمة المطارات، وتحسين تجربة المسافر وإعادة تصميم المجال الجوي المصري ليكون أكثر مرونة ولزيادة طاقات النقل المتاحة  وإيمانًا بأهمية مشاركة القطاع الخاص فإنه يتم تشجيع وتسهيل إجراءات إنشاء شركات الطيران المصرية الخاصة والتي بلغ عددها حتى الآن (12) شركة طيران  
كما يتم تدقيق وتحديث التشريعات بما يتوافق مع المعايير الدولية لتحقيق أعلى معدلات الأمن والأمان والسلامة.

وكشف وزير الطيران المدني نمو الشركة الوطنية مصر للطيران، حيث بلغ عدد النقاط التي تصل إليها
الشركة (79) نقطة منهم (27) نقطة فى إفريقيا من خلال تشغيل شركة مصر للطيران وذراعها منخفض التكاليف شركة إيركايرو.
ومن المتوقع أيضًا أن يصل عدد الوجهات إلى (114) وجهة من خلال مضاعفة السعة المقعدية إلى (89 مليار مقعد/ كم)، كما إنه من المتوقع أنه سيتم نقل ما يقرب من (23 مليون راكب) بحلول عام (2028).
 

إفريقيا فرص واعدة

تمتلك القارة الأفريقية الموارد البشرية والموقع المتميز
والطبيعة الخلابة والموارد الطبيعية وهذه المميزات تجعلها أرضًا خصبة وجاذبة للمزيد من الإستثمارات الواعدة.
مشيرًا للعديد من الفرص التى يمكن أن استثمارها  للتعاون مع الاشقاء فى إفريقيا لتنمية صناعة النقل الجوى ومن هذه الأنشطة " صيانة الطائرات والتدريب عليها الشحن الجوي التدريب فى مجالات المراقبة الجوية بمستوياتها المختلفة وتعليم الطيران وتدريب أطقم الطائرات على الطرازات المختلفة بالإضافة إلى إدارة وتشغيل المطارات ". 
وأكد وزير الطيران المدني على إمكانية إقامة شراكات مع مختلف شركات الطيران من أجل الإستغلال الأمثل  للفرص المتاحة لزيادة الربط الجوي حيث يُشكل الربط الجوي ركيزه أساسية تؤثر بشكل مباشر وأساسي في زيادة حجم الإستثمارات  ودعم الناتج الإقتصادى لدول القارة السمراء. 
ووفقًا لتقديرات الأياتا فإن زيادة الربط الجوي
بنسبة (10%) يسهم في نمو الاستثمار الأجنبي
المباشر بنسبة (0.6%)  وزيادة الناتج الإقتصادى
بنسبة (1.1%) لا سيما أن مساهمة صناعة الطيران المدني الإفريقي لا تتعدى نسبة (2%) من إجمالي مساهمة صناعة النقل الجوي العالمي في الاقتصاد العالمي.

وأخيرًا يهمني أن أطرح سؤالًا ربما نجد عليه إجابة فى نهاية المؤتمر أو ننتظرها فى المؤتمر القادم وسؤالى هو هل ضعف حركة النقل الجوي بالقارة  نتيجة ضعف إمكانياتها الاقتصادية ؟ 
أم ضعف الإمكانيات الإقتصادية جاء نتيجة ضعف حركة النقل الجوي لإفريقيا؟.