اشتعال أسعار العقارات في الساحل الشمالي بعد صفقة رأس الحكمة
مع الإعلان عن تفاصيل صفقة رأس الحكمة والتي يطلق عليها «صفقة القرن»، شهدت أسعار العقارات في الساحل الشمالي ارتفاعات بشكل كبير، حيث بدأ سعر الوحدة في مدينة رأس الحكمة من 6 ملايين جنيه، حسب خبراء عقارات.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن مشروع رأس الحكمة يعتبر الأضخم من نوعه؛ لأنه يستهدف تطوير مدينة مساحتها 170 مليون متر مربع، أي أكثر من 40 ألفا و600 فدان.
وأوضح أن المشروع سيتضمن أحياء سكنية لكل المستويات وفنادق عالمية على أعلى مستوى ومنتجعات سياحية ومشروعات ترفيهية عملاقة، بالإضافة إلى كل الخدمات العمرانية الموجودة في كل مدنية سواء مدارس وجامعات ومستشفيات ومبان إدارية وخدمية، بالإضافة إلى منطقة حرة خدمية خاصة سيكون فيها صناعات تكنولوجية وخفيفة وخدمات لوجستية وحي مركزي للمال والأعمال، لاستقطاب الشركات العالمية الموجودة في كل مكان.
وأشار «مدبولي»، إلى أن المدينة سيكون بها أيضا «مارينا» دولية كبيرة لليخوت والسفن السياحية، مشيرًا إلى أنه خارج أرض المشروع تم الاتفاق على إنشاء مطار دولي جنوب المدينة، عبر تخصيص أرض لوزارة الطيران المصرية.
وأكد رئيس الوزراء، أن المدينة ستكون عالمية بكل المقاييس وعلى أعلى مستوى وسوف تستقطب نحو 8 ملايين سائح إضافي.
مخاوف من تآكل الشواطئ
فيما أعاد مشروع الحكمة للأذهان أزمة شركة إعمار الخاصة بتآكل الشواطئ في 2023، والتي ظهرت بعد بدء تشغيل ميناء دولي لليخوت، والذي يسمى «مراسي مارينا ونادي اليخوت»، بمنطقة الساحل الشمالي الجنوبي للبحر المتوسط.
وحول مخاوف حدوث هذه الأزمة بمشروع رأس الحكمة، نفى خبراء عقارات، حدوث أي مخالفات بيئية للشواطئ في المدينة وخاصة مع وجود مواد في القانون لحمايتها، بالإضافة إلى أنها ستكون بمعايير دولية وإشراف على أعلى مستوى من ذوي الخبرات العالمية، بل سيتم إنشاء بنية تحتية تدعم حماية الشواطئ والبيئة.
المنظر الطبيعي والأبراج
وتسببت المميزات والخدمات المتكاملة والحماية البيئية التي ستتم في رأس الحكمة إلى ارتفاع الطلب على العقارات بالساحل الشمالي، بجانب سؤال المواطنين حول طبيعية المبانى في المدينة وشكلها.
فيما يرى اقتصاديون، أن منطقة الساحل الشمالي وخاصة مدينة رأس الحكمة سيكون الإقبال على الشراء فيها فقط لفئات «class» من الشعب، والذين يمثلون من 5% إلى 7%، من إجمالي المصريين؛ نظرًا إلى الارتفاعات المبالغة في الأسعار والتي قفزت خلال عام واحد بالأضعاف.
وفي هذا السياق، قال المهندس عبد المجيد جادو، خبير التقييم العقاري، إن مدينة رأس الحكمة بالطبع ستكون ميزة للساحل الشمالي، وهو ما يؤثر بطريقة غير مباشرة على ارتفاع الأسعار في المنطقة وما يجاورها.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، إن منطقة الساحل الشمالي ستشهد رواجًا الفترة المقبلة، لما سيأتي من السياح والفئات «class» من الشعب المصري، وخاصة مع إنشاء مدينة عالمية ذات طابع جذاب.
وأشار «جادو»، إلى أن تأثير الارتفاعات في أسعار العقارات سيظهر بشكل مباشر على مدينة رأس الحكمة، حيث شهدت خلال الـ3 أيام الماضية زيادة في الطلب على الوحدات والتي لم يتم البدء في تنفيذها حتى الآن.
وتابع: «منطقة رأس الحكمة أصبحت جاذبة للاستثمارات المباشرة سواء للمستثمر المحلي أو الأجنبي، هو الأمر الذي يزيد ارتفاع الوحدات الفترة المقبلة».
وحول طبيعية المباني، أكد أن الموقع الجغرافي المتميز للمنطقة والبعد الاقتصادي هما المسيطران على شكل الوحدات، قائلًا: «شكل الفيو الساحلي يفرض على المصمم عدم الإكثار في الأبراج لأنه يفقده المنظر الأمامي للبحر ولذلك سيكون الأفضل نظام وحدات صغيرة أو شاليهات، وهذا الطابع الخاص بالموقع الجغرافي».
وواصل: «أما الطابع الخاص بالبعد الاقتصادي يتمثل في المستثمر وكيفية احتياجه لاستخدام العائد ودورة رأس المال وهو 20% من نظام العمل».
وحذر خبير التقييم العقاري، من تقليد ثقافات غربية في مدينة رأس الحكمة، لافتًا إلى أن السائح سينجذب لمدينة جديدة لها طابع مصري متميز نفخر به، بعيدًا عن الثقافات الغربية وتقليد مثلها وهذا لا يعيب أي مصمم عقاري.
وطالب «جادو»، عمل مسابقة لتقديم أفكار لأفضل تصميمات للمدينة، وهو ما يزيد المنافسة واستخدام ذوي الخبرات المختلفة للخروج بنموذج محترم يكون وجهة أمام العالم، بعيدًا عن الأشكال التقيلدية التى تم تنفيذها في المدن الجديدة.
مشروعات عالمية ومضاعفة للأرباح
ومن ناحيته، قال النائب أحمد عثمان، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، والمرشح السابق لمقعد نقيب المهندسين، إن الأسعار سترتفع في الساحل الشمالي بشكل كبير الفترة المقبلة، وخاصة مع إنشاء شركة لرفع كفاءة المنطقة، لافتًا إلى أن المنطقة ستشهد تطويرا غير مسبوق مثل مدن «دبي» أو الأقرب لمدينة العلمين الجديدة.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه لم يعرض أي مخطط على البرلمان حتى الآن ولكن الوحدات بمدينة رأس الحكمة ستكون مزيجًا بين الأبراج والشاليهات وفلل وشقق صغيرة، متابعًا: «من الآن جميع الساحل الشمالي بدءًا من الضبعة حتى مرسى مطروح شهد مشروعات عالمية من ألماظة ولافيستا بأسعار عالية جدًا».
وأوضح «عثمان»، أنه مع اكتمال تنمية مدينة رأس الحكمة سترتفع الأسعار بشكل أسرع، وخاصة مع توافد السياح وعمل مطار رئيسي، قائلًا: «من المعروف عن دولة الإمارات السعي وراء مضاعفة الأرباح».
وحول قدرة المدينة على استيعاب 8 ملايين سائح سنويًا، أشار عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، إلى أن رأس الحكمة ستستقبل ملايين السياح، خلال فترة قصيرة، مع بدء تنفيذ المخطط النهائي وتشغيل الشركة.
وواصل: «مع بدء تدفق الدولارات وتوحيد سعر الصرف سيعمل المستثمرون وتنفذ المدينة بشكل أسرع، حيث سيتم عمل مشروعات وتنمية للدولة على مدى الـ3 أو 5 سنوات القادمة».
وأكد البرلماني، أنه سيتم الالتزام بالمعايير البيئية في تنفيذ مدينة رأس الحكمة وإنشاء بنية تحتية تدعم حماية الشواطئ المصرية، بجانب إنشاء أماكن مخصصة للزراعة أيضًا؛ لاعتبارها أهم مشروع استراتيجي لمصر.