بعد تطبيقها بأسوان.. حكايات معاناة ومرمطة المواطنين فى منظومة التأمين الصحى الشامل
مر أكثر من 5 سنوات منذ بدء تطبيق المرحلة الأولى لمنظومة التأمين الصحي الشامل وتشمل محافظات (بورسعيد، والإسماعيلية، والأقصر، وجنوب سيناء، وأسوان، والسويس)، شهدت فيها محافظات «بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية» إنشاء وحدات طب أسرة جديدة، وتطوير ورفع كفاءة مراكز طبية، وإنشاء مستشفيات جديدة وتطوير ورفع كفاءة مستشفيات أخرى، وتجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية، وتطبيق نظام جديد للتعامل مع المنتفعين بالخدمة الطبية.
وأعلنت هيئة الرعاية الصحية بدء منظومة التأمين الصحي الشامل في محافظة أسوان، وهي ثاني محافظات الصعيد منذ بداية العام الجاري، والتي من المستهدف أن يستفيد منها على مستوى المحافظة أكثر من 1.6 مليون نسمة، فما هو مردود نجاح أو فشل المنظومة على المحافظات التي طبقت بها؟، وهل أبناء هذه المحافظات استشعروا هذا التغيير من الخدمات الطبية المقدمة إليهم؟.
وفي محاولة البحث عن الإجابة، تحدثت «النبأ» مع أبناء محافظات منظومة التأمين الصحي الشامل واستمعت إلى ملاحظات المنتفعين وشكاواهم.
منتفعو محافظة بورسعيد
قالت أمل عبدالعظيم، تقيم في حي الفيروز بور فؤاد بمحافظة بورسعيد، إن تجربتها مع منظومة التأمين الصحي الشامل رائعة على حد وصفها، كما أنها لاحظت التغيير والتطوير في المستشفيات والوحدات الصحية وتوافر الأدوية والكشف، وسرعة التسجيل الإلكتروني، مؤكدة أنه أصبح هناك اهتمام أكثر من السابق في الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
وأضافت «عبدالعظيم»، أنها تواجه مشكلة واحدة ألا وهي بعد الوحدة الصحية التي تتابع فيها عن محل إقامتها، مضيفة أنها قدمت أكثر من شكوى لنقلها ولكن دون جدوى، حيث إنها تعاني من مرض مزمن ولا تستطيع الانتقال عبر وسائل المواصلات.
وتابعت، أن الكثير من أبناء المحافظة يعانون من توزيعهم خارج محل إقامتهم، قائلة: «أرجو حل هذه المشكلة في أسرع وقت».
ومن جانبه، قال عمر أحمد من سكان حى القابوطى بمحافظة بورسعيد، إنه سجل في منظومة التأمين الصحي الشامل من شهور وحتى الآن لم يستلم البطاقة الخاصة بالمنظومة، لافتا إلى أنه من كبار السن ويعاني من أمراض مزمنة ويحتاج إلى أدوية شهرية ويطالب بسرعة تخليص الإجراءات.
وأكد «أحمد»، أن المنظومة بناء على حديث أقاربه وجيرانه تجربة ناجحة ونقلت المحافظة في مكان آخر من حيث الخدمة الصحية وتوافر الأدوية وأحدث الأجهزة في المستشفيات.
منتفعو محافظة الإسماعيلية
ومن جهته، أكد محمود مرزوق يقيم بالتلاتيني بمحافظة الإسماعيلية، أنه يواجه مشكلة كبيرة عند ذهابه إلى إحدى مستشفيات المنظومة، قائلًا: «أذهب إلى المستشفى في الثامنة صباحا للحجز، بالإضافة إلى وجود عشرات المنتفعين يحيطون بموظف الأمن الذي يجمع الكارنيهات ثم ينادى على صاحب كل كارنيه ويكتفى بعدد محدد ثم يقول للباقين أنتم تيجوا بكرة كده استكفينا عدد حالات النهاردة».
وتابع «مرزوق»، أنه يعاني بشدة بسبب الإجراءات الروتينية والبطء الشديد بعد الكشف وتحديد المرض، يتم التحويل إلى المجمع الطبي بعد أكثر من شهر.
وأضاف أن من أهم المشكلات التي واجهته في المنظومة أنه في كل مرة يصرف فيها الأدوية يحتاج إلى موافقة لجنة وإجراءات وموافقات كثيرة حتى علاج الأمراض المزمنة مثل الجلطات والقلب والسكر التي في حاجة إليها باستمرار، مما يدفعه في النهاية للاقتراض لشراء الدواء.
ويطالب المسؤولين النظر إليهم بعين الرحمة وتذليل الإجراءات الورقية حتى تصل المنظومة للنجاح المنشود.
المنظومة إنجاز تاريخي
وأكدت الدكتورة عبلة الألفي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب والمشرف العام على مبادرة «1000 يوم ذهبية»، أن ملف التأمين الصحي الشامل من أهم ملفات اللجنة، قائلة: «لدينا تحد رئيسي يتمثل في سرعة تغطيته لكافة المحافظات والمُضي بخطوات أسرع مما هو عليه الآن»، لافتة إلى أنه حتى الآن لم يتم تغطية 6 ملايين مواطن في المحافظات التي تم تطبيق التأمين الصحي الشامل بها.
وأضافت «الألفي»، أنه إذا استطعنا في التأمين الصحي الشامل التركيز على الرعاية الصحية الأولية والتعاقد مع الأطباء في العيادات الخاصة بأن يكونوا جزءا من المنظومة، هذا سيؤدي إلى تقليل 50% من مصروفات الخدمات الطبية، والإسراع في تطبيق التأمين الصحي الشامل.
وتابعت أن التأمين الصحي الشامل إنجاز تاريخي شهد به العالم أجمع وله انعكاسات إيجابية عديدة، أهمها تقديم خدمات صحية أولية للمواطنين بمعايير عالمية، وخدمات علاجية وتشخيصية، وخدمات الصحة الإنجابية، والإسعافات الأولية لحالات الطوارئ.
وأشارت، إلى أن المستشفيات أصبحت على أعلى مستوى وأنهى نظام التأمين الصحي الشامل منذ بدء تطبيقه على قوائم الانتظار، وإجراء العمليات في مستشفيات المحافظة التابعة لمنظومة التأمين الصحي بدلًا من السفر للمحافظات الأخرى، والتحول الأخضر من خلال المستشفيات والصيدليات الخضراء صديقة البيئة.
وطالبت «عضو لجنة الصحة بمجلس النواب» بعدم هدم المستشفيات القديمة، وإعادة ترميمها من الداخل مثلما يحدث في إنجلترا، مؤكدة أن ما يتم من هدم للمستشفيات هو إهدار للمال العام، ويترتب عليه معاناة المواطنين لسنوات لحين إعادة بناء المستشفيات مرة أخرى وتزويدها بالخدمات والمستلزمات الطبية اللازمة حتى يتم العمل فيها».