أزهريون يحددون شكل وطريقة صيام ذوي الهمم في رمضان
هناك العديد من الأسئلة تخص صيام ذوي الهمم مثل:هل يجبرون على الصوم؟ وهل هو شرعا عليهم الصوم أم أنهم من الفئات غير المكلفة؟
نقدم في التقرير التالي كل ماتريد معرفته عن صيام ذوي الهمم من أبنائنا، ومن منهم مكلف ومن غير مكلف بالصيام، وكيف يمكننا تأهيلهم للصيام، ودور الأسرة والمجتمع في دعمهم في كل الأحوال.
في البداية أوضح دكتور عبد الغني سعد أستاذ الفقة بجامعة الأزهر، أن كل حالة من ذي الهمم لها وضعها، فمن يطيق منهم الصيام فهو مكلف، ومن لا يطيق غير مكلف، والتكليف يكون على المسلم البالغ العاقل القادر، منوها أن الطبيب المعالج هو من يمكنه تحديد ما إذا كان الإنسان يمكنه الصيام أم لا، حيث أن الأصل في الصيام القدرة والاستطاعة، سواء كانت قدرة جسدية المتمثلة بقوة البنية والتحمل والبلوغ، أو قدرة عقلية متمثلة في القدرة على التمييز والإدراك.
وأضاف أن هذا الأمر طبي أكثر منه شرعي، ومن الناحية الشرعية فيقول تعالى "من كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر"، والمريض هنا يحدد قدرها الطب، قائلا "الصوم عبادة لم يفرضها الله لتعذيب الناس، ولكن هذه العبادات من أجل تنقية الناس، ولا يجب علينا ان نتعنت أو نتعسف".
وأوضح أن ذوي الهمم فئات متعددة، فمنهم من لديه عجز حركي أو سمعي أو بصري أو ذهني، وإذا كان المريض من الناحية الفسيولوجبة يمكنه تحمل فترات الصيام فيصوم، وإذا كان عمره العقلي يستوعب هذا فنشجعه عليه، وعلينا كمجتمع نتقبل كل الأوضاع ولا نسخر ممن لا يستطيع منهم الصوم أو لا يفهم معنى الصوم، ونوجه أولادنا بأهمية ذلك وعدم التنمر على أقرانهم من ذوي الهمم، هذا ونساعد من يمكنه الصيام كأن نجعله يصوم حتى الظهر أو من الظهر، ولكن دون تعنت لفرض الصيام عليهم لأن الإسلام دين سماحة ويسر، والأمر عموما متروك حسب نوع الإعاقة ودرجتها.
ومن جانبه أوضح الشيخ سليم عبد العزيز من علماء الأوقاف، أنه ليس كل ذوى الاحتياجات الخاصة يمكنه الصيام، وليس كل ذي إعاقة يمكننا تدريبه على الصيام، فأصحاب الإعاقات الشديدة لايمكنهم الصوم، ومن يتدرب على الصيام من لديه إعاقة حركية ولكن قواة العقلية سليمة، ومن لديه إعاقة ذهنية بسيطة، ويكون مدرك للصيام ومعنى الصيام، وكذلك أصحاب التعلم البطيئ ومتوسطى الذكاء، وأيضا أصحاب متلازمة داون يمكنهم الصيام، المصابون بالتوحد.
متابعا أن صيام كل هؤلاء يكون حسب قدرتهم على التحمل، قائلة "ممكن البداية بوقت قليل ونزيده تدريجيا، إلى أن يصل ليوم كامل حتى لو يوم واحد في أخر رمضان، ولا يجب إطلاقا الضغط على الأولاد من أجل الصوم".
وعن تأهيلهم لفكرة الصوم أشار أنه علينا قبل رمضان أن نحدثهم عن الصيام وكيفيته، ونؤهلهم نفسيا لاستقبال الشهر الكريم، ونصنع معهم الفانوس بأيديهم أو نرسمه ونلونه، ونجعلهم يشاركون في عمل الزينة وتعليقها في المنزل، والمشاركة في الاستعداد للإفطار وتجهيز الأطباق، والنزول مع الأب أو الأم للصلاة فى المسجد بعض الأحيان، وكذلك الاستعداد للعيد بعد رمضان، ونجعله يعيش كل الطقوس مثلنا، كل ذلك في حال أن حالته تسمح بذلك، وهذا من باب المشاركة الروحانية في رمضان فيشعر معنا بطقوس وشعائر الشهر الكريم.
وأضاف الشيخ سليم، أن الصيام له الكثير من الفوائد لذوي الإعاقة ما دام أنه مدرك للصيام ولديه القدرة على الصيام حتى لو لبضع ساعات، فهنا يدرك الوقت، ويزيد من قوة الإرادة لديه ويعلمه الصبر والتعاطف والرحمة والمقدرة.
وأكد أن الأسرة عليها دور كبير في أن تؤهل طفلها من ذوي الاحتياجات للصيام، وتشجعه وتساعده وتدعمه نفسيا وبدنيا واجتماعيا للدمج في مثل هذه المناسبات الدينية، ونزود ثقته بنفسه إلى أن يصل لصيام الشهر كامل ويتعرف على كل المعاني الفاضلة داخل الشهر والحكمة ومن الصيام.
وأضاف أن الصيام يعزز الثقة في نفس الأطفال، وخاصة ذوى الاحتياجات الخاصة، ويجعله يشعر أن لديه قدرة مثل أقرانه الأصحاء، وهنا يوجد جانب سيكولوجي خاص ببرمجة الدماغ بان الصيام يوميا مع تكرار سماع الآذان في نفس الوقت يعلم الطفل ان يحفظ الآذان، ويعزز عنده الطاقة الروحانية ويزيد الجانب التنموي واللغوي، ويكون معبر أك