مسحراتي مطارد ومائدة إفطار بالأقصى.. أبرز مظاهر رمضان بمدينة القدس المحتلة
تعد القدس من المدن التي لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين، ولذلك رمضان بمدينة القدس له شكل آخر، في ظل ملاحقات الاحتلال ومحاولاته المستميتة لتغيير طابع المدينة.
يبدأ رمضان بمدينة القدس من «سوق البلدة» القديمة فى القدس والتي تكتسي بمظاهر استقبال شهر الصيام خصوصًا لدى باعة الحلويات والقطايف والعوامة.
ولأن القدس هى بوصلة الشعب الفلسطينى، فإن رمضان بمدينة القدس يبدأ منها في فسطين رغم الاحتلال والاستيطان حيث تتوافد جموع المصلين من كل مدن الضفة ومناطق 48 إلى المسجد الأقصى متحدين التفتيش والمنع والحواجز العسكرية المدججة بجنود الاحتلال، والذين يفشلون فى عزل المدينة المقدسة عن العالم.
وتحرص العائلات في رمضان بمدينة القدس على تنظيم إفطار جماعى داخل ساحات الأقصى خلال شهر رمضان المبارك. كما يقوم المرابطون فى البلدة القديمة بالقدس بتوزيع التمر والمشروبات الباردة على المصلين ساعة الإفطار.
وستظل هذه العادة العريقة قائمة برمضان بمدينة القدس رغم ما يتعرض له المترددون على «الأقصى» من ترويع واحتجازات.
يعاني المسحراتيون في رمضان بمدينة القدس من ضغوط كبيرة، فيتعرضون لبلاغات يومية من المستوطنين، تحت حجة أن قرع الطبول في أوقات الليل يسبب الإزعاج لهم، ما يدفع السلطات الإسرائيلية إلى سجنهم وتغريمهم ماليًا في كثير من الأحيان.
وكحال بقية العرب من المحيط للخليج رمضان بمدينة القدس حيث يجلس الفلسطينيون أمام شاشات التليفزيون بعد الإفطار وصلاتى المغرب والعشاء لمشاهدة المسلسلات المصرية والسورية، وكأن هذه العادة أصبحت سلاحا سريا آخر للتواصل العربى ومقاومة الاحتلال.
وتعد مدينة القدس هي أكبر مدن فلسطين التاريخية المحتلّة مساحةً وسكانًا وأكثرها أهمية دينيًا واقتصاديًا. تُعرف بأسماء أخرى في اللغة العربية مثل: بيت المقدس، القدس الشريف، أولى القبلتين، وفي الكتاب المقدس باسم أورشليم، وتسميها إسرائيل رسميًا: أورشليم القدس.
كان من نتائج حرب سنة 1948 بين العرب والإسرائيليين أن قُسمت القدس إلى شطرين: الجزء الغربي الخاضع لإسرائيل، والجزء الشرقي الخاضع للأردن. وفي شهر نوفمبر من نفس السنة، أقيمت منطقة عازلة بين الجزئين، حيث قابل قائد القوّات الإسرائيلية في القدس، موشيه دايان، نظيره الأردني عبد الله التل في إحدى منازل حيّ مصرارة بالقدس، وقاما بتعليم الحدود الفاصلة بين شطريّ المدينة.