أمل جديد لمرضى سرطان الثدي بفضل الخلايا النائمة
اكتشف العلماء كيف يمكن لخلايا سرطان الثدي أن تتهرب من العلاج عن طريق "السبات" ثم "الاستيقاظ" بعد سنوات، مما يتسبب في انتكاسة يصعب علاجها.
وكشف باحثون من معهد أبحاث السرطان في لندن عن الآلية التي يؤدي بها العلاج الهرموني المستخدم لمنع عودة سرطان الثدي إلى إحداث تغييرات في بعض الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى "السبات" بدلًا من الموت.
لكن العلماء يقولون إنه قد تكون هناك طريقة لاستهداف خلايا سرطان الثدي "النائمة" قبل أن تستيقظ، مما يوفر أملًا جديدًا للمرضى الذين يعانون من سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الاستروجين (ER+) - والذي يشكل 80% من جميع سرطانات الثدي.
وقال لوكا ماجناني، أستاذ اللدونة اللاجينية في معهد أبحاث السرطان بلندن: “بعد الجراحة لإزالة سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الاستروجين الأولي، يتم إعطاء المرضى من خمس إلى عشر سنوات من العلاج الهرموني الذي يهدف إلى قتل أي خلايا سرطانية متبقية.
وهذا لا ينجح مع جميع المرضى، لأن سرطان الثدي يمكن أن يعود بعد سنوات، أو حتى عقود.
تفاصيل البحث
وحدد البحث آلية رئيسية تستخدمها الخلايا السرطانية للتهرب من العلاج من خلال البقاء في حالة سبات، قبل أن تستيقظ بعد سنوات وتبدأ في الانقسام بسرعة مرة أخرى.
ويأمل الباحثون أن تؤدي نتائج الدراسة إلى إجراء أبحاث لاستهداف خلايا سرطان الثدي النائمة، بحيث يمكن للمرضى في يوم من الأيام، دون الحاجة لسنوات من العلاج الهرموني، التأكد من أن السرطان لن يعود مرة أخرى، والذي يستعيد نشاطه لأنه حساس لهرمون الاستروجين، مما يعني أن خلاياه تنقسم وتنمو بمساعدة هذا الهرمون.
ويتضمن العلاج في كثير من الأحيان مجموعة من العلاجات والجراحة المختلفة، والتي تكون مصممة عادة لتناسب احتياجات المريض.
وفي دراستهم، التي نشرت في مجلة Cancer Discovery، نظر الباحثون في دور الإنزيم المعروف باسم G9a، ووجدوا أن تثبيط هذا الهرمون يمنع الخلايا السرطانية من أن تصبح خاملة وقتل الخلايا التي كانت في حالة سبات بالفعل.
وأوضح البحث أن الخلايا السرطانية يمكن أن تظل خاملة في الجسم لسنوات عديدة قبل أن يتم تحفيزها للاستيقاظ مرة أخرى، مما يتسبب في عودة السرطان.
وتستخدم هذه الدراسة نهجا مبتكرًا لتحليل وراثة هذه الخلايا النائمة واكتساب نظرة ثاقبة مهمة حول الآليات التي تؤدي إلى السكون.
وعلى الرغم من أن النتائج في مرحلة مبكرة، إلا أنها تكشف عن أهداف جديدة محتملة لتطوير علاجات مبتكرة تمنع عودة سرطان الثدي.