خبير نفسي يوضح لـ "النبأ" أسباب الاضطرابات النفسية المنتشرة حاليا
انتشرت في الأونة الأخيرة العديد من الأمراض النفسية وحالات الانتحار، نتيجة للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد في الفترة الحالية وفي السطور التالية نوضح الأسباب الحقيقة وراء انتشار الاضطرابات النفسية.
وفي هذا السياق قال الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة لـ“النبأ”، إنه يجب التفريق بين مهمتين في مجال الخدمات النفسية الأولى تتعلق بالإرشاد والعلاج النفسي السلوكي أو المعرفي وغيره من المداخل النفسية، والثانية تتعلق بالطب النفسي والعلاج الدوائي الذي يقدم جنبا إلى جنب مع العلاج النفسي.
أسباب الاضطرابات النفسية
وأضاف "حجازي"، أن المهمة الأولى هي الأكثر انتشارا وتعالج كثيرا من الحالات وخاصة الاضطرابات التي لم ترق إلى مستوى المرض العقلي، أما المهمة الثانية فيكون تأثيرها فعالا في الحالات المرضية الشديدة والتي تصل إلى درجة الاضطراب العقلي وتستدعي تدخلات دوائية وأحيانا جراحية.
وتابع، أن من أهم أسباب الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأفراد ليس كما يتوقع الكثيرون أنها تتمثل في الأزمات الاقتصادية أو الإنسانية أو العاطفية، وإنما السبب الرئيسي يعود إلى الهشاشة النفسية التي يعاني منها معظم الأفراد ويفقد الفرد جزءا كبيرا من صلابته النفسية وقدرته على تحمل الضغوط نتيجة أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة التي تقوم على التدليل الزائد والحماية الزائدة وإضعاف ثقة الفرد بنفسه وقدرته على تحمل المسؤولية، لافتا إلى أنه حينما يتعرض لصدمة من أي نوع فإنه لا يقوى على مواجهتها وتحمل الضغوط الناتجة عنها ويقع بالتالي فريسة للأمراض والاضطرابات النفسية.
وأشار، إلى أن لبعض الاضطرابات والأمراض النفسية أسبابا بيولوجية وأحيانا وراثية وليس مردها دائما إلى أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة.
نصائح لتجنب الضطرابات النفسية
وأكد، أنه لتجنب الوقوع تحت طائلة المرض النفسي يجب أن تتبع الأسرة من البداية أساليب تربوية صحيحة في تربية الأبناء بحيث تنمي ثقتهم في أنفسهم وقدراتهم على تحمل المسؤولية ومواجهة الضغوط وحل المشكلات، وأن تتسم العلاقة بين جميع أفراد الأسرة بالود والقرب، وأن تبادر إلى زيارة مراكز الخدمات النفسية أو الطبيب النفسي عند ظهور أي بوادر لسلوك مرضي أو شاذ لأن العلاج النفسي في بدايته يكون أسهل وكلما تأخر المريض في زيارة الطبيب ازداد الأمر سوءا.
تشخيص الحالات
وأردف أن تشخيص الحالات وعلاجها يستغرق وقتا طويلا ويتطلب قدرا من الهدوء والتأني، وبالتالي فإن الأعداد الكبيرة التي تزور المستشفيات النفسية تمثل عبئا كبيرا على الأطباء الموجودين بهذه المستشفيات وتحول بلا شك دون تقديم خدمات العلاج النفسي على الوجه الأمثل لها،
واختتم أستاذ علم النفس التربوي المساعد، أن التوسع في إنشاء المستشفيات النفسية ومراكز الدعم النفسي أصبح ضرورة لتفادي الزحام الذي يؤثر على مستوى الخدمة والتي تحتاج إلى قدر كبير جدا من الهدوء والتركيز لكي يستجيب المريض للعلاج بسرعة ولا تتدهور حالته للأسوأ.