هشام زكي يكتب: الجهاد وإزلال المسلمين
صادف يوم السبت ٣٠ ديسمبر ٢٠٠٦م، أول أيام عيد الاضحى المبارك، اليوم الذي أعدمت فيه القوات الأمريكية الرئيس العراقي صدام حسين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول شخصية الرئيس صدام حسين، فالاتفاق أو الاختلاف سيفصل فيه التاريخ بعد إعادة قراءته بطريقة صحيحة، وبعد قيام أمريكا بنشر كل التفاصيل المتعلقة بشخصية الرئيس صدام، وملابسات الحرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ثم اقتحامه لدولة الكويت، وفي فجر يوم عيد الفطر الموافق الأربعاء ١٠ أبريل ٢٠٢٤م، قد يقتحم الجيش الإسرائيلي بدعم من أمريكا رفح لإبادة شعبنا العربي النازح من غزة إلى رفح.
لا ندعي إننا نستشعر الأمور عن بُعد، وذلك لأن الأمور على الأرض تسير في اتجاه واحد هو الدخول إلى رفح، فتعنت حكومة الصهاينة، ومنْ ورائها، أكبر دليل على ما نستشعره، قد تكون مقاربة بعيدة نوعا ما ولكنها مقاربة منطقية جدا إذا نظرنا لها من منظور محو وإزالة مفهوم المقاومة، إلى جانب قتل الفرحة في نفوس المسلمين، لذا فمن البديهي أن نسأل لماذا أُعدم الرئيس صدام أول أيام عيد الاضحى، عيد التضحية في الشريعة الإسلامية، وفي السياق ذاته لماذا لم يتم إيقاف الهجمات البربرية الشرسة من جانب الجيش الاسرائيلي ضد مسلمي غزة في رمضان شهر العبادة والجهاد والانتصارات الإسلامية خاصة بعدما صدعونا بوجود مفاوضات بين أطراف الصراع، والأطراف ذات اليد الطولى في المنطقة وأنه سيتم وقف إطلاق النار في الأول من رمضان الذي أوشك على الرحيل، ولازالت الإبادة مستمرة بدم بارد وعدم الاهتمام بمشاعر المسلمين في اقطاب الأرض.
إن قتل فرحة المسلمين بمواسم طاعتهم وأعيادهم يقوم على فلسفة صهيونية أمريكية لزعزعة الإيمان ووأد روح المقاومة والجهاد في نفوسنا، الجهاد ذروه سنام الإسلام، ولا نقصد هنا الجهاد المسلح، ولكن الجهاد بشكل عام جهاد النفس على طاعة الله، جهاد النفس لإخراج الزكاة وإطعام الفقراء والمحتاجين على حبها للمال، جهاد النفس على التعامل مع الآخرين بأخلاق وقيم الدين الحنيف، جهاد كظم الغيث وقد انزلت آية قرانية في هذا الشأن.
ولكن هذا الجهاد لا يروق لأبناء القردة والخنازير، ولا يرضي ماما أمريكا التي تستخدم كل أساليب المكر والدهاء لضرب الإسلام في مقتل، وسيأتي يوما سنبكي على البلاد العربية التي تُستقطع جزءا جزءا ونحن نصفق لهذا الاستقطاع، وسيأتي يوم سنبكي على حضارة إسلامية إضاءات العالم بنور العلم في المجالات كافة، وكانت عنوانا للكرامة والإنسانية، ولما لا ونحن نبكي الآن على حضارة إسلامية استمرّت ٨٠٠ عاما غيرت فيها وجه الأرض فيما يعرف بإسبانيا حاليا.