الحرب على غزة.. إسرائيل ترضخ للضغوط الأمريكية
كثفت الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطها الدبلوماسية على إسرائيل من أجل وقف الحرب على غزة، كما تتواصل الضغوط الشعبية والبرلمانية على الحكومة البريطانية لوقف دعمها لإسرائيل.
حذّر 600 محامٍ وأكاديمي وقاضٍ مُتقاعد، بينهم 3 قضاة سابقين، في المحكمة العليا البريطانية، الحكومة من انتهاك القانون الدولي من خلال استمرارها تسليح الاحتلال الإسرائيلي.
وانضم ثلاثة قضاة سابقين في المحكمة العليا إلى أكثر من 600 من المشتغلين بالقانون في بريطانيا في مطالبة الحكومة بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، قائلين إن ذلك قد يجعل بلادهم متواطئة في إبادة جماعية بقطاع غزة.
وحظيت مطالبتهم بدعم اثنين من كبار خبراء الاستخبارات في البلاد قالا إن على بريطانيا استخدام أي نفوذ ممكن لإقناع إسرائيل وأكبر داعميها، وهي الولايات المتحدة، بتغيير المسار في الصراع.
وقال القضاة والمحامون وأكاديميون في مجال القانون عبر رسالة مؤلفة من 17 صفحة لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن "تقديم المساعدة العسكرية والمواد لإسرائيل قد يجعل المملكة المتحدة متواطئة في إبادة جماعية، وكذلك الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي".
وقال جوناثان سامبشن، وهو أحد القضاة السابقين، لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه يشعر بالقلق من أن الحكومة البريطانية فقدت بوصلتها في ما يتعلق بضرورة منع الإبادة الجماعية.
وقال اثنان من كبار الشخصيات في مجتمع الاستخبارات البريطاني، وهما مستشار الأمن القومي السابق بيتر ريكيتس والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية (إم أي 6)، أليكس يونجر، إنه يجب استخدام هذه المبيعات كوسيلة ضغط.
وقال ريكيتس إن هناك "أدلة كثيرة الآن على أن إسرائيل لا تمتثل للقانون الإنساني الدولي، وإن الحظر سيبعث رسالة يمكن أن تثير جدلًا في واشنطن"، فيما قال يونجر لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن بريطانيا في حاجة إلى "كسب نفوذ وخلق حوافز لمزيد من التركيز على قضية ما نطلق عليه تقنيًا الأضرار الجانبية، لكننا نسميه قتل المدنيين الأبرياء".
وتبيع بريطانيا عبوات ناسفة وبنادق هجومية وطائرات عسكرية لإسرائيل، لكنها مورد صغير نسبيًا حيث شكلت الصادرات لإسرائيل نحو 0.4 في المئة من إجمال مبيعات الدفاع العالمية لبريطانيا عام 2022، وهو أحدث عام أتيحت فيه تلك البيانات كاملة.
بايدن يحذر نتنياهو
حث الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على التوصل إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة.
وحذر بايدن، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، من أن استمرار الدعم الأمريكي للحرب في غزة يعتمد على الإجراءات الإسرائيلية لحماية المدنيين.
ودعا بايدن في مكالمة هاتفية مع نتنياهو إلى "إعلان وتنفيذ سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة"، وفق بيان للبيت الأبيض.
وأضاف أن بايدن "أوضح أن سياسة الولايات المتحدة في ما يتعلق بغزة سيحددها تقييمنا للإجراء الفوري الذي ستتخذه إسرائيل بشأن هذه الخطوات".
وقال الرئيس الأمريكي لنتنياهو، إن الغارات على العاملين في المجال الإغاثي، وكذلك الوضع الإنساني في غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من المجاعة، "غير مقبولة".
وجاء في البيان أن بايدن "أكد أن وقفًا فوريًا لإطلاق النار ضروري لتحقيق الاستقرار وتحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين الأبرياء، وحث رئيس الوزراء على تمكين مفاوضيه من التوصل إلى اتفاق من دون تأخير لإعادة الأسرى".
ترامب يطالب إسرائيل بوقف الحرب فورا
حث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اليوم الخميس، إسرائيل وقف الحرب على غزة فورا.
وقال ترامب، في مقابلة مع المذيع الإذاعي هيو هيويت، إن إسرائيل "تخسر حرب العلاقات العامة تمامًا" ودعا إلى حل سريع لسفك الدماء.
وأضاف: "انتهوا من الأمر ودعونا نعود إلى السلام ونتوقف عن قتل الناس. هذا بيان بسيط للغاية: عليهم أن ينتهوا من هذا الامر. انتهوا من الأمر وانتهوا منه بسرعة لأنه يتعين عليكم ذلك، عليكم العودة إلى الحياة الطبيعية والسلام".
وقال ترامب: "عليكم أن تنتهوا من الأمر وعليكم العودة إلى الحياة الطبيعية. ولست متأكدًا من أنني أحب الطريقة التي يفعلون بها ذلك، لأنه لا بد من تحقيق النصر. يجب أن تحقق النصر، وهذا يستغرق وقتًا طويلًا".
وانتقد ترامب على وجه التحديد قرار إسرائيل بنشر لقطات لأعمالها الهجومية. وطوال فترة الحرب، نشر الجيش الإسرائيلي مقاطع مسجلة مصورة لغارات جوية وهجمات أخرى ضربت ما وصفه بـ "البنية التحتية الإرهابية".
وتابع قائلًا: "لا ينبغي لهم أن يطلقوا مقاطع كهذه. لهذا السبب يخسرون حرب العلاقات العامة. إسرائيل تخسر حرب العلاقات العامة بالتأكيد".
وأشار إلى "إنهم ينشرون أبشع وأفظع المقاطع المصورة المسجلة التي تظهر المباني المنهارة. الناس يتخيلون أن هناك الكثير من الأفراد في تلك المباني، أو أشخاص في تلك المباني، وهم لا يحبون ذلك. إنهم يخسرون حرب العلاقات العامة. إنهم يخسرون خسارة كبيرة. لكن عليهم إنهاء ما بدأوه، وعليهم إنهاءه بسرعة، وعلينا أن نواصل حياتنا".
إسرائيل ترضخ للضغوط الأمريكية
قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية تفويض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يواف غالنت والوزير بني غانتس اتخاذ القرارات المناسبة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
كما تقرر إدخال المساعدات من ميناء أسدود إلى القطاع عبر معبر إيرز وزيادة إدخال الشاحنات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم.
ويأتي هذا القرار في ظل الضغوط الأمريكية والمحادثات الهاتفية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الخميس إقالة قائد هيئة لواء الناحال وقائد المساعدة اللوائية بعد مقتل 7 من موظفي منظمة "المطبخ المركزي العالمي" في قطاع غزة يوم الاثنين.
كما وجه رئيس أركان الجيش توبيخا لقائد المنطقة الجنوبية وقائدي الفرقة 162 ولواء ناحال، حسب القناة 14 العبرية.