رئيس التحرير
خالد مهران

بنكهة شرق آسيا.. أسرار عادة البيت المفتوح عند الماليزيين بعيد الفطر

النبأ

يفتح الماليزيون بيوتهم للزوار طوال شهر شوال، وتسمى عادة البيت المفتوح، وهو تقليد من أعرق التقاليد في هذا العيد، وهي عادة ماليزية أصيلة تسمى باللغة الملاوية "روما تربوكا" (Ruma Terbuka).

في الماضي كانت تقتصر عادة البيت المفتوح على أسبوع واحد، لكن مع تزايد الأعداد وتباعد المسافات، أصبحت تمتد عادة البيت المفتوح طوال أيام شهر شوال، وتقسم الأيام بالتناوب بين أفراد العائلة، حتى يستطيع الجميع زيارة بعضهم بعضا، ولا تقتصر الزيارات على أفراد العائلة والأصدقاء، بل تمتد لتشمل حتى غير المسلمين من الأعراق الأخرى وكذلك المقيمون.

يقوم صاحب البيت بتقديم الضيافة على أكمل وجه في عادة البيت المفتوح، ويفتخر الماليزيون بأن عادة البيوت المفتوحة انتقلت إلى غير المسلمين فأصبحوا يحتفلون بالطريقة نفسها.

يقوم الماليزيون بالإعلان عن عادة البيت المفتوح بالصحف أو عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانا توضع لافتات في الشارع تدل على عنوان البيت المفتوح، الذي عليه الدور في الأحياء.

وعلى المستوى الرسمي يقيم كل من الملك ورئيس الوزراء والوزارات عادة البيت المفتوح، وأهمها يعود لرئيس الوزراء الذي يستقبل في بيته الرسمي الدبلوماسيين والسياسيين وعامة الناس.

ومما يسجل في هذا الصدد أن عادة البيت المفتوح الذي أقامه رئيس الوزراء الأسبق نجيب رزاق عام 2016 استقبل ما يقرب من 75 ألف زائر، من جميع أطياف المجتمع.

كما أن هناك بعض المدارس تقيم بيوتا مفتوحة وتستقيل الأهالي والطلاب، ويذهب الطلاب بملابسهم التقليدية "باجو ملايو" و"باجو كورنغ"، وتقدم المدارس الطعام وتقيم الأنشطة الترفيهية والاستعراضات، كما تقام البيوت المفتوحة في أماكن العمل في المطاعم والقاعات.

وفي يوم العيد وبعد أداء صلاة العيد فإن الماليزيين يجتمعون بأعداد كبيرة في ساحات المساجد والمدن والقرى حيث يقومون بتحية بعضهم بتحية فريدة من نوعها، فعوضًا عن التحية التقليدية بالمصافحة فإنهم يقومون بالتلامس بصدورهم تعبيرًا عن تبادل المحبة والإخاء بينهم

ويمكن لممارسة البيوت المفتوحة أن تساعد الماليزيين على فهم ثقافة الأجناس الأخرى، وسيحتفلون بالعيد معًا على الرغم من اختلاف خلفياتهم وثقافاتهم وأديانهم.

وتسمح هذه الممارسة لكل سباق بالتعرف على مطبخ الأجناس الأخرى بالإضافة إلى التعرف على عادات ومحرمات أصدقائهم. 

كما يقول المثل الماليزي إذا كنت لا تعرف، فأنت لا تحب، أليس كذلك؟ على سبيل المثال، يحتفل الصينيون والهنود والكادازانيون وغيرهم بعيد “بهاري رايا” عيد الفطر مع الملايو والعكس، وبالتالي، يمكن أن يساعدهم ذلك على تعلم ثقافة الأجناس الأخرى، وحتى هذه الثقافة الصحية يمكن خلقها بين المجتمعات متعددة الأعراق في ماليزيا حيث ستتمكن بشكل غير مباشر من تشكيل روح التسامح بين الجيل الحالي.