طارق خيرت يكشف عن دور الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الحرائق والمفرقعات والشغب ومكافحة الجرائم|حوار
كشف اللواء دكتور طارق خيرت، خبير نظم إدارة الأزمات باستخدام الذكاء الاصطناعي، عن دور الذكاء الاصطناعي في إجراءات التعامل مع الحرائق والمفرقعات والشغب ومكافحة الجرائم، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية تضع سياسات وإجراءات صارمة لحماية البيانات والخصوصية عند استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأضاف خبير نظم إدارة الأزمات باستخدام الذكاء الاصطناعي، في حوار خاص لـ«النبأ الوطني»، أن الذكاء الاصطناعي يساهم في تحسين قدرة الأجهزة الأمنية على كشف ومكافحة الجرائم الإرهابية، كما أن وزارة الداخلية تستعين بهذه التقنية في عدة مجالات أهمها الكشف التهديدات السيبرانية ومحاولات اختراق الأمن الإلكتروني، فضلًا عن أن هناك جهودا متزايدة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير آليات وقائية للتنبؤ بالحوادث وإدارة الازدحام المروري.
وأشار «خيرت»، إلى أن القوانين واللوائح المتعلقة بتطبيق الذكاء الاصطناعي تختلف في وزارة الداخلية من بلد لآخر، مؤكدًا أن الاستخدام الناجح للذكاء الاصطناعي في القطاعات الخدمية بوزارة الداخلية يتطلب تخطيطًا جيدًا وتنفيذًا صحيحًا، حيث تعتمد الوزارة على نظم المراقبة بالذكاء الاصطناعي في تأمين الحدود والمطارات والمنشآت والاحتفالات والمؤتمرات الكبرى، محذرا من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي، كاشفًا عن دور تكنولوجيا «البلوكشين» في القضاء على جرائم الغش والتزوير، وإلى نص الحوار.
في البداية.. حدثنا عن استراتيجية وزارة الداخلية في توظيف الذكاء الاصطناعي؟
في السنوات الأخيرة، أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات وزارة الداخلية أمرًا متزايدًا ومهمًا، ويتيح الذكاء الاصطناعي لوزارة الداخلية فرصًا جديدة لتعزيز الأمن العام وتحسين خدماتها للمواطنين، منها: «تحليل البيانات» مثل سجلات الجرائم والمعلومات الاستخباراتية، حيث يتم تحليل هذه البيانات بسرعة وفعالية لتحديد الأنماط والاتجاهات والتنبؤ بالأحداث المحتملة، مما يساعد في اتخاذ قرارات أمنية استراتيجية، وكذلك الكشف التهديدات من خلال تحليل الصور والتعرف على الوجوه لتعزيز نظام الكشف التهديدات في المطارات والموانئ والأماكن العامة، وكذلك يستخدم الروبوتات الذكية والمحادثات الآلية لتعزيز خدمات العملاء والرد على الاستفسارات بشكل أسرع وأكثر فعالية، إضافة إلى التحقق من الهوية والأمان، والتحذير المبكر والاستجابة السريعة والتي من شأنها اتخاذ إجراءات استباقية للتصدي للتهديدات المحتملة.
وتضع وزارة الداخلية سياسات وإجراءات صارمة لحماية البيانات والخصوصية عند استخدام الذكاء الاصطناعي، لا سيما أن استراتيجية وزارة الداخلية في توظيف الذكاء الاصطناعي شاملة ومتوازنة، مع التركيز على تحقيق الأمان وتحسين الخدمات الأمنية للمواطنين، وفي الوقت نفسه ضمان حماية البيانات والخصوصية وضمان الشفافية والمساءلة في استخدام التقنيات الذكية.
هل هناك إطار قانوني لضبط وتنظيم تطبيق الذكاء الاصطناعي في وزارة الداخلية؟
تختلف القوانين واللوائح المتعلقة بتطبيق الذكاء الاصطناعي في وزارة الداخلية من بلد لآخر، وقد يكون هناك إطار قانوني محدد في بعض البلدان ينظم استخدام التكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعي في الأمن الداخلي، في حين قد يكون هناك بلدان أخرى لا تمتلك قوانين محددة بشكل صريح لذلك، ففي العديد من البلدان، يتم تنظيم استخدام التكنولوجيا الذكية من خلال القوانين واللوائح العامة المتعلقة بحماية البيانات الشخصية والخصوصية وحقوق الفرد، ويتعين على المنظمات الداخلية والشرطة الامتثال لهذه القوانين والحفاظ على حقوق الأفراد أثناء استخدام التكنولوجيا الذكية.
إلى أي مدى يساهم الذكاء الاصطناعي في منظومة العمل الأمني؟
يساهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في تعزيز وتحسين منظومة العمل الأمني، من خلال تحليل البيانات حيث يتم اسخدامه لتحليل السجلات الجنائية، والتقارير الاستخبارية، والبيانات المتعلقة بالأحداث الأمنية، ويستخدم الذكاء الاصطناعي في نظم الكشف التهديدات لتحسين القدرة على اكتشاف السلوكيات المشبوهة والتهديدات الأمنية، ويستخدم أيضًا تقنيات التعلم العميق والتعرف على الصور والفيديو لتحليل المشاهد المراقبة والتعرف على المشتبه بهم وتحديد الأشياء غير المألوفة أو الخطيرة.
ما دور الذكاء الاصطناعي في تأمين المنشآت والمؤتمرات الكبرى والاحتفالات؟
تستخدم وزارة الداخلية الذكاء الاصطناعي في تأمين المنشآت والمؤتمرات الكبرى والاحتفالات من خلال الاعتماد على نظم المراقبة والكشف للتعرف على الصور والفيديو للكشف السلوكيات المشبوهة والأجسام المشبوهة في المنشآت والمؤتمرات الكبرى والتهديدات الأمنية، وأيضًا تحليل المعلومات والبيانات المتعلقة بالتهديدات الأمنية المحتملة والمخاطر الجغرافية والمعلومات الاستخبارية، وكذلك تحليل البيانات والتنبؤ بالأزمات، ويستخدم في الكشف التهديدات السيبرانية ومحاولات اختراق الأمن الإلكتروني، وأيضًا لتحسين استجابة الطوارئ في المنشآت والمؤتمرات الكبرى، والتحقيقات الجنائية المتعلقة بالأمن الداخلي.
هل يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تأمين الحدود والمطارات أيضًا؟
نعم، يستخدم الذكاء الاصطناعي في تأمين الحدود والمطارات، حيث يتم استخدام تقنيات التعرف الآلي على الوجوه التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف الأشخاص المطلوبين أو المشتبه بهم عند نقاط الدخول والمغادرة في المطارات والمنافذ الحدودية، ويمكن لهذه النظم المزودة بالذكاء الاصطناعي مقارنة الوجوه المسجلة مسبقًا بالوجوه المسجلة في قواعد البيانات الأمنية وتنبيه العاملين في الأمن في حالة وجود تطابق، ويستخدم أيضًا لتحليل سلوك الأفراد في الحدود والمطارات من خلال الاعتماد على مراقبة الأنشطة والحركات والسلوكيات غير العادية التي يمكن أن تشير إلى تهديد أمني، كما يستخدم في تحليل البيانات الاستخبارية وتنبؤ الأحداث الأمنية على الحدود، ويستخدم في تحسين عمليات المراقبة والتفتيش.
ومن المهم أن نلاحظ أن الذكاء الاصطناعي يعتبر أداة قوية لتعزيز جهود تأمين الحدود والمطارات، ولكنه لا يمكن أن يحل محل العنصر البشري، فما زالت الحاجة إلى وجود عمل قائم على الفرق المدربة والعاملين في الأمن لاتخاذ القرارات النهائية والتعامل مع المواقف الطارئة والتهديدات، كما يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتعزيز قدرات الأمن وتحسين كفاءة وفعالية العمليات، لكنها تحتاج إلى الاعتماد على التعاون بين الذكاء الاصطناعي والعنصر البشري.
تستعين وزارة الداخلية بالذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات الخدمية على خطى قطاع الأحوال المدنية.. كيف يتم ذلك؟
يستخدم الذكاء الاصطناعي في قطاع الأحوال المدنية وغيرها من القطاعات، حيث يسهم في تحسين العديد من الخدمات الخاصة بوزارة الداخلية، ويتم ذلك من خلال استخدام تقنيات التعرف الآلي على الوجوه لتحسين عملية تحديد الهوية في قطاع الأحوال المدنية، وأيضًا استخدام هذه التقنية في عمليات إصدار بطاقات الرقم القومي وجوازات السفر وتحديث السجلات المدنية.
وتسخدم وزارة الداخلية الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات منها: التحقق من هوية الأفراد بشكل أكثر دقة وكفاءة، والتعامل مع استفسارات الجمهور في تقديم الإجابات والمعلومات بطريقة سريعة وفعالة، وكذلك تحليل البيانات الكبيرة المتعلقة بالأحوال المدنية، مثل السجلات الشخصية والمعلومات الديموغرافية والمعاملات المالية، وبالتالي تحسين عمليات إدارة الأحوال المدنية واتخاذ القرارات الاستراتيجية وغيرها من الاستخدامات التي من شأنها أن تساهم في تطوير المنظومة الأمنية.
ما الطرق الحديثة التي تستخدمها الوزارة في التدريب والتدريس لتخريج شرطي قادر على حفظ الأمن ومنع الجريمة قبل وقوعها؟
توجد العديد من الطرق الحديثة التي تستخدمها الوزارة في التدريب والتدريس لتخريج شرطي قادر على حفظ الأمن ومنع الجريمة قبل وقوعها، منها: التدريب الواقعي والمحاكاة من أجل تعريف المتدربين على سيناريوهات واقعية تحاكي الحوادث والجرائم المحتملة، ويتم استخدام تقنيات مثل المحاكاة الافتراضية والمحاكاة المادية لإنشاء بيئات واقعية يتعامل فيها المتدربون مع مواقف مختلفة، وهذا يساعد المتدربين على تطوير مهاراتهم في اتخاذ القرارات السريعة والتعامل مع سيناريوهات الطوارئ.
ويتم استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتوفير بيئات تفاعلية ومحاكاة تفاعلية للمتدربين، كما يتم استخدام التحليل البياني والتنبؤ في عمليات التدريب لمساعدة الشرطة على فهم النماذج الجنائية وتوقع الجرائم المحتملة، ويتم استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي لتحليل البيانات الجنائية والمعلومات الاستخباراتية، وهذا يساعد على تحديد المناطق الساخنة والتركيز على التدابير الوقائية للحد من الجرائم والحفاظ على الأمن العام، فضلًا عن أن التعاون والتنسيق بين الشرطة والجهات المعنية الأخرى يعتبر أمرًا حاسمًا في الحفاظ على الأمن ومنع الجريمة.
وتهدف هذه الطرق الحديثة إلى تزويد الشرطة بالمهارات والمعرفة اللازمة للتعامل مع التحديات الأمنية الحديثة والعمل على منع الجريمة قبل وقوعها، ويتم تطوير هذه الطرق باستمرار لتواكب التطورات التكنولوجية والاجتماعية وتحسين كفاءة وفعالية الشرطة في حماية المجتمع.
اذكر الجرائم التي يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مواجهتها؟
الذكاء الاصطناعي يستخدم في مكافحة العديد من الجرائم المختلفة، مثل: جرائم الاحتيال المالي، والجرائم السيبرانية حيث يساعد الذكاء الاصطناعي في الكشف هجمات القرصنة السيبرانية وحماية البنية التحتية للشبكات، كما يستخدم في مواجهة جرائم الإرهاب والتطرف، وضد جرائم العنف والاعتداء، والجرائم المنظمة، وتهريب المخدرات، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المرتبطة بتهريب المخدرات، مثل تحليل الأنماط في الشحنات وتحليل البيانات الجغرافية لاكتشاف طرق التهريب وتوقع النقاط الساخنة للنشاط الإجرامي.
ويستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات عديدة من الجوانب الأخرى لمكافحة الجريمة، ويعتبر الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتحليل البيانات الضخمة، وتوفير توجيهات وتوصيات للأجهزة الأمنية، ما يساعدها في اتخاذ قرارات أكثر فعالية وتحسين إجراءات التحقيق وتوجيه جهود التطوير التكنولوجي في مجال مكافحة الجريمة.
كيف يواجه الذكاء الاصطناعي الجرائم الإرهابية؟
يواجه الذكاء الاصطناعي الجرائم الإرهابية من خلال التحليل التلقائي للمحتوى، للتعرف على الأنماط والعبارات المشتبه بها والتي ترتبط بالأنشطة الإرهابية المحتملة، والتعرف على الصور والفيديوهات المشبوهة، وتحديد العناصر والأنماط المشتبه بها، مثل الأسلحة أو المتفجرات أو الأفراد ذوي المظهر المشبوه، إضافة إلى مراقبة السلوك والتحليل اللغوي، للكشف أنماط غير طبيعية أو مشتبه بها، وكذلك تحليل الرسائل النصية والدردشات والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي للكشف تهديدات إرهابية محتملة، وتحليل البيانات والاستخبارات الاصطناعية والتي من شأنها أن تساعد في توجيه جهود المكافحة الإرهابية واتخاذ إجراءات أمنية مبكرة.
وتتطلب مكافحة الجرائم الإرهابية استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أحد هذه الأدوات التي تساهم في تحسين قدرة الأجهزة الأمنية على كشف ومكافحة الجرائم الإرهابية.
الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه في ارتكاب الجريمة.. كيف يمكن التغلب على ذلك؟
نعم، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في ارتكاب الجرائم بطرق متعددة، ولكن هناك إجراءات يمكن اتخاذها للتغلب على هذا التحدي، حيث يمكن ضمان أن تكون الأنظمة الذكية مصممة بطريقة تضمن الامتثال للقوانين والأخلاقيات، ويجب أن تتم مراعاة المسائل الأخلاقية المتعلقة بالخصوصية والأمان والتمييز وغيرها، ويجب أن توضع قوانين وضوابط صارمة للتحكم في استخدام الذكاء الاصطناعي، ويجب أن يتم إجراء مراقبة وتدقيق للنظم الذكية والخوارزميات المستخدمة.
كما يجب أن يتم توفير حماية قوية للأنظمة الذكية والبيانات المرتبطة بها، وتطبيق تقنيات الأمن السيبراني المتقدمة، مثل التشفير، والتوثيق، والتحقق من الهوية؛ لمنع اختراق الأنظمة وسرقة البيانات أو استخدامها بطرق غير قانونية، إضافة إلى التعاون الدولي والتشريعات القوية حيث يجب أن تتعاون البلدان معًا لوضع تشريعات قوية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي وتحدد العقوبات لارتكاب الجرائم المتعلقة به، والتي من شأنها أن تساعد في تقليل الاستغلال الإجرامي للذكاء الاصطناعي وتعزيز المساءلة القانونية للمرتكبين.
هذه بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتغلب على استخدام الذكاء الاصطناعي في ارتكاب الجرائم، ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أنه لا يمكن القضاء بشكل كامل على احتمالية استخدام الذكاء الاصطناعي في ارتكاب الجرائم، ولذلك يتطلب الأمر جهودًا مستمرة للحد من هذه المخاطر والتحسين المستمر للتقنيات والأنظمة ذات الصلة.
كيف يساهم «البلوكشين» في القضاء على جرائم الغش والتزوير؟
تكنولوجيا «البلوكشين»، هي الأكثر شهرة بسبب استخدامها في العملات المشفرة مثل البيتكوين، حيث توفر إمكانيات فريدة للتصدي لجرائم الغش والتزوير بسبب طبيعتها اللامركزية والشفافة، ويساهم البلوكشين في القضاء على جرائم الغش والتزوير من خلال الشفافية والتتبع، ويوفر هذا النظام سجلًا مفتوحًا وشفافًا لجميع العمليات المنفذة في الشبكة، وبما أن السجل موزع بين العديد من الأطراف، فإنه يصعب تزوير البيانات المخزنة فيه، وهذا يجعل من الممكن تتبع وتحقيق أصول المعاملات والتحقق من صحتها وعدم تلاعبها.
وأيضًا يتم في شبكة البلوكشين، تنفيذ المعاملات بواسطة شبكة من العقود الذكية والأجهزة اللامركزية، لذلك، يصبح من الصعب على المهاجمين التلاعب بالعمليات وتزويرها، حيث يجب أن يستولوا على سيطرة الغالبية العظمى من الشبكة لتحقيق ذلك، ويستخدم هذا النظام العقود الذكية لإنشاء آليات متقدمة للتحقق من صحة المعاملات وضمان عدم وجود أي تزوير أو تلاعب، وأيضًا تقنيات التشفير المتقدمة والتوقيع الرقمي لحماية البيانات المخزنة والعمليات المنفذة في الشبكة، وهذا يجعل من الصعب على المهاجمين التلاعب بالبيانات أو تزويرها دون الكشف عنها، فضلًا عن الإبلاغ الذاتي والتحقق المتبادل بين الأطراف المتعاملة.
هل حقق الذكاء الاصطناعي نجاحا في القطاعات الخدمية بوزارة الداخلية؟
نعم، الذكاء الاصطناعي حقق نجاحًا ملحوظًا في القطاعات الخدمية بوزارة الداخلية، فإن استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي في هذه القطاعات قد أدى إلى تحسين كفاءة العمليات وتحسين تجربة المستخدمين، منها: الدور البارز في قطاع الأحوال المدنية كما هو موضح، وكذلك دوره في تسجيل السكان والمعاملات المدنية، وخدمات الدعم الذاتي، وهو ما يقلل من الحاجة إلى التواصل المباشر مع الموظفين ويوفر الوقت والجهد للجميع، فضلًا عن استخداماته في تعزيز الأمان والرقابة في أقسام وزارة الداخلية.
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن الاستخدام الناجح للذكاء الاصطناعي في القطاعات الخدمية يتطلب تخطيطًا جيدًا وتنفيذًا صحيحًا، يجب أن تتم تكامل التقنيات الذكية بشكل سلس مع البنية التحتية القائمة وأنظمة المعلومات الموجودة، ويجب أن يتم توفير التدريب اللازم للموظفين للتعامل مع التقنيات الجديدة، كما يجب أيضًا مراعاة القوانين والتشريعات المتعلقة بحماية البيانات الشخصية والخصوصية، إذن حقق الذكاء الاصطناعي نجاحًا في تحسين الخدمات في قطاعات الوزارة، ومن المتوقع أن يستمر التطور والاستخدام المتزايد للتكنولوجيا في المستقبل لتحقيق مزيد من التحسينات.
ما استخدامات الذكاء الاصطناعي في إجراءات التعامل مع الحرائق والمفرقعات والشغب؟
يستخدم الذكاء الاصطناعي في إجراءات التعامل مع الحرائق والمفرقعات والشغب من خلال التحليل والكشف المبكر المتعلق بالحرائق والمفرقعات والشغب، مثل الصور والفيديو والبيانات الحساسة، وأيضًا تحليل البيانات التاريخية والبيانات الجغرافية والأنماط السلوكية للتنبؤ بحدوث الحرائق والمفرقعات والشغب، وبناءً على التحليلات والتنبؤات، يمكن للنظم الذكية تنفيذ إجراءات آلية للتعامل مع هذه الأزمات، حيث يتم استخدام الروبوتات المجهزة بالذكاء الاصطناعي للتحكم في الحرائق والمفرقعات وتطبيق إجراءات السلامة بشكل آلي وفعال، وكذلك يستخدم في توجيه وتنسيق فرق الاستجابة والقوات الأمنية في حالات الحرائق والمفرقعات والشغب.
كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تقليل الحوادث على الطرق العامة؟
للتكنولوجيا الذكية دور هام في تحسين سلامة المرور وتقليل الحوادث من خلال تحليل البيانات وتوجيه السائقين وتوفير تنبيهات مبكرة، إضافة إلى تطوير نظم السلامة المتقدمة في السيارات، مثل نظام تحذير التصادم والتنبيه بالخروج عن المسار والتحكم في السرعة، ويستند هذا النظام إلى تحليل البيانات المستشعرة من المحسات المثبتة في السيارة للكشف المخاطر المحتملة وتنبيه السائق واتخاذ إجراءات تلقائية للحد من الحوادث، وكذلك التنبؤ بحوادث الطرق من خلال تحليل البيانات المتعلقة بالطرق والمرور والحوادث السابقة لتوفير تحليلات وتنبؤات دقيقة بأماكن وأوقات الحوادث المحتملة.
وتعد السيارات ذاتية القيادة واحدة من التطبيقات الرئيسية للذكاء الاصطناعي في تحسين سلامة الطرق، ويمكن للنظم الذكية في السيارات الذاتية القيادة تحليل البيانات المستشعرة المستمرة للتعرف على البيئة وتوجيه السيارة بأمان واتخاذ القرارات اللازمة لتجنب الحوادث، كما أن تحليل البيانات المرتبطة بحوادث الطرق والعوامل المؤثرة فيها، مثل الظروف الجوية والزحام والتشوهات على الطرق. من شأنها تحديد الأنماط والعوامل المؤثرة وتوفير رؤى قيمة لاتخاذ قرارات تحسين السلامة على الطرق، ويكشف الذكاء الاصطناعي عن سلوكيات القيادة الخاطئة أو الخطرة وتوجيه التحذيرات المناسبة للسائقين.
هل الرادارات مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي؟
نعم، في بعض الحالات يتم استخدام التقنيات المتقدمة للذكاء الاصطناعي في تطبيقات الرادار، الرادارات هي أجهزة استشعار تستخدم للكشف الكائنات وقياس المسافات والسرعات باستخدام إرسال إشارات إلكترومغناطيسية واستقبال الاستجابة من تلك الإشارات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، تُضاف إلى الرادارات لتحسين أدائها وزيادة قدرتها على كشف وتحليل المعلومات المستقبلية، ومع تطور التكنولوجيا، يمكن أن تتقدم هذه التطبيقات بشكل مستمر لتحقيق مستويات أعلى من السلامة والكفاءة في النقل والمرور.
هل هناك آليات وقائية عن طريق الذكاء الاصطناعي كالتنبؤ بالحوادث والازدحام المروري تعمل الوزارة على تطويرها؟
نعم، هناك جهود متزايدة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير آليات وقائية للتنبؤ بالحوادث وإدارة الازدحام المروري، والعديد من الوزارات والهيئات المعنية بالنقل والطرق تعمل على تطوير وتبني تلك الآليات لتحسين أمان الطرق وتدفق المرور، وتتعاون الوزارات والهيئات المعنية مع الشركات التقنية والمؤسسات البحثية لتطوير هذه الآليات الوقائية وتجربتها على نطاق واسع لكن يجب الإشارة إلى أن تطوير هذه الآليات يتطلب جمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات المتعلقة بالحوادث والمرور، وكذلك توافر البنية التحتية اللازمة لتنفيذ هذه التقنيات، قد تختلف درجة تقدم هذه الآليات وتبنيها من بلد لآخر ومن هيئة تنظيمية إلى أخرى، وذلك بناءً على الاستثمارات والتزام الجهات المعنية بتطوير التقنيات الذكية في مجال النقل والطرق.
ما مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي؟
أحذر من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي، فإن القضايا الأخلاقية من المخاطر الشائعة لاستخدام هذه التقنية الحديثة، مثل انتهاك الخصوصية والتمييز والتأثير الاجتماعي، فقد يتم من خلال جمع كميات كبيرة من البيانات الشخصية واستخدامها بطرق يمكن أن تنتهك الخصوصية الفردية، أيضًا قد تحتوي نماذج الذكاء الاصطناعي على تحيزات غير مقصودة تؤدي إلى تفاقم التمييز وعدم المساواة، فضلًا عن اعتماد الذكاء الاصطناعي على البيانات والخوارزميات التي تكون مبرمجة من قبل البشر، والتي قد تحتوي هذه البيانات على أخطاء أو تحيزات تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة أو غير عادلة.
كما أن من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي أنه يؤدي إلى تأثيرات على العمالة وسوق العمل، فقد يتم استبدال بعض الوظائف بالأتمتة والروبوتات الذكية، مما يتسبب في فقدان فرص العمل لبعض العاملين، وأيضًا يتعرض النظام الذكي للتهديدات السيبرانية، حيث يمكن اختراقه واستغلاله من قبل المهاجمين، وقد يكون الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي محفوفًا بالمخاطر، فإذا فشلت النظم الذكية أو تعرضت لأعطال فإنها قد تؤدي إلى توقف العمليات الحيوية أو حدوث أخطاء جسيمة.
لذا يجب مراعاة هذه المخاطر وتحديد السياسات والإجراءات اللازمة للتحكم فيها، ويتطلب ذلك التعاون بين المؤسسات الحكومية والصناعة والمجتمع المدني لتوجيه تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تحقق الفوائد وتقلل المخاطر.