الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن حول المقابر الجماعية في غزة
أعلن مصدر في مجلس الأمن الدولي، أن الجزائر طلبت عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي حول المقابر الجماعية في قطاع غزة في 7 مايو.
كما دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في الاكتشاف الأخير للمقابر الجماعية في قطاع غزة.
وفي وقت سابق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى السماح الفوري لمحققين دوليين بزيارة مواقع المقابر الجماعية في قطاع غزة، من أجل التعرف على ملابسات مقتل مئات الفلسطينيين.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد كشف وجود 6 مقابر جماعية أقامها الاحتلال في المستشفيات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت آخرها في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوبي القطاع.
ويوضح مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، أن أول مقبرة جماعية اكتُشفت كانت في مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، وانتُشل منها 29 شهيدًا.
يشير الثوابتة إلى اكتشافهم أيضًا مقبرتين جماعيتين في مجمع الشفاء الطبي؛ الأولى أمام مبنى الجراحات التخصصية، والأخرى أمام مبنى الكلى، انتُشل منها 33 جثمانًا من الشهداء الذين أعدمهم الاحتلال الإسرائيلي.
ويضيف أن المقابر الثلاث الأخرى كانت في مجمع ناصر الطبي، لافتًا إلى أنه فُتح منها مقبرة واحدة فقط حتى الآن، انتُشل منها 392 شهيدًا، أما المقبرتان المتبقيتان فسيجري فتحهما خلال المرحلة القادمة من أجل انتشال جثامين الشهداء ومحاولة التعرف عليها، ثم إعادة دفنها بطريقة سليمة وصحيحة قانونيًا.
ويكشف مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة عن أن مجموع عدد الشهداء المنتشَلين حتى الآن من المقابر الجماعية في القطاع وصل إلى 454 جثمانًا.
وعن حالة الجثامين التي وُجدت في مجمع ناصر الطبي، يقول الثوابتة إنهم وجدوا جثثًا مربوطة اليدين والساقين والقدمين، وجثثًا بعضها بلا رؤوس أو أطراف، وبعضها بلا جلود، وأخرى يبدو عليها أن الاحتلال قد سرق أعضاءها الداخلية، مشيرًا إلى أن "الجميع يعلم أن الاحتلال الإسرائيلي لديه بنك من الجلود، مساحته 170 مترًا، وبالتالي يسرق أعضاء الشهداء من أجل تغذيته".
وقالت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين ومقرها لاهاي، في 24 أبريل/نيسان الماضي، التي ساعدت على التعرف على آلاف الضحايا المدفونين في مقابر جماعية خلال حروب البلقان في التسعينيات، إن "المقابر الجماعية تحتوي على أدلة حاسمة لإثبات الحقيقة، ويجب اتخاذ إجراءات فورية لحماية وتوثيق المواقع التي جرى الإبلاغ عنها في غزة".
ولفت المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى بروز ظاهرة المقابر الجماعية لأول مرة في تاريخ الصراع بهذا الحجم والشكل، إذ وثَّق المرصد أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة، وفي حالات عديدة جرى توثيق حالات دفن نفّذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لأشخاص أعدمتهم ميدانيًا.
وأشار المرصد في بيان له في 23 أبريل/نيسان الماضي، إلى أن قوات الاحتلال نبشت عشرات المقابر وأخضعت مئات الجثث لتحليل الجينات (DNA)، وأخفت بعضها من دون تقديم أي معلومات عن الضحايا.
وطالب "الأورومتوسطي" بتحرك دولي عاجل بشأن المقابر الجماعية في قطاع غزة، مؤكدًا أن "الجثث المنتشَلة متحللة وبعضها أشلاء، بسبب دهسها بالجرافات الإسرائيلية".
من جانبه أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، وجود حاجة إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية، "وليس تحقيقًا إسرائيليًا، نظرًا للمناخ السائد للإفلات من العقاب".
بدورها أكدت منظمة العفو الدولية أن الاكتشاف "المروّع" للمقابر الجماعية في قطاع غزة يستدعي "الحاجة الملحّة للحفاظ على الأدلة وضمان الوصول الفوري" لمحققي حقوق الإنسان إلى القطاع.