بعد حديث السيسي..5 تحديات تواجه الجامعات لتحقيق حلم الشباب في مرتب الـ«100 ألف دولار شهريًا»
تحول اهتمام عدد كبير من أولياء الأمور نحو التعليم التكنولوجي وكليات الذكاء الاصطناعي بعد تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، باحثين عن فرصة تعليم تكنولوجية جيدة لأبنائهم والبعد عن الكليات التقليدية كالآداب والحقوق والتجارة أملًا في توفير فرص عمل بمرتبات جيدة تناسب الوضع الاقتصادي الحالي، ولمواكبة العالم في الاهتمام بالتكنولوجيا والتحول الرقمي، وهذا ما تسعى إليه الدولة في الجمهورية الجديدة ورؤية مصر 2030.
وكان السيسي قد دعا للتركيز على تعليم الأبناء البرمجة بدلا من دخول كليات، مثل الآداب، والتجارة، والحقوق، وقال إن «المبرمجين من الممكن أن يتقاضوا ما قد يصل إلى 100 ألف دولار شهريًا»، وهو ما طرح عدة تساؤلات حول مدى وحجم توافر تلك المرتبات في مصر؟، وما الكليات والجامعات التي توفر تعليما تكنولوجيا بجودة عالية داخل البلاد، وما موقف الجامعات الحكومية في هذا الصدد، وهو ما تحاول أن تجيب عنه «النبأ» خلال السطور التالية.
الذكاء الاصطناعي
وفي السياق، قال الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن التخصصات التي يقصدها الرئيس السيسي هي جميع التخصصات ذات الصلة بتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات ويدخل ضمن هذه التخصصات الكليات التكنولوجية والتي تقدم المعارف والمهارات التكنولوجية المتخصصة والمرتبطة بصناعات معينة.
وأضاف «حجازي»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن البلاد شهدت الفترة الأخيرة إنشاء العديد من البرامج الدراسية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى كليات متخصصة في الذكاء الاصطناعي هذا إلى جانب ما شهده قطاع التعليم الفني من إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية وإنشاء الجامعات التكنولوجية والتي تنتشر في معظم مناطق الجمهورية وتستوعب أعدادا كبيرة من الطلاب، مؤكدا أن هذه التخصصات أصبحت بالفعل تجتذب أعدادا كبيرة من الطلاب.
وتابع أنه يوجد العديد من هذه التخصصات في الجامعات الحكومية، مثل كليات الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال، لافتا إلى أنه لا يزال أمام الجامعات الحكومية تحديات كثيرة ومنها: تطوير وتحديث اللوائح والتوسع في إنشاء البرامج الحديثة المواكبة لسوق العمل، والتوسع في عقد شراكات مع القطاع الخاص في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي للتعرف عن قرب على احتياجات سوق العمل في هذا المجال، وتطوير المعامل والبنية التحتية لتعظيم القدرة على تطوير مهارات الطلاب، والتوسع في استخدام التعلم الرقمي وتعميمه، إضافة إلى توفير مسارات للتدريب التحويلي للخريجين الذين أنهوا دراستهم.
وأكد «الخبير التربوي»، أن سوق العمل في مجالات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي ليس مرتبطا بمكان معين فهو سوق مفتوح وهذا هو أهم ما يميزه، حيث إن الشاب المصري يمكنه أن يعمل من خلال الإنترنت في شركة مقرها في دولة أخرى ويتقاضى راتبه بالدولار وهناك بالفعل طلب عالمي على الخريجين في تخصصات معينة مقابل مرتبات مرتفعة جدا، مثل مطوري الويب، ومهندسي البرمجيات، ومهندسي الشبكات، ومبرمجي الكمبيوتر، ومحللي أنظمة تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى تخصصات أخرى كأمن المعلومات والبيانات الضخمة وغيرها.
وتابع: «السوق مفتوح والمنافسة فيه على مستوى دولي والتخصصات فيه متنوعة بشكل كبير ومتعددة ويمكنها أن تستوعب عددا كبيرا من الطلاب وحينما يمتلك الخريج مهارات ومعرفة جيدة فإنه يمكن بسهولة أن يجد فرصة عمل مجزية جدا في كبرى الشركات العالمية».
مواكبة العصر
من جانبه، قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، إننا نحتاج إلى الاهتمام بالكليات التكنولوجية للوصول حتى نواكب العصر كما أكد الرئيس السيسي.
وأضاف «شحاتة»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن هناك عدة شروط من أجل دعم احتياجات الدولة والقدرة على مواجهة تحديات المستقبل، كما يجب أن يتم إضافة التكنولوجيا كمادة أساسية في المدارس، حيث إن الجامعات المصرية تخطو خطوات واضحة وثابتة في الطريق إلى جامعات الجيل الرابع من خلال تطوير منظومة التحول الرقمي.
وتابع أنه تم إنشاء العديد من الكليات الجديدة واستحداث البرامج الجديدة في كافة الكليات وعلى مستوى الجامعات المصرية، مثال أول كلية للدراسات العليا للنانو تكنولوجي في مصر والشرق الأوسط.
وأكد أن الجامعات الحكومية تكون مجبرة على قبول جميع طلاب الثانوية العامة ولكن لا بد من تقليل قبول الطلاب في كليات الآداب والحقوق والتجارة وجميع الكليات التي تكاد فرص العمل بها تكون منعدمة والقبول بها يقل حتى يصل 10% من إجمالي الأعداد التي تقبلها في وقتنا الحالي.
وتابع أنه يأتي على رأس الجامعات المهمة على الساحة حاليا هي الجامعات التكنولوجية والتي توفر عمالة فنية متخصصة وبقدرات عالية جدا، حيث توفر فني مدرب ومؤهل تأهيلا عاليا مما يفتح له سوق العمل والشركات ستتنافس للحصول على فني مثله.
ونصح أستاذ المناهج بجامعة عين شمس بالتحاق الطلاب بكليات الحاسبات والمعلومات؛ لأنها من أهم كليات العصر بالإضافة إلى تخصصات الذكاء الاصطناعي وبالتالي بدأت كل الجامعات تتوسع بها سواء جامعات حكومية أو أهلية أو خاصة، مؤكدا أنها المستقبل وترفع من أجور خريجيها وتواكب سوق العمل وتستوعب أعدادا كبيرة وتوفر لهم جميعا فرص العمل اللازمة.