هل التبول على لدغة قنديل البحر يقلل من ألمها؟
هناك العديد من الأوهام التي سيطرت على العقل البشري لعقود، منها أن التبول على لدغة قنديل البحر، يقلل من الألم الناتج عنها، وهي أسطورة انتشرت في الغرب بشكل كبير، وذكرتها بعض المصادر العربية.
ولدغة قنديل البحر، قد تصيب البعض في المصيف بشكل طبيعي، وتشبه حينها لدغة النحلة أو أقل ألمًا، ولكن تكرارها قد يكون مؤلم بشدة، ولدرجة لا تحتمل.
لدغة قنديل البحر المخيفة
عندما تعرضت مونيكا من مسلسل Friends الشهير في التسعينيات للدغة قنديل البحر أثناء رحلة إلى الشاطئ، كان لدى جوي الحل. قال لها مرعوبًا: "هناك حقًا شيء واحد فقط يمكنك القيام به... سيتعين عليك التبول عليه"، مشيرًا إلى أنه علم بهذه الطريقة من خلال مشاهدة قناة ديسكفري.
وكانت حجة بطل المسلسل في ذلك، أن الأمونيا الموجودة في البول تساعد في القضاء على الألم. في النهاية، تم إقناع تشاندلر بالقيام بهذا الفعل لأن مونيكا لم تكن قادرة على "الانحناء بهذه الطريقة" والتبول على موضع الألم!
في الواقع، التبول على لسعة قنديل البحر لا يوقف الألم، بل قد يتسبب في قيام الأكياس الخيطية الموجودة في هذا الكائن البحري بحقن المزيد من السم في ضحيته، ويمكن أن يسبب لسعة هائلة.
تسبح قناديل البحر في المحيطات في جميع أنحاء العالم وهي موجودة منذ ملايين السنين، وتحتوي مخالبها على الآلاف من الإبر الصغيرة التي تسمى الأكياس الخيطية، والتي تستخدم للقبض على الفرائس أو للدفاع عن النفس، ويمكن أن تكون هذه الخلايا المتخصصة مؤلمة لأي شخص أو أي شيء يتلامس معها.
ومعظم لسعات قناديل البحر ليست مميتة، وقد تسبب خدرًا وحرقًا وحكة ووخزًا وتترك علامة حمراء على الجلد. الاستثناء هو قنديل البحر الصندوقي، الذي يمكن أن يكون خطيرًا للغاية وربما مميتًا للضحايا المطمئنين، حيث تعيش هذه الهلاميات في أستراليا والفلبين والمحيط الهندي ووسط المحيط الهادئ.
والتعرض للدغة دون أن يدركوا أن ذلك أمر شائع بالنسبة للسباح، ويكون الألم فوريًا. من غير المستحسن حكة أو فرك المنطقة المصابة؛ لأنه قد يتم إطلاق سم إضافي في الجلد، وذلك اعتمادًا على نوع قنديل البحر، يجب أن يختفي الألم خلال 24 ساعة.
ماذا يجب أن تفعل إذا لدغتك قنديل البحر؟ يوصي الخبراء بمعالجته عن طريق غسل الجلد فورًا بالخل لمنع الأكياس الخيطية من إطلاق المزيد من السم.
حيث إن شطف اللدغة بالمياه العذبة سيؤدي في الواقع إلى زيادة الألم لأنه يخل بتوازن الأملاح في الإبر. إن وضع البول على الجلد ليس حلًا جيدًا لأنه على الرغم من احتوائه على أملاح وإلكتروليتات، إلا أن التركيز يختلف من شخص لآخر وقد يتسبب في اشتعال الإبر بشكل أكبر.
بعد شطف الجلد، يتم إلغاء تنشيط الأكياس الخيطية. يجب إزالة أي مخالب متبقية على الجلد باستخدام الملقط، وليس كشطها بأداة مثل بطاقة الفيزا.