رئيس التحرير
خالد مهران

محاولات أمريكية لإحياء مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل

السعودية والولايات
السعودية والولايات المتحدة

حاول المسؤولون الأمريكيون ونظرائهم في السعودية إحياء مفاوضات التطبيع بين المملكة وإسرائيل من خلال الضغط على تل أبيب بوقف إطلاق النار في غزة واتخاذ خطوات لا رجعة فيها نحو تأسيس دولة فلسطينية. 

والآن يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم على وشك التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن العناصر الرئيسية لما يريده السعوديون من الصفقة، والتي تتضمن اتفاقية دفاع مشترك بين الولايات المتحدة والسعودية والتعاون في برنامج نووي مدني في المملكة.

وتحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حول هذه الأمور على انفراد خلال زيارته الشهر الماضي إلى الرياض، وفقًا لوزارة الخارجية، ومن المتوقع أن يتابع الأمر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، عندما يذهب إلى المملكة العربية السعودية وإسرائيل في نهاية هذا الأسبوع.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فلا توجد دلائل على أن إسرائيل تسعى لإتمام تلك الصفقة، وعلى الرغم من الأهمية الرمزية لإسرائيل لإقامة علاقات مع المملكة العربية السعودية.

وهذه المقاومة، إلى جانب الهجوم المحتمل واسع النطاق من قبل الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح، تعرض الصفقة للخطر.

رفض إسرائيلي

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات لإقامة دولة فلسطينية، قائلا إنها ستصبح "ملاذا للإرهاب". كما يعارضها معظم الإسرائيليين، حسب استطلاعات الرأي. 

ولم يقترح نتنياهو نظام حكم في غزة، وانتقده وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الأربعاء لعدم وجود مثل هذه الخطة.

ومنذ زيارة بلينكن إلى المملكة العربية السعودية، بدأ المسؤولون الأمريكيون والسعوديون في تحدي نتنياهو بالقول علنًا إنهم يقتربون من الاتفاق على الحزمة التي سيقدمونها لإسرائيل. ويقولون إن بإمكان السيد نتنياهو إما قبول الصفقة الضخمة والتحرك نحو السلام الإقليمي والتعاون الأمني المحتمل مع المملكة العربية السعودية التي يمكن أن تواجه إيران، خصمهما المشترك، أو رفضها وإدامة دائرة العنف الإسرائيلي الفلسطيني وعزلة إسرائيل في المنطقة. 

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، هذا الشهر: “نحن نواصل العمل لوضع اللمسات الأخيرة على الأجزاء الثنائية من هذا الاتفاق، على الشكل الذي سيبدو عليه الطريق إلى دولة فلسطينية مستقلة”.

وكان الجزء "الثنائي" إشارة إلى المحادثات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بشأن اتفاقهما، والذي سيتضمن، بالإضافة إلى معاهدة الدفاع، التعاون في برنامج نووي مدني لتخصيب اليورانيوم في المملكة، وبيع الأسلحة الأمريكية المتقدمة. 

وأضاف: “الرؤية المتكاملة هي تفاهم ثنائي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية مقرونًا بالتطبيع بين إسرائيل والسعودية، بالإضافة إلى خطوات ذات معنى نيابة عن الشعب الفلسطيني”، مضيفًا: “كل ذلك يجب أن يأتي معًا”.

هذا الشهر، جادل بعض محللي السياسات السعوديين والأمريكيين الذين أطلعهم المسؤولون السعوديون على أن الصفقة الثنائية - "الخطة البديلة" - قد تكون أفضل مسار لأن الجزء الإسرائيلي الفلسطيني يبدو صعب المنال للغاية.