السفير هانى خلاف في حوار لـ«النبأ»: نزع سلاح حماس فى مصلحة مصر والقضية الفلسطينية
الحديث عن قوة عربية لإدارة القطاع «مضحك»
الموقف الأمريكى من الحرب على غزة «فاجر»
العرب أصبحوا أكثر تفككا بسبب النعرة الوطنية
أحمد أبو الغيط ليس لديه أفكار مستقبلية جديدة
الرهان على الشباب لتحريك العمل العربى المشترك
الموقف المصرى من الحرب على غزة «حكيم»
أرفض إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل
لا بد أن يكون للسلطة الفلسطينية دور فى حكم غزة وإدارة معبر رفح
ما قامت به إسرائيل من رفع العلم الإسرائيلى على محور فيلادلفيا له خطير
العرب أصبحوا أكثر تفككا وينظرون لمصالحهم الضيقة
الجامعة العربية أصبحت الآن لا حول لها ولا قوة وستنتهى قريبا
إسرائيل لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية بعد القضاء على حماس
قال السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ومندوب مصر الأسبق لدى الجامعة العربية، إن نزع سلاح حركة حماس وتحويلها إلى حركة مدنية دون سلاح يصب في مصلحة مصر والقضية الفلسطينية، مؤكدا على أن إسرائيل ستغير موقفها من إقامة دولة فلسطينية في حالة تحول حماس إلى حركة مدنية في قطاع غزة.
ووصف السفير هاني خلاف، في حواره لـ«النبأ»، الموقف الأمريكي من الحرب على غزة بـ«الفاجر»، مؤكدا أن الموقف المصري من الحرب على غزة «حكيم» وأنه يرفض إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل رغم استفزازات تل أبيب، مشيرا إلى أنه ليس من حق الأمريكان إعطاء دروس في الديمقراطية وحقوق الإنسان بعد موقفهم من الحرب على غزة.. وإلى تفاصيل الحوار
في البداية ما تعليقكم على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟
رد فعل إسرائيل أكثر فداحة مما فعلته المقاومة في 7 أكتوبر، وهو رد فعل عنيف وغير مسبوق من إسرائيل، لتؤكد أن غزة بعد 7 أكتوبر لن تكون هي غزة قبل 7 أكتوبر.
وما تعليقكم على اجتياح إسرائيل لرفح الفلسطينية؟
أنا لست مع إلغاء مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل بالكامل، ولكنني مع تهديد إسرائيل بمراجعة اتفاقية السلام، ما قامت به إسرائيل في معبر رفح ورفع العلم الإسرائيلي على محور فيلادلفيا له رمزية خطيرة جدًا، لكن العملية التي تقوم بها إسرائيل في رفح لم تأت على هواها بسبب الضغوط الأمريكية والمصرية، إسرائيل كانت تريد أن يكون اجتياح رفح شاملا، ومصر تضغط على الأمريكان ليكون رد فعلهم أقوى من ذلك، الإسرائيليون حجموا حركتهم في رفح على النحو الذي يسمح لهم بإبقاء الرضا الأمريكي والوساطة المصرية والقطرية.
كيف ترى الجدل الدائر حول إدارة معبر رفح في ظل تصميم إسرائيل على إسناد مهمة إدارته لشركة أمريكية؟
لا بد من معرفة الطرح الأمريكي والإسرائيلي في هذا الشأن، لا يجب إعطاء إسرائيل كارت على بياض، لا بد من معرفة صلاحيات هذه الشركة الأمريكية وهل يمكن أن تؤثر على سيادة مصر على المعبر، ولا بد من معرفة الجهة التي سوف ترفع لها الشركة تقاريرها، هل هو الكونجرس الأمريكي، أم الجانب الإسرائيلي؟، لا بد أن يكون للفلسطينيين دور في إدارة المعبر، أين محمود عباس؟، أين السلطة الفلسطينية؟، هل محمود عباس زهق ومش عارف يعمل إيه؟، الحرب الحالية أضعفت السلطة الفلسطينية، السلطة الفلسطينية في أضعف حالتها الآن، لا بد أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في حكم غزة وإدارة معبر رفح، على الفلسطينيين احترام السلطة الفلسطينية.
إسرائيل مصممة على القضاء على حركة حماس.. هل هذا السيناريو ممكنا؟
ممكن، وأنا أرى أنه من مصلحة مصر أن تكون الإدارة الفلسطينية في غزة إدارة مدنية الطابع وبدون سلاح ثقيل مثل الطائرات والمدافع والدبابات، مصر عانت كثيرا من مباغتات حماس في فترات سابقة وتدخلها في شئون مصر الداخلية وسعيها لتكون جزءا من الخلافة الإسلامية في سيناء.
هل تقصد أن التخلص من حماس في غزة لمصلحة مصر أيضًا؟
التخلص من حماس وليس من المقاومة الفلسطينية بصفة عامة، لا بد وأن يبقى هناك أطراف تقاوم، ليس بالمدافع والطائرات، ولكن بالأسلحة الخفيفة التي تتحرر بها الشعوب كلها كما حدث مع مصر والجزائر.
كيف ترى الجدل الدائر حول إدارة غزة بعد الحرب في ظل الحديث عن قوى عربية ودولية؟
الحديث عن قوى عربية أمر مضحك، أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية ليس لديه أفكار مستقبلية جديدة، الرهان يكون على وجود جيل من الشباب داخل الجامعة العربية يستطيع تحريك العمل العربي المشترك، هل القمة العربية في البحرين ستقدم لنا ما لم تقدمه لنا القمم السابقة أم أنها سوف تطرح أفكارا تقليدية؟، القمم العربية دليل على فاعلية الجامعة العربية، وكل القمم العربية السابقة تدل على أن فاعلية الجامعة العربية تضعف شيئا فشيئا لأن العرب أصبحوا أكثر تفككا وأصبحت مصالحهم القطرية الضيقة أسبق بكثير من المصلحة القومية العربية الجماعية.
كيف ترى تداعيات هذه الحرب على مستقبل الجامعة العربية؟
الحرب ليس هي التي ستقضي على الجامعة العربية، ولكن الدول نفسها هي التي تقضى على الجامعة العربية، يوميا لدينا دليل على فشل الجامعة العربية على تحقيق أي إنجاز عربي في المجال السياسي أو الاقتصادي، لا يوجد فعل عربي مبادر من ناحية الأمانة العامة أو اللجان النوعية أو الحكومات العربية، لا بد من إحياء فكرة جامعة الشعوب العربية في مقابل جامعة الحكومات العربية، الجامعة العربية أصبحت الآن لا حول لها ولا قوة، الجامعة العربية بتنتهي ليس بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، ولكن بسبب سلوك العرب فيما بينهم بسبب رفع النعرة الوطنية لكل بلد عربي، الدولة الوطنية أصبحت أسبق من الدولة القومية، وهذا فيه خطورة على العمل العربي المشترك، المشكلة أن النعرة الوطنية تسبق النعرة القومية لكل دولة، كل دولة تبحث عن مصلحتها الخاصة تحت شعار النعرة الوطنية أو الدولة الوطنية الخاصة بكل دولة.
تقييمك للموقف المصري في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟
الموقف المصري تميز بالحصافة في التعامل مع استفزازات إسرائيل، يحسب لمصر أنها لم تنفعل لاستفزازات إسرائيل باجتياح رفح، مصر أكثر حصافة من أن تنساق لرد فعل عنيف أو قاطع مثل وقف العمل باتفاقية السلام أو سحب السفراء أو قطع العلاقات، مصر كانت حكيمة في اتخاذها موقف مترو غير منفعل رغم الاستفزازات الإسرائيلية والحمساوية.
متى تقطع مصر علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل وتجمد اتفاقية السلام؟
عندما تقوم إسرائيل بعملية نوعية متعمدة ضد المصالح المصرية، وليس من مصلحة إسرائيل إلغاء اتفاقية السلام مع مصر.
كيف تتوقع مصير قطاع غزة؟
أتوقع أن تتولى إدارة قطاع غزة حكومة فلسطينية مدنية تكنوقراط غير مسيسة وليس لها بعد أيديولوجي، تسعى لإقامة دولة فلسطينية بالتدريج من خلال الأمم المتحدة.
كيف تقيم الموقف الأمريكي الذي بدأ بدعم سياسي وعسكري واقتصادي ودبلوماسي مطلق لإسرائيل ثم ترفض قيام إسرائيل بأي عملية عسكرية واسعة في رفح قبل الحصول على ضمانات لحماية المدنيين؟
هذا التسلسل في الموقف الأمريكي يؤكد أنه ينتقل رويدا رويدا إلى الفكر المعتدل، ومن المتوقع أن تلعب الولايات المتحدة دورا في تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة في غزة وفي إدارة قطاع غزة، وتعمل على توسيع الحكم الذاتي للفلسطينيين، أتوقع أن يطور الأمريكان موقفهم حتى يتطابق مع الموقف المصري الذي يسعى لإبقاء العلاقة مع إسرائيل كما هي مع المطالبة بإجراء بعض التغييرات في بنود اتفاقية السلام.
أمريكا تتحدث عن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية وإسرائيل تعتبر إقامة دولة فلسطينية خطرا وجوديا عليها كيف ترى ذلك؟
الموقف الإسرائيلي سوف يتغير، الأمريكان سيصرون على إقامة حكم ذاتي فلسطيني في البداية، ثم يتحول إلى شكل للدولة تتمتع ببعض المظاهر السيادية ومحددة السلاح وليس منزوعة السلاح ولا تستخدم في أي عملية عدائية ضد الأطراف المحيطة، الأمريكان سيطورون موقفهم حتى يتشابه مع الموقف المصري.
ماذا عن قطار التطبيع وهل سوف يتأثر بالحرب على غزة؟
أنا أستغرب من استمرار بعض الدول العربية في عملية التطبيع، المفروض أن كل ما حدث في غزة يعطل وتيرة التطبيع، ولا ينهيه، بمعنى أنه يجب على الدول العربية أن تبطئ من وتيرة التطبيع مع إسرائيل.
كيف رأيت تعامل السلطات الأمريكية مع المظاهرات الطلابية التي اجتاحت الجامعات الأمريكية وهل يتصادم مع القيم الأمريكية التي تنادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان؟
أمريكا تتحدث لغتين، تسعى لفرض الديمقراطية على الدول الأخرى وتتحدث عن حقوق الإنسان واحترام حقوق الناس في التعبير عن آرائها، وفي نفس الوقت تقمع المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية، هي تتاجر بالديمقراطية وحقوق الانسان، وهذا دليل على الفجر الأمريكي، هناك فجور في الموقف الأمريكي،
أمريكا دائما تستخدم ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان ضد الأنظمة العربية هل ستبقى كذلك بعد الحرب على غزة.. وهل الشعوب العربية سوف تقتنع بالمنطق الأمريكي في الديمقراطية وحقوق الانسان؟
لا طبعا، الشعوب والحكومات العربية مدركين أن أمريكا ليس لها كلمة معنا، لكن لم نقطع العلاقات معها، ليس من حقهم أن يحدثونا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بعد اليوم.
هل هناك خاسر ورابح من الحرب على غزة.. وهل الحرب فعلا حركت القضية الفلسطينية وعرت إسرائيل؟
الفلسطينيون ليسوا حماس، لا بد من التفرقة بين قيادات حماس وبين باقي الشعب الفلسطيني الذي يموت كل يوم في الشوارع والبيوت، مستحيل أن يكون هؤلاء رابحون مما يحدث مع حماس.
هل تعتقد أن إسرائيل ربحت في هذه المعركة؟
إسرائيل أكبر المستفيدين، لكن بأخطاء حماس، الإسرائيليين ارتكبوا أخطاء كبيرة لأنهم لم يفرقوا بين المقاومة وبين المواطن الفلسطيني العادي، إسرائيل تعاملت مع الشعب الفلسطيني على أنه حماس.
هناك مفاوضات لعقد صفقة.. هل بقاء حماس في غزة وارد؟
يمكن أن تبقى في غزة ولكن كفصيل سياسي مدني وبدون سلاح، إسرائيل لن تسمح بتسليح حماس، إسرائيل سوف تسمح بتمويل حماس إذا تخلت عن السلاح واختارت المسار السياسي فقط، لكن حماس غير مؤهلة لذلك، حماس فكرها ثوري له طابع مسلح قائم على العمل الميداني والمواجهة وليس العمل السياسي، قد يكون الجهاد الإسلامي أذكى من حماس وأكثر حصافة.
لكن ألا ترى أن القضاء على حركة حماس والمقاومة سوف يشجع إسرائيل على التمسك بموقفها من عدم إقامة دولة فلسطينية؟
بالعكس، لو حدث ذلك سيجعل إسرائيل تقترب من الموافقة على إقامة دولة فلسطينية؛ لأنها ستكون دولة مدنية الطابع مسالمة ومحدودة السلاح وليس لديها أفكار عدائية ولا أيديولوجية مسبقة مثل العدو التاريخي وغيرها، وبالتالي فرص إقامة دولة فلسطينية ستكون كبيرة.