لأول مرة إقامة المنتدى والمعرض الإفريقي المصري للسياحة.. وهذه كلمة أحمد عيسي
تشهد مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، فعاليات "المنتدي والمعرض الإفريقي المصري للسياحة" والذي يتم انعقاده لأول مرة في مصر، بحضور اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وعدد من وزراء عدة دول أوروبية ونخبة من رجال الأعمال البارزين بالقطاع السياحي.
اسمحوا لي في البداية، أن أُرحب بحضراتكم جميعًا في مدينة السلام "مدينة شرم الشيخ" التي تحتضن فعاليات "المنتدي والمعرض الإفريقي المصري للسياحة" والذي يتم انعقاده لأول مرة في مصر، فهذه المدينة ليست فقط وجهة سياحية مُميزة تتمتع بمقومات سياحية فريدة بل أصبحت أيضًا مركزًا هامًا للمؤتمرات والفعاليات المحلية والدولية فمن خلال استضافتها لمثل هذه الفعاليات، تؤكد شرم الشيخ على مكانتها كمركز عالمي للتبادل الثقافي والاقتصادي وكمنصة للحوار العالمي والتعاون المشترك في مجالات عدة.
يشرفني أن أكون بينكم، اليوم، نيابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لأنقل لحضراتكم تحيات سيادته وتمنياته لكافة القائمين والمشاركين، بأن يشهد هذا المنتدى نجاحًا مثمرًا وأن يحقق الأهداف المرجوة منه.
إن هذا المنتدى، يعد بمثابة تجمع مهني ومنصة تشاركية فعالة، لتسليط الضوء على المقومات والمنتجات السياحية المتميزة والفريدة في قارتنا الأفريقية العريقة وفرصة لتعزيز التعاون السياحي المشترك بين الدول الأفريقية وتشجيع الخبراء والمهنيين والمستثمرين في قطاع السياحة نحو تضافر الجهود لتنمية صناعة السياحة في إفريقيا وتعظيم دورها في قطاع السياحة العالمي.
وهنا أود أن أُشير إلى أن هذا المنتدى والمعرض يأتي في الوقت الذي تشهد فيه قارتنا الإفريقية نجاحًا كبيرًا في استعادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إليها حيث استعادت 96% من حجم الحركة الوافدة إليها خلال عام 2019، وفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية والذي وصفت فيه السياحة في قارة إفريقيًا بالأسرع نموًا خلال عام 2023.
وهذا الأمر يدفعنا جميعًا للفخر ولمواصلة العمل على تعزيز مزيد من آليات التعاون والتكامل الإفريقي المشترك لرسم خارطة طريق لصناعة السياحة في قارة إفريقيا.
وفي هذا الإطار، أود أن أؤكد على أهمية وضع وتنسيق سياسات موحدة تهدف إلى تعظيم المصالح المشتركة وتعزيز السياحة البينية بين الدول الأفريقية المختلفة والاستفادة من فرص الاستثمار في هذه الدول والترويج لبرامج ومنتجات سياحية إفريقية مشتركة مع بذل أقصى الجهود بشكل يعكس رؤيتنا لمستقبل قارتنا وبما يحقق طموحات شعوبنا نحو مزيد من النمو والتقدم في ضوء ما تمثله صناعة السياحة من أهمية حيوية فى برامج التنمية الاقتصادية لدولنا.
إن صناعة السياحة في مصر حققت نتائج إيجابية خلال الفترة الماضية، في ضوء تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة بها والتي تتضمن مجموعة من السياسات والخطط العامة لتطوير الصناعة بما يساهم في تحقيق مستهدفاتها بنمو سنوي يتراوح ما بين 25% إلى30% وصولًا إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028 وقد جاءت المحاور الرئيسية الثلاث لهذه الاستراتيجية لمواجهة أبرز التحديات التي تواجه الصناعة وتحول دون الوصول إلى المستهدفات من زيادة أعداد الحركة السياحة الوافدة إليها... والتي تضم العمل على زيادة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني وتحسين مناخ الاستثمار السياحي في مصر ولا سيما الفندقي بالإضافة إلى العمل على تحسين التجربة السياحية في مصر ورفع جودة الخدمات السياحية المُقدمة بها.
وهنا أود أن أُشير إلى دور مؤسسات العمل المدني المُمثلة للقطاع السياحي الخاص والتي تتمثل في الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف السياحية المختلفة، في دفع عجلة العمل بالصناعة ومع صدور القانون الجديد لإنشاء الغرف السياحية وتنظيم اتحاد لها سيكون لهذه المؤسسات دورًا وتمثيلًا أكبر حيث يعطيها القانون سلطات واسعة بوصفها المحرك الرئيسي للصناعة وهو ما يأتي في إطار حرص وزارة السياحة والآثار على تعزيز ورفع درجة الحوكمة ودورها كرقيب ومنظم ومُرخص للعمل داخل صناعة السياحة في مصر وبما يحافظ على مصلحة السائحين وتلقيهم الخدمة التي يستحقونها خلال زيارتهم للمقاصد السياحية المصرية.
وفي ضوء تنفيذ هذه الاستراتيجية فقد حققت مصر رقمًا قياسيًا في أعداد الحركة السياحية الوافدة إليها خلال عام 2023 حيث وصل عدد السائحين الوافدين إلى 14.906 مليون سائح وهو الرقم الذي تعدى الأعداد السياحية لعام 2010، والذي يعتبر عام الذروة حيث حقق 14.731 مليون سائح.
وتستمر الدولة المصرية في تحقيق مستهدفاتها من هذه الصناعة على الرغم من الأحداث الجيوسياسية الجارية بمنطقة الشرق الأوسط وذلك في ضوء السياسات والإجراءات السريعة التي تم اتباعها، وجهود القطاع السياحي الخاص مما له بالغ الأثر الإيجابي على صناعة السياحة في مصر وساهم في الحفاظ على وجود المنتج السياحي المصري لدي منظمي الرحلات الدولين وكذلك الحفاظ على الحركة السياحية الوافدة إليها.
وأنتهز هذه الفرصة لتهنئة القطاع الخاص على هذا الأداء وطريقة تعاملهم المثالية والذكية في هذا الإطار.
فقد حققت السياحة في مصر خلال الأربعة أشهر الأولي من العام الجاري 4.6 مليون سائح وهو ثاني أعلى رقم في الحركة السياحية الوافدة لمصر بعد عام 2010 والذي حقق 4.7 مليون سائح خلال نفس الفترة كما حققت أيضًا خلال ذات الفترة أعلي رقم قياسي في الإيرادات السياحية نتيجة ارتفاع كل من عدد الليالي السياحية وقيمة الإنفاق بالدولار عن مستويات عام 2010 حيث تعتبر الايرادات هي الأعلى في تاريخ السياحة في مصر بقيمة وصلت إلى 4.3 مليار دولار مقارنة بـ 4.1 مليار دولارفي عام 2023، و3.7 مليار دولار في عام 2010.
إن الدولة المصرية تضع صناعة السياحة في مصر على رأس أولوياتها وتبذل جهدًا كبيرًا لدعم هذه الصناعة والنهوض بها وفي هذا الإطار، أود أن أُشير إلى كلمة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بمناسبة أداء فخامته اليمين الدستورية بمجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة والتي أشار خلالها إلى أهم ملامح ومستهدفات العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة والتي من بينها تبنى استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية ومن صلابة ومرونة الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمات مع تحقيق نمو اقتصادي قوى ومستدام ومتوازن وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسي في قيادة التنمية.. والتركيز على قطاعات عدة منها السياحة... وزيادة مساهمتها في الناتـج المحلـى الإجمالي تدريجيـًا وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وأود هنا أن أشير إلى أنه من أهم الأسباب الرئيسية التي ساهمت في تحقيق النمو السريع في صناعة السياحة هو ما قامت به الدولة من تطوير كبير في البنية التحتية والتي شهدت تحسين في شبكة الطرق والمواصلات، والمطارات، والسكك الحديدية الجديدة، وتشغيل مطارات جديدة بما ينعكس إيجابيًا على قطاع السياحة بها وسهولة انتقال السائحين ويفتح أفاقًا جديدة لتنمية منتج التجربة السياحية المتعددة من خلال الربط بين المدن والمقاصد السياحية المختلفة بها بالإضافة إلي تحقيق أعلى مستويات من الأمن والأمان بما انعكس إيجابًا على صناعة السياحة في مصر.
إن مصر تتمتع بالعديد من المقومات السياحية المتنوعة والمنتجات السياحية المختلفة والتي يتمتع المقصد السياحي المصري بميزة تنافسية كبيرة بها وتركز الوزارة حاليًا على مجموعة من بين هذه المنتجات هي السياحة الثقافية، وسياحة المغامرات، والسياحة الشاطئية، وسياحة العائلات، بالإضافة إلى السائحين الذي يبحثون عن التجربة السياحية المتكاملة ومتعددة التجارب والأنماط السياحية... وتمثل هذه المنتجات نحو 55 % مما يفضله إجمالي أعداد السائحين حول العالم ويسافر من أجلها حوالي 800 مليون سائح عالميًا.
كما تعمل الوزارة حاليًا على الإعداد لمنتج القاهرة الثقافي الجديدCairo City Break والذي سيجعل من مدينة القاهرة مقصدًا سياحيًا قائمًا بذاته وسيعمل على زيادة أعداد الليالي السياحية بها والذي من المقرر إطلاقه خلال الفترة المقبلة، ومع الانتهاء من مشروع تطوير الخدمات بمنطقة أهرامات الجيزة وافتتاح المتحف المصري الكبير ستكون هذه بداية انطلاق حقيقية لهذا المنتج وخاصة مع تطور الطاقة الفندقية وافتتاح غرف فندقية جديدة في القاهرة الكبرى وتشغيل مطار سفنكس والسماح للطيران منخفض التكاليف بمطار القاهرة الدولي.
منتجات الـ Short City Break تعد من المنتجات السياحيةالأسرع نموًا في العالم وخاصة بالنسبة للسائحين الذين يرغبونفي البرامج السياحية القصيرة.
كما أود الإشارة إلى إجراءات الإصلاحات التشريعية التي تتبناها الوزارة ولا سيما في ظل دورها كرقيب ومنظم ومرخص للعمل داخل صناعة السياحة في مصر لتحسين وتطوير البيئة التشريعية المتعلقة بالصناعة ومن أبرز القوانين التي صدرت مؤخرًا قانون المنشآت الفندقية والسياحية وقانون إنشاء الغرف السياحية وتنظيم اتحاد لها وإصدار لائحتهم التنفيذية وجاري الآن العمل على تحديث قانون الشركات السياحية حيث إن الذي يتم العمل به حاليًا يرجع تاريخ إنشاءه إلى سبعينات القرن الماضي.
وأود أن أشير أيضًا إلى ما تقوم به الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي من جهود لتنفيذ برامج التسويق والحملات الترويجية المشتركة بالتعاون مع شركاء المهنة من منظمي الرحلات وشركات الطيران وكذلك تنظيمها للعديد من الرحلات التعريفية الهامة Fam Trips.
ختام كلمة وزير السياحة والآثار
أود أن أُعرب عن كامل ثقتي في تضافر جهودنا جميعًا للنهوض بهذا القطاع باعتباره قاطرة التقدم الاقتصادي وبما يحقق المصالح المشتركة لشعوبنا وتعزيز أواصر الترابط والتقارب بين الشعوب فى قارتنا الإفريقية فالسياحة هي أحد أهم أدوات القوة الناعمة وجسر للتواصل والتبادل الثقافي بين الشعوب.
وختامًا، أشكركم جميعًا وأدعو كافة المشاركين لإثراء فعاليات هذا المنتدى والمعرض لتعظيم من كونه منصة تشاركية لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة المليئة بالأفكار المبتكرة والدروس المُستفادة منها حتى نصنع معًا مستقبلًا مزدهرًا لصناعة السياحة في قارتنا العريقة وليصبح هذا المنتدى والمعرض تقليدًا سنويًا يهدف إلى الاحتفال بالتنوع وتعزيز ازدهار صناعة السياحة في مصر وإفريقيا وأتمنى للجميع التوفيق والسداد.