كيف يؤثر الفلورايد على المواليد الجدد؟
تشير دراسة جديدة إلى أن تعرض النساء الحوامل لمستويات عالية من الفلورايد يضاعف احتمالات إنجاب طفل يعاني من مشكلة سلوكية عصبية.
ووجد الخبراء، الذين فحصوا مجموعة مكونة من أقل من 230 زوجًا من الأم والطفل، أن أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من الفلورايد أثناء الحمل لديهم احتمالات متزايدة لإنجاب طفل يعاني من مشكلة سلوكية عصبية بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلهم ثلاثة أعوام.
وشملت هذه القضايا أعراض القلق والتنظيم العاطفي، وأشار الباحثون إلى أن الأطفال المولودين لنساء لديهن مستويات أعلى من الفلورايد في بولهن كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن معاناتهم من الصداع وآلام في المعدة.
ليس من الواضح ما الذي جعل بعض النساء الحوامل في الدراسة لديهن مستويات أعلى من الفلورايد مقارنة بغيرهن، إن شرب مياه الصنبور مقابل المياه المفلترة، واستهلاك بعض الأطعمة واستخدام بعض منتجات طب الأسنان هي الأسباب المحتملة لزيادة التعرض للفلورايد.
وتشير النتائج التي توصل إليها الباحثين إلى وجود علاقة بين التعرض للفلورايد ونمو دماغ الجنين، فلا توجد فائدة معروفة لاستهلاك الفلورايد للجنين النامي، لكننا نعلم أنه من المحتمل أن يكون هناك خطر على دماغه النامي.
ووجد الباحثون أن كل زيادة بمقدار 0.68 ملليجرام لكل لتر في مستويات الفلورايد في بول النساء الحوامل ارتبطت بما يقرب من ضعف احتمالات تسجيل الأطفال في النطاق السريري أو الحدي السريري لمشاكل السلوك العصبي في سن الثالثة، بناءً على تقارير أمهاتهم.
وأضافوا أن النتائج كانت مثيرة للقلق وأعربت عن أملها في أن تلهم صناع السياسات لوضع توصيات محددة بشأن التعرض للفلورايد أثناء الحمل.
وإجراء دراسة على مستوى الولايات المتحدة حول هذا الموضوع سيكون أمرًا مهمًا، لكنني أعتقد أن نتائج الدراسة الحالية والدراسات الحديثة من كندا والمكسيك تشير إلى أن هناك قلقًا حقيقيًا هنا.
لماذا تتم إضافة الفلورايد لمياه الصنبور؟
تتم إضافة الفلورايد إلى مياه الصنبور في الولايات المتحدة، في محاولة للمساعدة في حماية أسنان الأشخاص بشكل سلبي، وهي عملية تسمى الفلورة.
ويساعد المعدن على تقوية الطبقة الواقية الخارجية الصلبة للأسنان، والتي تسمى المينا، والتي بدورها تحمي الأسنان من التلف والتآكل، مما يساعد على منع تسوس الأسنان.
في عام 2021، قال البروفيسور ويتي وزملاؤه إنه إذا بدأ جميع الأطفال في سن الخامسة الذين لديهم مياه شرب تحتوي على أقل من 0.2 مليجرام لكل لتر (ملجم / لتر) من الفلورايد في شرب مياه معززة إلى 0.7 ملجم / لتر، فإن عدد المصابين بالتسوس سينخفض بنسبة تصل إلى 28% بين المجتمعات الأشد فقرًا.
تأتي خطط إضافة الفلورايد إلى المزيد من إمدادات المياه في وقت يزداد فيه صعوبة الوصول إلى طب الأسنان التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وتعتبر الفلورة مبادرة منخفضة التكلفة وعالية التأثير في مجال الصحة العامة لأنها سلبية ولا تعتمد على الأشخاص الذين يغيرون سلوكهم بشكل فعال مقارنة بتشجيعهم على التوقف عن التدخين أو ممارسة المزيد من الرياضة أو تناول طعام صحي.
لكن بعض الخبراء يقولون إنه بما أن الفلورايد يضاف الآن إلى عدد من معاجين الأسنان وغسول الفم، فإن إضافته إلى ماء الصنبور لم يعد مفيدًا كما كان من قبل.
في حين أن المخاطر الأكثر خطورة للفلورة هي نقطة خلاف، إلا أن أحد المخاطر البسيطة المعروفة هو التسمم بالفلور.