علميًا.. كوب من الشاي يحقق المعجزات
من المعروف أن كوبًا لطيفًا من الشاي يصنع المعجزات بعد يوم حافل، لكن بحث جديد يشير إلى أن المشروب ربما أنقذ أرواحًا في القرن الثامن عشر.
ووجد الخبراء أن ارتفاع شعبية الشاي مرتبط بانخفاض معدل الوفيات في جميع أنحاء إنجلترا خلال الثورة الصناعية، عندما كان الصرف الصحي سيئا.
ويعتقدون أن السبب في ذلك هو أن الماء المغلي لصنع فنجان من القهوة يقتل البكتيريا والطفيليات التي تسبب أمراضًا مميتة مثل الزحار.
تشير الأدلة إلى أن الشاي أصبح في متناول الجميع تقريبًا في إنجلترا في أواخر ثمانينيات القرن الثامن عشر، خلال الثورة الصناعية.
وكانت الكثافة السكانية في ارتفاع، وكانت المدن تنمو بالفعل، وكان الناس مكتظين أكثر فأكثر، حيث ينبغي أن تكون هذه في الواقع فترة نشهد فيها الكثير من الوفيات المتزايدة.
وانتهى بنا الأمر إلى رؤية هذا الانخفاض المفاجئ في معدل الوفيات والذي يمكن تفسيره بإدخال الشاي، وبشكل أكثر تحديدًا، غلي الماء، والذي قضى على مرض الدوسنتاريا.
مرض الدوسنتاريا وعلاقته بشرب الشاي
الدوسنتاريا، وهو مرض شديد في الجهاز الهضمي، تسبب في العديد من الوفيات في القرن الثامن عشر، عندما كان يُعرف باسم "التدفق الدموي"، وفي بعض أجزاء أوروبا، كان 90% من جميع الوفيات بسبب الزحار خلال أسوأ حالات تفشي المرض.
ونظر الباحثون في بيانات من أكثر من 400 أبرشية في جميع أنحاء إنجلترا، وبحث في معدلات الوفيات قبل وبعد أن أصبح الشاي شائعًا وبأسعار معقولة.
قارن التحليل المناطق بناءً على جودة المياه، والتي كان لا بد من استنتاجها بناءً على الخصائص الجغرافية، مثل عدد مصادر المياه الجارية أو الارتفاع.
وقالت: "في المناطق التي تتوقع أن تكون جودة المياه فيها أسوأ بطبيعتها، ترى انخفاضًا أكبر في معدل الوفيات عندما يأتي الشاي".
"الأمر ليس وكأن الماء نفسه نقي أو يرقى إلى مستوى مياه الشرب التي لدينا اليوم. ولكن ما ترونه هو أن تلك المناطق التي كان ينبغي أن تستفيد أكثر تستفيد أكثر عندما تبدأ في غلي الماء لاستهلاك الشاي.
وقال البروفيسور أنتمان إن هوس إنجلترا بالشاي هو مثال على أن التغيير السلوكي البسيط - غلي الماء قبل شربه - يمكن أن يكون له آثار إيجابية عميقة.
وقال: "لقد غير الناس سلوكهم، ليس بسبب أي تأثير خارجي أو اقتراحات بشأن العادات الصحية أو المياه النظيفة، ولكن ببساطة لأنهم أرادوا شرب الشاي".