نكشف أسباب وفاة حجاج 1445 هجريًا.. "السيسي "أخطرنا قطاع الشركات بالأزمة قبل وقوعها
بالأدلة والحقائق الكاملة بعد وفاة 658 مصريا..
حسام الحلو رئيس شعبة السياحة والطيران بالإسكندرية: انعدام الخدمات لأصحاب تأشيرات الزيارة السبب الرئيسى فى حالات الوفاة بالمملكة
«الحلو»: تم تشكيل لجنة للوقوف على أسباب وفاة الحجاج وتحديد المتورطين فى تنظيم الرحلات المخالفة
باسل السيسي عضو اللجنة الفنية للحج السياحى: حذرنا رئيس قطاع الشركات بشكل رسمى من تأشيرات الزيارة قبل الحج ورده كان «لن أستطيع إيقافها»
باسل السيسي: الحجاج غير النظاميين ترجلوا 15 كيلو دون خدمات.. وبداية المأساة بعد السماح بدخولهم الحج
باسل السيسي: الحجاج غير النظاميين سافروا للمملكة قبل الحج بشهر
تصدر موسم الحج 1445هجريًا/2024 ميلادياً المشهد، خلال الأيام القليلة الماضية، بلا منافس لما شهده من ارتفاع كبير في نسبة وفيات الحجاج بزيادة كبيرة عن الأعوام الماضية.
وفي هذا الصدد، أعلنت المملكة العربية السعودية وفاة 1301 حاج من ضمنهم 1040 حاجًا نظامي من إجمالي 400 ألف حاج غير نظامي غالبيتهم من مصر لتسجل الأخيرة 658 حاجا مصريا متوفيا، منهم 630 غير نظامي، بينما يوجد 95 حاجا بمستشفيات المملكة العربية السعودية يتلقون العلاج حتى الآن.
وبلغ إجمالي الحجاج المصريين 50752 حاجا، فيما سجلت المملكة السعودية هذا العام حجاج هذا العام بلغ 1833164 بنسبة 88% حجاج من خارج السعودية.
وتمكنت وزارة السياحة والآثار المصرية من سحب رخص 16 شركة سياحة، وتحويل مسئوليها للمساءلة والمحاكمة أمام النيابة العامة، كما تم القبض على 450 من بينهم سيدات، فور وصولهم مطار القاهرة الدولي لثبوت عملهم كسماسرة للحج ومنع 10 أشخاص من السفر على ذمة القضية بتهمة الاتجار بالبشر والاحتيال ومخالفة القانون وتسهيل الحج دون تصريح.
وكشف مسئولون سعوديون، عن أن السبب وراء وفاة الحجاج المصريين هو عدم التزامهم بتعليمات المملكة لإجراء فريضة الحج والتسجيل مع شركة سياحة للحصول على كافة الخدمات بالمملكة والحفاظ على أرواحهم.
وأشار المسئولون، إلى أن أكبر نسبة حجاج غير نظاميين جاءوا من مصر ومنهم من تعرض للنصب من قبل شركات سياحة والبعض الآخر تسلل للمملكة من خلال تأشيرة الزيارة واستخدمها لأداء فريضة الحج، بينما مكث البعض الآخر بالمملكة منذ شهر رمضان الماضي بشكل غير رسمي لأداء مناسك الحج بطريقة غير رسمية.
واستكمل المسئولون السعوديون تصريحاتهم بأن الحجاج غير النظامين وفقًا لتخوفهم من إيقاف الشرطة لهم وسؤالهم عن هويتهم والـ«QR كود» كانوا يحاولوا الهرب دون معرفة الطرق الصحيحة التي يسلكونها للتمركز بها أثناء مناسك الحج.
ورغم أعداد الوفيات الكبيرة، أعلنت المملكة العربية السعودية، نجاح خططها الصحية لموسم الحج هذا العام، ضاربين عرض الحائط بالسلبيات التي حدثت أثناء التنظيم.
وقال وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل، إن موسم الحج مضى حاليًا من أي تفشيات أو تهديدات على الصحة العامة على الرغم من الأعداد الكبيرة للحجاج هذا العام، وأشار إلى أن السبب وراء وقوع عدد كبير من الوفيات بين الحجاج هذا العام متعلق بارتفاع درجات الحرارة التي سجلت 51.8 مئوية في الظل.
سلبيات ومهازل حج 1445 هجريًا
وكشف العديد من الحجاج المصريين النظاميين ممن عادوا من المملكة العربية السعودية، عن أنه بالفعل كان هناك حجاج غير نظاميين ومنهم أعداد كبيرة تعرضوا للنصب وفوجئوا عند وصولهم المملكة بعدم وجود مرافق معهم من الشركة أو حصولهم على الامتيازات التي حصل عليها البعض الآخر وتخوفوا من إجراء أي مشكلة بالمملكة بعد تحذير أحد الحجاج النظاميين لهم بأن طريقة دخولهم هذه لو علم بها رجال الشرطة بالمملكة سيقوموا بترحيلهم لذا قرروا الاستمرار لإجراء فريضة الحج حتى لا يضيع عليهم الأموال التي دفعوها والحج أيضًا وارتضوا بتعرضهم للمشقة لتلبية نداء الله لهم في أداء فريضة الحج، وبعد صدور قرار بالسماح لهم بالحج وعدم ترحيلهم فوجئوا بأنهم محرومين من أي خدمات سواء انتقالات أو مخيمات أو غيره ما دام لم يرتد أو يظهر كارنيه به هويته أو «QR كود».
واستكمل الحاج قائلًا، إن معظم الحجاج الذين تعرضوا للنصب من كبار السن «على نياتهم» افترشوا الأرصفة والشوارع للنوم أثناء المناسك في منى وعرفة وكان لا يوجد لهم خيام ولم يستطع أحد استضافتهم؛ لا سيما وأن خيام الحجاج النظاميين كانت لا تتعدى مساحة إقامة الحاج في الخيمة (متر في متر) ليتلاصق الحجاج بعضهم ببعض وكانت غير آدمية ولا تستوعب أشخاص آخرين.
وتابع: «حالهم كان ليس أفضل من حال غير النظاميين سوى أنهم كانوا يحتمون من ارتفاع درجات الحرارة المباشرة ولكنهم شعروا باختناق لأعدادهم الكبيرة داخل الخيام»، مشيرًا إلى أنه لا توجد تكيفات أو تهوية مناسبة داخل الخيام.
وأضاف: «وتعرض أيضًا العديد من الحجاج النظاميين لحالات إغماء من شدة الحر داخل الخيام في ظل عدم وجود تهوية مناسبة ومبردات المياه لم تعمل والكثير منها فارغ لم يتم تعبئته مرة أخرى، فضلًا عن عدم توافر دورات مياه مناسبة تسع لعدد كبير من الحجاج، كما تعاملت المملكة العربية السعودية بطريقة غريبة في تنظيم الحج فتم غلق كل الأبواب المؤدية إلى الكعبة في وقت محدد، فلجأ الحجاج إلى السطح، حيث كان الحرّ شديدا للغاية -على حد وصفه-، كما تم غلق مسجد نمره وفجأة تم فتحه أمام الحجاج مما تسبب في تدافع شديد حينها سقط العديد من الحجاج أرضًا ومنهم من تعرض للإغماء نتيجة التدافع مع ارتفاع درجات الحرارة».
واستكمل: «فبالرغم من إعلان هيئة النقل السعودية تجهيز أكثر من 27 ألف حافلة لنقل الحجيج، وجد الحجاج أنفسهم، مضطرين إلى قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام في درجات حرارة مرتفعة، لا سيما بعد أن أعلن سائقو الأتوبيسات عن وجود حواجز تفتيش في الطرق، فضلًا عن ضعف إدارة عمليات نقل الحجيج».
وتابع: «فوجئ الحجاج أنهم أمام أمر واقع في السير بمسار طوله سبعة كيلومترات بلا ماء ولا مظلات، وكانت الشرطة أقامت حواجز للتفتيش، ليضطر الحجاج السير على أقدامهم لمسافات طويلة بلا داع فضلًا عن وصول الإسعافات لحالات الإغماء والوفاة بعد نصف ساعة من الإبلاغ، وعدم توافر المياه للشرب على تلك المسارات المؤدية بين الخيام وبعضها بعد غلق كل المنعطفات المؤدية للخيام والتي كانت السنوات الماضية مفتوحة فأصبح الحاج عليه السير مسافة 2.5 كم تحت أشعة الشمس القاتلة حتى يصل للخيمة».
وأفاد عدد من الحجاج، بأن السعودية لم تنفذ ما أعلنت عنه في السابق وأغلقت الطرق أمام جميع الحجاج وشددت على عدم اقتراب السيارات من رمي الجمارات ما عدا سيارات «الحجاج الـVIP»، متابعين: «ولم يكن هناك تظليل من الأشجار على طول هذا الطريق ولا مبردات مياه ولا تبريد الأرض ولا أي نوع من أنواع الرحمة بالحجاج».
تدخل سريع للمحاسبة
من جانبه، نفى حسام الحلو رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية بالإسكندرية، وجود أى مفقودين ضمن بعثة حجاج شركات السياحة الرسمية، والمسجلين على بوابة الحج المصرية.
وأشار إلى أن شهود العيان من الحجاج أفادوا بأن السبب الرئيسى فى حالات الوفاة بالمملكة هو عدم وجود أى خدمات تشتمل عليها تأشيرات الزيارة، حيث إنها غير مخصصة للحج، فضلًا عن عدم وجود أماكن مخصصة بخيام عرفات ومنى إلا لحجاج البعثات الرسمية للدول وأصحاب تأشيرات الحج الرسمي، فأصحاب تأشيرات الزيارة ليس لهم أماكن بالباصات والانتقالات، خلال فترة الحج.
وأكد أن أعداد هائلة من المخالفين افترشوا جميع الشوارع المؤدية لمنطقة منى مما أصاب جميع الطرق بالشلل الكامل كان من جرائه عدم وصول سيارات الإسعاف وباقى الخدمات لأى مكان وذلك لمسافة تصل إلى خمسة عشر كيلو مترًا، كما اضطر الحجاج غير النظاميين للمشى مسافات طويلة فى درجة حرارة تعدت 50 درجة مما أصابهم بصدمات حرارية وضربات شمس ومعظمهم لم یتم إسعافهم لعدم القدرة على الوصول إليهم.
وأضاف «الحلو»، أنه على ضوء ما حدث تم تشكيل لجنة لكتابة تقرير مفصل عما حدث؛ للوقوف على الأسباب التى أدت إلى هذه الكارثة بالتفصيل وتم تحديد عدد من المتورطين والمساعدين فى تنظيم رحلات الحج المخالف للمواطنين المصريين وتم تحويلهم إلى النائب العام.
وطالب رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية بالإسكندرية، بضرورة إعداد خطة مستقبلية لضمان عدم تكرار هذا الأمر مستقبلًا خلال موسم العمرة القادم، فضلًا عن تكليف شرطة السياحة بشن حملات دورية على مكاتب الرحلات والخدمات السياحية المخالفة والتى تعمل فى الحج والعمرة دون ترخيص.
قصة الـ16 شركة سياحة
من جانبه، نفي باسل السيسي، عضو اللجنة الفنية للحج السياحي بوزارة السياحة، القبض على أصحاب 16 شركة سياحة بتهمة اشتراكهم في تسفير حجاج بتأشيرة الزيارة.
وأكد «السيسي»، أن المشكلة الواقعة على الـ16 شركة سياحة كانت قبل مشكلة الحجاج التي وقعت حاليًا وتمثلت في أن هذه الشركات كان عليها إصدار باركود على سبيل المثال يحمل «س» ولكنه كان يحمل «ص» وبالفعل تم إيقافهم من قبل، ولكنهم لم يشاركوا في إصدار تأشيرات زيارة للحجاج ولكن في الموجة تم الزج بهم.
وقال إن الحجاج غير النظاميين سافروا للمملكة قبل الحج بشهر، بتأشيرات زيارة وكان يسوق لها سماسرة وبشكل كبير، وعلى ضوئه تم إبلاغ سامية سامي رئيس قطاع الشركات بوزارة السياحة، وبشكل رسمي والتحذير من خطورة الأمر؛ لا سيما لتوجه أعداد كبيرة من المواطنين لشركات السياحة حاصلين على تأشيرة زيارة ويريدون التسجيل مع الشركات للحصول على الباركود للحج، وكان ردها أن هذه التأشيرات لن تستطيع الوقوف أمامها وهذه حريات السفر ولم تمنع أحدا من السفر.
وتابع «السيسي»، أن السلطات السعودية منعت وشددت في تحذيرها من السفر بتأشيرة الزيارة والحج بها، وبالرغم من ذلك لم يلتزم أحد بهذه التعليمات، وفي يوم 9 ذو الحجة 1445 تكدس الحجاج غير النظاميين واضطرت المملكة العربية السعودية فتح الطرق لهم وظلوا مهرولين بالطريق لمسافة تصل من 9 لـ15 كيلو ومنهم من لم يتجهز بالطعام والمشروبات المناسبة للتزود على طول هذا الطريق فضلًا عن عدم وجود أي خدمات على هذه الطرق ولا يوجد بها سوى المواصلات فقط وبها حجاج، وهذا بخلاف ارتفاع درجات الحرارة التي تخطت درجات مرتفعة لأول مرة.
وأوضح عضو اللجنة الفنية للحج السياحي، أن هناك متابعة بالفعل من جانب قطاع الشركات بوزارة السياحة؛ للوقوف على الأوضاع والحالة الصحية للمصريين المحتجزين بالمستشفيات بالمملكة العربية السعودية، معقبًا: «ومن المقرر بعد عودة جميع الحجاج المصريين والمصابين المصريين، أن تشكل لجنة تقصي حقائق بوزارة السياحة للتوقف على الأسباب التي أدت لهذه المأساة».