خلال ملتقى الإسكندرية الأول للإعلام
سكرتير عام نقابة الصحفيين يكشف النقاب عن تحديات الصحافة الورقية
أكد الكاتب الصحفي جمال عبدالرحيم رئيس تحرير جريدة الجمهورية الأسبق وسكرتير عام نقابة الصحفيين خلال ملتقى الإسكندرية الأول للإعلام والذي عقد اليوم بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، أن الصحافة الورقية المصرية في مأزق خطير والتحديات التي واجهت الصحافة أفقدتها ثقة قرائها، وحصرتها في دائرة ضيقة من الانتشار والتأثير.
شارك في الملتقى الكاتب الصحفي محمود مسلم عضو مجلس الشيوخ، وأدارة الملتقى الدكتورة هدي الساعاتي رئيس لجنة نشر رسالة المكتبة بالجمعية ومقرر الملتقى.
وقال: "أمس كانت رائدة... تبدع.. وتبتكر،.. وتنتج.. وتؤثر في الرأي العام المصري والعربي، واليوم صارت تصارع من أجل البقاء، وتحارب في العديد من الجبهات، جبهة الأوضاع الاقتصادية وجبهة المنافسة مع الصحافة الإلكترونية".
وأشار “عبد الرحيم” إلى أن تاريخ الصحافة الورقية المصرية العريق، الذي يزيد على مائتي عام لم يشفع لها من الانهيار في أرقام التوزيع وتراجع الاستثمار في صناعتها.
وأضاف أن الصحافة الورقية عانت كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية أزمات عديدة بسبب التطور التكنولوجي وارتفاع أسعار الورق ومواد الطباعة وتراجع الإعلان والأزمات الاقتصادية؛ مما أدى إلى تراجع أرقام التوزيع بصورة غير مسبوقة، الأمر الذي أدى إلى إغلاق العديد من الصحف الحزبية والخاصة، بل وبعض الإصدارات بالمؤسسات الصحفية القومية”.
وقال سكرتير عام نقابة الصحفيين خلال الملتقي الذي نظمته الجمعية المصرية لأصدقاء مكتبة الإسكندرية برئاسة عصام عزت بالتعاون مع متحف الفنون الجميلة، إن مستقبل الصحافة الورقية مرتبط بقدرتها على التطور ومجاراة الصحافة الإلكترونية ووضع خطط واليات جديدة لتطوير مضمونها بما يتناسب مع احتياجات ورغبات واهتمامات القرارات عن الاهتمام الاهتمام بما وراء الخبر من تحليل ومتابعات وحوارات وآراء، وأن الأمر يحتاج إلى مساندة الصحف الورقية اقتصاديًا ومهنيًا وعقد دورات تدريبية لشباب الصحفيين لتطوير الأداء المهني.
وأكد أن غياب المهنية والموضوعية والمصداقية في غالبية المواقع الإلكترونية وانتشار الشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي يجعلنا نتمسك بصحافتنا الورقية.
ولفت “عبدالرحيم” خلال الملتقى الذي جاء بتنسيق حمدان القاضي المدير التنفيذي للجمعية، إلى أن الصحافة الورقية في العديد من الدول المتقدمة لم تتاثر كثيرا بظهور الصحافة الرقمية بل أن أرقام التوزيع لم تتأثر فعلى سبيل المثال تشير آخر الإحصائيات أن صحيفة يوميوري اليابانية توزع حوالي عشرة ملايين نسخة في الطبعات الصباحية، بينما الطبعات المسائية تصل إلى حوالي الأربعة ملايين نسخة، وأن عدد قراء الصحيفة يصل على 26 مليون قارئ، بحكم أن التوزيع المنزلي لاشتراكات الصحيفة يفرض قراءة مشتركة لأكثر من شخص واحد، أما صحيفة أساهي اليابانية ايضا توزع أكثر من 12 مليون نسخة من طبعاتها الصباحية والمسائية.
وذكر “عبدالرحيم” أن نقابة الصحفيين تعد حاليا للمؤتمر العام السادس للصحفيين وذلك لمناقشة مستقبل صناعة الصحافة، وحريتها بين التطورات التكنولوجية، والتحديات المهنية، والاقتصادية، والتشريعية.
وقال إن أهمية المؤتمر تأتى فى ظل الازمة الكبيرة التي تعانيها الصحافة المصرية على كل المستويات، سواء فيما يتعلق بتراجع هامش الحريات، أو الجانب المهنى، وكذلك صناعة الصحافة ومستقبلها وملاحقة التطورات، التى تحدث فى عالم الصحافة، وتأثيرها على الأشكال المختلفة للصحافة سواء كانت ورقية أو إلكترونية.
وأكد أن المؤتمر سيناقش أيضًا اقتصاديات المهنة، وأوضاع الصحفيين الاقتصادية، التى تراجعت بشكل كبير.
وأشار إلى أن للمؤتمر يتضمن 3 محاور: الأول يناقش مستقبل صناعة الصحافة ورقية وإلكترونية وعلاقتها بالتطورات التكنولوجية، والثانى يتعلق باقتصاديات الصحافة، والأوضاع الاقتصادية للصحفيين، وكيفية وضع لائحة للأجور، والثالث يختص بحرية الصحافة، وأوضاع الحريات العامة، والبيئة التشريعية الحاكمة لمهنة الصحافة.
وأكد أن محور التشريعات، وتغيير البنية التشريعية الحالية المقيدة للعمل الصحفى، والسعي لإجراء تعديلات على نصوص القوانين المنظمة للعمل الصحفى من أولويات المؤتمر، مشيرا إلى سعي النقابة للمطالبة بسرعة إصدار قانون حرية تداول المعلومات تفعيلا للنصوص الدستورية وكذلك إجراء تعديلات علي قوانين الصحافة والإعلام الصادرة عام ٢٠١٨ والتي تضمنت الكثير من النصوص التي تعرقل العمل الصحفي مثل حظر التصوير في الأماكن العامة الا بتصريح من المجلس الاعلي لتنظيم الإعلام وكذا النصوص التي تمنح الهيئة الوطنية للصحافة الحق في إلغاء ودمج بعض الإصدارات بالمؤسسات الصحفية القومية.
وأكد سكرتير عام النقابة ان نقابة الصحفيين خاضت معاركً عدة مند تاسيسها في 31 مارس عام 1941 في سبيل حرية الصحافة والصحفيين؛ فلم يكن الطريق إلى الحرية مُمهدًا بالورود، بل كان وسيظل مليئًا بالأشواك والتضحيات، وعلى مر العصور قدمت الصحافة العديد من الشهداء، سالت دماؤهم الزكية دفاعا عن أرض الوطن وكان للصحفيين المصريين دور مهم في حرب اكتوبر المجيدة وقبلها حرب الاستنراف
ومن جانبه أكد الدكتور محمود مسلم، عضو مجلس الشيوخ، أن سبب تراجع الصحافة الورقية زيادة أسعار الورق عالميا وأسعار الطباعة وأيضا القدرة الشرائية للمصريين، مقابل إتاحتها مجانا على مصادر الصحافة الرقمية.
وواصل مسلم، أن التطور التكنولوجي أهم خطوات التطور للأداء الإعلامي والصحفي، ولكنه يشكل تحدي كبير للصحافة في الأعوام المقبلة.
وأشار “مسلم”، إلى أنه من أهم التحديات عدم التحكم في الجمهور وذلك بحكم مواقع البحث الكبيرو والتي تسيطر على حجم المشاهدات الكبيرة والإعلانات، علاوة على تداخل وسائط الذكاء الاصطناعي وتداخله في المحتوى الصحفي.