الانتخابات الرئاسية الإيرانية..مناظرة نارية بين جليلي وبزشكيان
بث التليفزيون الرسمي الإيراني المناظرة الثانية والأخيرة بين الإصلاحي مسعود بزشكيان، والمتشدد سعيد جليلي، المفاوض النووي السابق، قبل جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة المقررة يوم الجمعة والتي سيختار فيها الناخبون خليفة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي توفي الشهر الماضي في حادث تحطم مروحية.
وقد ناقش المرشحان، تأثير العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على الجمهورية الإسلامية، وقدما مقترحاتهما لإحياء الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية.
قال جليلي خلال مناظرة الثلاثاء، إن الولايات المتحدة يجب أن تحترم التزاماتها بنفس قدر "الالتزامات التي أوفينا بها".
وتعهد جليلي، المعروف باسم "الشهيد الحي" بعد أن فقد ساقه في الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي- ويشتهر بين الدبلوماسيين الغربيين بمحاضراته الطويلة القوية ومواقفه المتشددة- بدعم سوق الأوراق المالية في إيران من خلال توفير التأمين للأسهم وكذلك الدعم المالي للصناعات المحلية.
ودان جليلي منافسه بزشكيان لعدم طرحه أي خطط لرفع العقوبات، وقال إنه سيستأنف المحادثات بشأن الاتفاق النووي.
أما منافسه جراح القلب، بزشكيان فقال، إن العقوبات التي فرضها الغرب ألحقت أضرارًا كبيرة بالاقتصاد الإيراني، مشيرا إلى أن معدل التضخم بلغ 40% خلال السنوات الأربع الماضية مقترنا بتزايد معدلات الفقر.
وأضاف "إننا نعيش في مجتمع يتسول فيه الكثيرون في الشوارع"، مضيفًا أن إدارته ستعمل "على الفور" لمحاولة رفع العقوبات، وتعهد "بإصلاح" الاقتصاد.
وأكد بزشكيان، إنه سيجد حلا لإحياء الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية من خلال بحث الخطة مع برلمان البلاد والتوصل لبدائل ممكنة.
وتابع "لم تتمكن حكومة على مدى التاريخ من الازدهار داخل قفص"، في إشارة إلى أثر العقوبات على اقتصاد إيران المتداعي.
وتعهد المرشحان بإنعاش الاقتصاد وتوفير دعم الطاقة للفقراء وتسهيل استيراد السيارات مع دعم صناعة السيارات المحلية، دون تحديد مصادر هذا التمويل.
وخلال المناظرة الأولى التي استمرت أكثر من ساعتين على شاشة التلفزيون الرسمي، انتقد المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان منافسه سعيد جليلي، المفاوض النووي السابق المتشدد، بزعم افتقاره إلى الخبرة، وسأله "أخبرني، ما هي الشركة الوحيدة التي أدرتها على الإطلاق لتجعلك قادرا على إدارة البلاد؟".
وسأل بزشكيان منافسه عن خططه للتوصل إلى اتفاق نووي، فأجاب جليلي بأنه سيتعامل مع الأمر "على أساس القوة وليس الضعف"، من دون الخوض في تفاصيل.
وقال جليلي إن بزشكيان ليس لديه خطط لإدارة البلاد، وإن رئاسته ستدفع البلاد إلى "وضعية متخلفة"، كما كانت في عهد الرئيس السابق المعتدل نسبيا حسن روحاني (2013-2021). أبرم روحاني اتفاقا نوويا مع القوى العالمية، ووضع حدا لتخصيب اليورانيوم الإيراني مقابل رفع العقوبات.
تجري إيران جولة إعادة للانتخابات الرئاسية يوم الجمعة، وهي المرة الثانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، التي تشهد فيها البلاد جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية، بعد عجز كل المرشحين عن تحقيق فوز صريح خلال الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي.