بعد زيارة البابا تواضروس.. تفاصيل زيارة طلاب ورئيس جامعة سوهاج لشيخ الأزهر
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، منذ قليل، وفدًا من جامعة سوهاج برئاسة الدكتور حسان النعماني رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور سلامة جمعة داود رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث والدكتور عبد الناصر يس والدكتور خالد عمران نواب رئيس جامعة سوهاج وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس ولفيف من الطلاب وذلك بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة.
بعد زيارة البابا تواضروس.. تفاصيل زيارة طلاب ورئيس جامعة سوهاج لشيخ الأزهر
واستهل «الطيب»، كلمته بالترحيب بالدكتور حسان النعماني والوفد المرافق له؛ لتواجدهم لأول مرة بمقر مشيخة الأزهر، هذا المكان العريق الذي مر علي تأسيسه ما يزيد عن ١٠٠٠ عام ليظل قلعة للعلم ومنارة للوسطية والاعتدال.
ووجه «النعماني»، الشكر للدكتور أحمد الطيب علي حفاوة الاستقبال للوفد وأبنائه الطلاب، مثمنًا جهود فضيلته الدؤوبة في تعزيز الوحدة بين مختلف المجتمعات، والدعوة إلى التسامح ونشر وتعزيز قيم الحوار والسلام والتعايش الإنساني، مثمنًا دور الأزهر الشريف وجامعته العريقة والتي شكلت حضارة مصر وعبق تاريخها لأكثر من ألف عام.
وقال رئيس جامعة سوهاج، إن تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزير الوعي الديني والثقافي لدي الطلاب وتوعيتهم بكافة القضايا المجتمعية الشائكة، تعمل الجامعة علي تعزيز التعاون بين كافة المؤسسات الدينية والتعليمية، موضحًا إنه تمً خلال اللقاء بحث تعظيم التعاون بين الجامعة ومشيخة الأزهر وجامعتها، ووضع خطة عمل موسعة خلال الفترة القادمة.
وأضاف الدكتور حسان النعماني، فضيلة الأمام الأكبر قد رحب بالتعاون مع الجامعة في عدة اوجه منها تنفيذ عدد من القوافل التوعوية خلال الفترة القريبة القادمة عن ظاهرة الثأر بين العائلات والمنتشرة بالصعيد، قائلًا: "هذه العادات تعد من أسوأ المعتقدات والتقاليد التي ترفع من نسب جرائم القتل في صعيد مصر، حيث تأصلت منذ زمن قديم، وظلت تنتقل من جيل إلى جيل حتى أصبح الأخذ بالثأر من أقوى التقاليد سلطانًا، ويحظى بالتقديس من الأسر الثأرية دون حاجة للمناقشة أو إخضاعه للمنطق رغم كل مساوئه أو آثاره السلبية".
وأكد رئيس جامعة سوهاج، أنه لا بد وأن يأتي الوقت لاقتلاع تلك الأعراف والتقاليد، مُشيرًا إلى أن اللقاء تناول ظاهرة الزواج المبكر والزواج القبلي والتي تكون فيه الفتاة هي الضحية لعادات وتقاليد تحكمها القبلية، وأن شيخ الأزهر وجه بتكثيف حملات التوعية والندوات والتي سيتم تنظيمها بالتعاون مع الجامعة وذلك بقري ومراكز المحافظة، لتوعية الاسر بالصعيد عن هذه الكارثة التي تعد اغتصابًا للحق فى الطفولة واعتداء صارخاَ على كرامة الطفل، وجريمة مكتملة الأركان فى حق بناتنا والمجتمع بأكمله.
وأكد أنه، على هامش اللقاء بحث آليات تنفيذ مبادرة لتسامح الأديان، لتعميق علاقات الأخوة بين أبناء وطنا، والذين يقدمون نموذجًا يحتذى به في التعايش السلمي في ظل مواطنة حقيقية راقية، تضمن للجميع حياة آمنة مستقرة.
وقال شيخ الأزهر، إنه من المُحزن أن نتحدث في تلك القضايا كالزواج المبكر للفتيات وتزويجهن بشكل قسري في مرحلة طفولتهن، والزواج القبلي والثأر ونحن في عام ٢٠٢٤، مؤكدًا أن القضاء على هذه الظواهر سيتطلب وقتًا طويلًا، ولا بد من تجريم كل المشاركين فيها.
وقدم الطلاب الحاضرين الشكر لرئيس الجامعة على إعطائهم فرصة اللقاء مع الدكتور أحمد الطيب القامة الدينية والرمز الإسلامي الكبير لطالما أحبوه وتابعوا لقاءاته وكلماته في الكثير من المحافل، معربين عن فخرهم بمؤسسة الأزهر الشريف وعلمائها.
فيما أعرب الدكتور أحمد الطيب، عن إعجابه بحماس الطلاب وشغفهم نحو العمل والاجتهاد، موجهًا لهم مجموعة من الرسائل والنصائح في حوار مفتوح معهم، حيث وجه بضرورة ان يتثقف أولادنا وبناتنا بالثقافة الإسلامية التي هي العاصم من الاهتزاز يمينًا أو شمالًا في ظل هذه الظروف الصعبة، وأن يعلموا أن دينهم دين يسر لا عسر، وأن يطبقوا الإسلام في حياتهم وتعاملاتهم، داعيًا الطلاب إلى التسلح بالأمل، وألا يتوقف الإنسان إذا أخفق، بل عليه أن يواصل الأمل والعمل، بالتحلي بالقيم الإيجابية تجاه وطنكم.
تجدر الإشارة إلى إهداء الدكتور حسان النعماني، للدكتور أحمد الطيب درع الجامعة تقديرًا له، في ختام اللقاء.