رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اللواء مجدى شحاتة في حوار لـ«النبأ»: المواجهة العسكرية مع العدو الصهيونى «واردة».. والدور المصرى فى الحرب على غزة من أرقى ما يمكن

الكاتب الصحفي على
الكاتب الصحفي على الهواري يحاور اللواء مجدي شحاتة

في 1973 حققنا المستحيل ولو العرب سمعوا كلام السادات لكانوا الأن أفضل  

لتطبيع مع الصهاينة بعد جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني «خطأ كبير»

أحداث 7 أكتوبر كان مخططا لها وأطماع إسرائيل في المنطقة لم ولن تنتهي

«الصمود والتنسيق » الحل الأمثل لإجبار تل أبيب على إقامة دولة فلسطينية 

ما حدث مع نتنياهو في الكونجرس يؤكد سيطرة الصهيونية العالمية على أمريكا

إسرائيل في أضعف مراحلها وأكبر فرصة لحل القضية الفلسطينية الأن

الصهيونية وضعت مصر في موقف صعب والإخوان أحد أفرع الماسونية العالمية

دعوة نتنياهو إقامة تحالف عسكري ضد إيران «فخ عظيم»

أغلب زعماء العالم يشعرون بالخزي أمام شعوبهم بسبب الحرب على غزة

 

قال اللواء مجدي شحاتة، أحد أبطال الكتيبة 83 صاعقة التي شاركت في حرب أكتوبر المجيدة، وأحد أبطال ما يطلق عليها «العملية المستحيلة»، وأحد «العائدون من الموت»، إن الدور المصري في الحرب على غزة من أرقى ما يمكن وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتعامل مع مشاكل العالم بحكمة وبما يرضى الله، مشيرا إلى أن الجيش المصري حقق المستحيل في حرب أكتوبر 1973.

وأضاف، في حواره لـ«النبأ»، أن التطبيع مع الصهاينة بعد جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني «خطأ كبير»، مشيرا إلى أن العرب لو سمعوا كلام السادات وحضروا اجتماعات ميناهوس لكانوا الآن أقوى، معتقدا أن أحداث 7 أكتوبر 2023 في غزة كان مخطط لها، وأن الصمود العربي والفلسطيني هو الحل الأمثل لإجبار إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية.. وإلى تفاصيل الحوار

في البداية كيف كانت الأجواء في مصر بعد نكسة 1967 وكيف تم الاستعداد لحرب أكتوبر؟

بعد نكسة 1967، مصر كلها كانت مجندة لصالح قضية استرداد الأرض والكرامة، الحالة الاجتماعية كانت صعبة وكنا عايشين مبسوطين، التحديات والشعارات كانت كثيرة، نكسة 1967 كانت صدمة كبيرة بالنسبة لنا كجيل كنا ما زلنا طلبة في الكليات والمدارس الثانوية، وهزيمة نفسية ومعنوية قبل أن تكون عسكرية، لكن بفضل معدن الشعب المصري الأصيل الذي يظهر في الأوقات الصعبة، نجحنا في الخروج من الهزيمة واستعادة الأرض والكرامة في 1973. 

حدثنا عن دورك في حرب أكتوبر المجيدة 1973؟

فور تخرجي من الكلية الحربية آخر عام 1969، التحقت بقوات الصاعقة، بناء على رغبتي الشديدة، وخلال فترة الفرقة في مدرسة الصاعقة كنا نتابع العمليات الانتحارية التي يقوم بها زملاؤنا أبطال الصاعقة والأسلحة الأخرى خلف خطوط العدو، وكنا نستمع إلى تلك الروايات على شكل حكايات يرويها الضباط، وكنا نتدرب على مبادئ عمل الصاعقة ومبادئ الاشتباك المتلاحم، وبعد فترة من التدريبات العنيفة تخرجنا من مدرسة الصاعقة، والتحقت بكتيبة للتدريب والتحضير للانتقال للجبهة بعد ذلك، بعدها تم تعييني في الكتيبة 83 صاعقة بناء على رغبتي، كانت الكتيبة 83 صاعقة مشهورة بتنفيذ عمليات عبور كثيرة منها الكمين المشترك مع وحدة مشاة مصرية شرق القناة والتي أسمتها إسرائيل عملية السبت الحزين لما تكبدت فيه من خسائر، بالإضافة إلى أسر أحد جنودها، ومن قام بهذه العملية اثنين من دفعتي هما، الملازم عبد الحميد خليفة، والملازم محمد التميمي، وهذا كان بالنسبة لنا مصدر فخر وسعادة كبيرة، وفي عام 1972 صدرت لنا الأوامر بالسفر إلى ليبيا لتأمين مجلس قيادة الثورة الليبي، في يوليو 1973 ترقيت إلى نقيب، وفي نفس التوقيت صدرت لنا الأوامر بالعودة إلى مصر، وتم وضعنا ضمن تشكيل أحد مجموعات الصاعقة بالمنطقة الشمالية والتي كان قائدها العقيد أركان حرب كمال عطية، وقبل نهاية سبتمبر 1973 صدر لنا الأمر الإنذاري بالتحرك إلى المنطقة التبادلية قرب خليج السويس، وصلنا المنطقة التبادلية قبل شهر رمضان بيوم أو يومين بعد حوالي أسبوع من التحرك بالقطارات والسيارات.

ما المهمة التي تم تكليفكم بها بالضبط بعد وصولكم إلى المنطقة التبادلية؟

كان الجيش المصري يرى أنه يجب أن يكون هناك أكثر من 3 كتائب رئيسية خلف خطوط العدو في جنوب سيناء للعمل على تفكيك قوات العدو، وتشتيتها من أماكن تمركزها من أجل تخفيف الضغط على الجنود أثناء العبور من قناة السويس ودخول شمال سيناء، وكانت مهمة هذه الكتائب تنفيذ الكمائن والإغارات بجنوب سيناء ضد قوات العدو وإحداث أكبر خسائر به ومنعه من التقدم شمالًا، وحرمانه من التدخل فى أعمال قتال الجيش الثالث الميدانى، وذلك بمناطق وادى بعبع، وادى سدرى، وادى فيران، وادي غرندل، وادي سدر الحيطان، وفي صباح السادس من أكتوبر بدأنا ترتيب المهمات طبقا لطائرات الهليكوبتر المتوافرة، وكانت ست طائرات، وكان اختياري أن أكون في الطائرة الأولى «الانتحارية» المتجهة إلى وادي فيران ومعي فصيلة صاعقة، كانت مهمة مجموعتي غير محددة، إنما قيل لنا إن هناك قوات إسرائيلية في جنوب سيناء قد تتحرك لنجدة القوات الإسرائيلية في جبهة قناة السويس ومن الممكن لنا أن نتعرض لها ونهاجمها، وقبل موعد الغداء الفاخر تم توزيعنا على الطائرات وعرفنا أن الحرب بدأت من الراديو، وكانت المعنويات عالية، وكنت أول مرة ألتقي فيها بالمقدم أحمد رجائي عطية في وادي الكريمات، قبل أن نمكث معا لمدة 9 سنوات في الوحدة 777، ولم يعطين مهمة محددة، وكان معه رجل عربي اسمه عودة الحرامي، وقال لي إنه سيكون معك كدليل، وكان له دور محترم بعد ذلك، اليهود كانوا يطلقون عليه عودة الحرامي، لأنه كان يقوم بسرقة أشياء سرية من اليهود لكي نستفيد منها في الخدمة السرية، وقام بزيارتي في البيت بعد ذلك، ولا ننسى أن بدو سيناء كان لهم دور وطني في فترة حرب الاستنزاف.  

 

ماذا فعلتم بعد وصولكم إلى المكان المحدد في جنوب سيناء؟

مهمتنا كانت عمل كمين على الطريق السريع لحظة الوصول إلى المكان المحدد، ننتظر حتى مرور قوات العدو فنقطع عليهم الطريق، وأذكر هنا أنه يوم الاشتباك مع العدو صباح التاسع من أكتوبر كانت الاتصالات بيننا وبين سرية وادي سدرة التي كانت مكلفة بالنزول بالقوارب في وادي سدرة مقطوعة، فقمت بإرسال ضابط اسمه محمد عبد المنعم للتنسيق معهم وإحضار جهاز لاسلكي، وبعد انتظار الأبطال للاشتباك مع العدو، فجأة ظهرت من بعيد أنوار وسمع صوت عالٍ يعمه الهرج والمرج، وكانت مؤمنة بأكثر من 15 سيارة وأصواتهم مرتفعة جدا كما لو كان يهللون وضحكاتهم ترج المكان والجبال من حولنا وصوت الأغانى توزعه السماعات على ثنايا الجبال فيما يشبه الفرح، وبالفعل انهالت النيران على عربات العدو ليشعروا وكأنهم فى جحيم، كان فى مقدمة مجموعة العدو عدد 2 أتوبيس، ومع أول صيحة «الله أكبر» انهال وابل من الأعيرة النارية وقذائف الآر بى جى والقنابل اليدوية باتجاه الأتوبيسات وباقى المجموعة، حتى دمرت بشكل كامل خلال دقائق، فقد تم تنفيذ العملية بنجاح، بعدها أرسل العدو قوات أجرت مسحا شاملا للمنطقة بحثا عن أبطال الصاعقة المصرية، توصلت إليهم فى صباح اليوم التالى، كان عددنا لا يتجاوز 40 مقاتلا ويحاصرنا العدو أكثر من 500 معهم الأدوات القتالية من دبابات ومدفعية وطائرات، ومارس العدو حربا نفسية على الأبطال كى يعلنوا استسلامهم ويأخذونهم أسرى، إلا أن قوة الإيمان والصبر والثبات وعزيمة الرجال جعلتنا نقاتل فى معركة شرسة، تجددت مع إصرار العدو على الثأر، تكبد فى المعركة الثّانية خسائر فادحة، جعلتهم يتراجعون عن الضرب بعد أن استمرت المعركة حتى نفذت ذخيرة الكتيبة، فسقطنا ما بين شهيد وجريح وأسير، ولم يتبقى سوى عدد قليل جدا، كنت أنا منهم.

وماذا حدث بعد ذلك؟

بدأت رحلة التيه في صحراء سيناء، وبعد رحلة طويلة وصعبة وشاقة رأيت فيها الموت بعيني أكثر من مرة، نجحت في الوصول لزملائي، وجدت معهم ناس من البدو، وكان معهم الجندي عبد الرءوف جمعة كريم مصاب إصابة شديدة، واضطررنا أن نمكث معه  لمدة 6 أشهر و17 يوما حتى تعافى من الجرح تماما، وكانت هذه الفترة ملحمة في التعاون بين البدو الشرفاء وبين قوات الصاعقة، وبعد وصولنا إلى القاهرة استقبلنا المشير أحمد إسماعيل استقبالا عظيما في مكتبه وأعطى كل منا هدية رمزية وأخبرنا بأنه سيقوم بكتابة شهادة تقدير لكل منا بخط يده تقديرا لدورنا طوال تلك المدة خلف خطوط العدو، وصادف تواجد الفريق طيار محمد حسني مبارك في تلك الزيارة، وأصر المشير أحمد إسماعيل على التقاط صور تذكارية لنا معه تكريما لدورنا.

حدثنا عن مواقف لا تنساها في رحلتك الصعبة؟

هناك الكثير من المواقف التي لن أنساها، منها جندي اسمه عبد الرؤوف من محافظة سوهاج كان مصابا طلب مني أن أقتله، لأنه أصبح عبئا على زملائه، فرفضت الفكرة وحاولت رفع معنوياته بأن جرحه ليس خطرا وأنه سيكون أفضل من ذي قبل، وأن يبعد الأفكار السوداء تلك عن عقله، وما زال حيا يرزق حتى الآن.

بعد انتهاء الحرب كيف تلقيت خبر زيارة الرئيس محمد أنور السادات للكنيست الإسرائيلي وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد؟

في البداية أثارت كلمته في مجلس الشعب علامة تعجب وصدمة، لكن بعد ذلك أثارت كلمته في الكنيست إعجاب العالم كله، وثبت أنه كان رجلا حكيما وليس سهلا، وكان له رؤية ووجهة نظر لو تم تنفيذها، لكان العرب الآن أقوى وأفضل وأكثر استقرارا، ويدهم أعلى، لو سمع العرب والفلسطينيون كلام الرئيس محمد أنور السادات وحضروا اجتماع مينا هوس، لم نكن لنرى ما يحدث الآن في غزة، ولم نكن لنصل لهذه الدرجة من الضعف، وكان سيكون هناك دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وغزة، وكانت الجولان ستبقى تحت السيادة السورية، وكان غور الأردن سيظل تحت السيادة الأردنية، وكانت إسرائيل سوف تختفى، وكان العرب سوف يكبرون وإسرائيل تصغر، الآن إسرائيل تكبر والعرب يصغرون، الآن العرب يجرون وراء حقوقهم.

هل ما زال لإسرائيل أطماع في سيناء؟

هم يخططون لمائة سنة للأمام، وفي النهاية هم ينجحون في تنفيذ مخططاتهم على مراحل، أطماع إسرائيل ليس في سيناء فقط، ولكن حلم إقامة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، وهم ينفذون هذا المشروع على مراحل. 

وماذا عن أحداث 7 أكتوير 2023 التي قامت بها المقاومة الفلسطينية وأدت إلى الحرب الإسرائيلية على غزة؟

من وجهة نظري، أحداث 7 أكتوبر كان مخطط لها، وهناك الكثير من الأدلة على ذلك منها، وصول الأساطيل وحاملات الطائرات الأمريكية والغربية في اليوم الثاني إلى منطقة الشرق الأوسط، وخروج الزعماء الغربيين ببيان واحد يدعمون فيه إسرائيل، لكن الموضوع خرج عن السيطرة، لكن رُبّ ضارة نافعة، هذه العملية حققت الكثير من المكاسب للعرب والفلسطينيين، وعليهم أن يستغلوا ذلك بالضغط على إسرائيل، إسرائيل في أضعف حالاتها الآن، نتنياهو ورط إسرائيل ووضعها في موقف سييء للغاية، أفضل وقت وأكبر فرصة لحل القضية الفلسطينية الآن، إسرائيل لا تستطيع مواصلة الحرب لمدة طويلة دون دعم اقتصادي وعسكري وسياسي من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، إسرائيل لم تتوقع هذا الصمود من الشعب الفلسطيني، إسرائيل لم تتوقع طول أمد الحرب، طول أمد الحرب يعني تكبد إسرائيل خسائر اقتصادية وعسكرية ومعنوية هائلة، هناك تعاطف عالمي غير مسبوق مع القضية الفلسطينية الآن، هناك يهود متدينون يرفضون ما تقوم به إسرائيل، هناك رأي عام عالمي رافض لما تقوم به إسرائيل، حتى داخل الدول التي تدعم إسرائيل سياسيا واقتصاديا وعسكريا وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، مطلوب المزيد من الصمود الفلسطيني الفترة القادمة، القضية الفلسطينية عادت للحياة من جديد بعد أن تجمدت.

ماتعليقكم على خطاب نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي والذي أكد فيه أن القدس ستبقى موحدة والعاصمة الأبدية لإسرائيل؟

ما حدث في الكونجرس من تصفيق متواصل لنتنياهو نقطة سوداء ووصمة عار في تاريخ الديمقراطية الأمريكية، وكأننا في دولة من دول العالم الثالث، ما حدث يؤكد سيطرة الصهيونية العالمية على الولايات المتحدة الأمريكية، وما قاله نتنياهو عن القدس كلام خطير، لذلك فرصة العرب والفلسطينيين تحويل هذه المحنة إلى منحة، من خلال الصمود والتخطيط الجيد والتماسك والتعاون العربي الإسلامي.

نتنياهو تحدث عن محور الشر المتمثل في إيران وحزب الله والحوثيين وحماس ودعا من سماهم «الأصدقاء العرب» بالانضمام إلى تحالف عسكري لمواجهة هذا المحور.. تعليقكم؟

فخ خبيث من نتنياهو، يريد من خلاله الوقيعة بين العرب وإيران وتركيا، من أجل المزيد من السيطرة على العرب، وتقسيم ما تبقى من الدول العربية.

لكن هل تعتقد أن الدول العربية يمكن أن تقع في هذا الفخ؟ 

وارد أن يحدث ذلك، لا سيما بعد ما حدث من تطبيع مع بعض الدول العربية، رغم أن ما يحدث في غزة جعل الكثير من الدول العربية تحجم عن التطبيع مع إسرائيل والوقوع في فخ الصهيونية العالمية، وهذا من ضمن مكاسب الحرب الإسرائيلية على غزة.

لكن هل تعتقد أن العرب قادرون على وقف جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين ولكنهم لم يفعلوا؟

لو كان هناك تنسيق وتخطيط جيد ورؤية مستقبلية موحدة كانوا يستطيعون السيطرة على الموقف عن طريق الضغط على إسرائيل والدول التي تدعمها عسكريا واقتصاديا وسياسيا، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، هناك دول كثيرة في العالم مع العرب والفلسطينيين، أغلب شعوب العالم مع العرب والفلسطينيين، نتائج الانتخابات في فرنسا وبريطانيا مؤشر جيد يؤكد أن الشعوب أصبح لها كلمة، ويؤكد أن الشعوب لم تستسلم للصهيونية العالمية.

العرب دائما يطلبون من مصر أن تحارب بالنيابة عنهم.. رأيكم؟

طبعا مصر لها ثقل كبير في الشرق الأوسط، ومكانة عظيمة عند العرب، ولكن الصهيونية العالمية وضعت مصر في ظروف اقتصادية وسياسية وأمنية صعبة جدا، مصر تعاني من مشاكل داخلية كثيرة، بالإضافة إلى مشكلة اللاجئين وانهيار الدول التي لها حدود مع مصر مثل السودان وليبيا وفلسطين، أغلب الدول العربية تعاني من مشاكل أمنية، الإخوان المسلمين أحد أفرع الماسونية العالمية يثيرون المشاكل في الكثير من الدول العربية مثل الجزائر وتونس والمغرب، وهدفهم واحد وهو تدمير الدول، وبالتالي مصر مشغولة بمشاكلها الداخلية الكثيرة، العرب لهم ثقل سياسي واقتصادي كبير، ولكن ينقصهم الذكاء والحنكة ووجود رؤية مستقبلية مشتركة، عليهم التنسيق مع تركيا وإيران في كيان واحد.

كيف تقيم الدور المصري في الحرب على غزة؟

من أرقى ما يمكن، أحسن مرحلة للسياسة المصرية في التعامل مع كل الأحداث والأزمات هذه الفترة، الدولة المصرية بقدراتها خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي تتعامل مع المشاكل والأحداث بحكمة، الرئيس السيسي أصبح له رأي ورؤية عالمية صادقة، وأصبح العالم كله يأخذ برأيه في حل المشاكل، لأنه يتعامل مع الأحداث بما يرضى الله، تعامل مع موضوع غزة بحكمة، استطاع بذكاء وحنكته تغيير موقف الدول التي كانت داعمة لإسرائيل بشكل مطلق، ونجح في حشد العالم للتعاطف مع قضية الشعب الفلسطيني، وهنا لا بد للدول العربية أن تتحالف مع دول العالم الحر؛ من أجل الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لكي تتصرف كدولة مسئولة، وإلا فسوف تفقد سيطرتها على العالم، وعلى العالم الحر أن يضغط في اتجاه إقامة نظام دولى أكثر عدالة ومساواة، من خلال المطالبة بتغيير ميثاق الأمم المتحدة والتهديد بالانسحاب من المنظمات الدولية.

بعد سيطرة إسرائيل على محور فلادليفيا ومعبر رفح.. هل الحرب بين مصر وإسرائيل واردة؟ 

كل السيناريوهات واردة، وهذا هو السبب الذي جعل إسرائيل تفكر مائة مرة في حاجات كثيرة جدا، لذلك على مصر والدول العربية أن يحضروا أنفسهم أكثر من ذلك لأي سيناريو، المنطقة على صفيح ساخن.

هل العرب قادرون على هزيمة إسرائيل؟

القوة العسكرية للكثير من الدول العربية وعلى رأسها العراق وسوريا وليبيا والسودان واليمن أصبحت ضعيفة، معظم الجيوش العربية انهارت وتفككت، قدرات الدول العربية الأخرى محدودة، لم يتبق سوى الجيش المصري، مصر هي القوة العربية الوحيدة الآن التي يتم التعويل عليها في المنطقة العربية، إسرائيل بالورقة والقلم دولة قوية عسكريا، الدول العربية في موقف لا تحسد عليه، عليهم دعم مصر ولو معنويا.

لكن هل تستطيع إسرائيل الصمود أمام العرب دون مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب؟

إسرائيل تنتج الأسلحة وتصدرها، إسرائيل لديها أسلحة أكثر من العرب، لكن ليس لديها قوة اقتصادية، لذلك هي تعتمد على الدعم الاقتصادي الأمريكي والغربي، ولولا هذا الدعم لن تستطيع إسرائيل أن تستمر في الحرب لمدة طويلة، لأن الحرب تحتاج إلى تمويل كبير، الاتحاد السوفيتي كان لديه قدرات عسكرية كبيرة جدا ورغم ذلك سقط وتفوقت أمريكا، لأن قدراته الاقتصادية كانت ضعيفة مقارنة بالقدرات الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، الدول العربية لديها قوة عسكرية واقتصادية، ولكن ينقصها التعاون والتنسيق.

كيف ترى مستقبل مشروع التطبيع بعد المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني؟

أي دولة عربية تطبع مع إسرائيل بعد هذه الأحداث ترتكب خطأ كبير، لا بد من وجود موقف عربي وإسلامي موحد ضد إسرائيل، أغلب زعماء العالم أصبحوا يشعرون بالخزي أمام شعوبهم بسبب تعاطفهم مع هذا الكيان المتوحش، الشعوب أصبح لديها وعي، كل دول العالم أصبحت تعيد تقييم مواقفها من إسرائيل، وعلى العرب أن يستغلوا ذلك ويتحدوا.

نتنياهو قال إنهم في الشرق الأوسط لا يحترمون إلا القوي.. تعليقكم؟

هذا مبدأ عام، العالم لا يحترم إلا القوي فعلا، وما قاله نتنياهو يمثل احتقار للعرب والمسلمين، للأسف الشديد.

هل لو دخلنا حرب مع إسرائيل الآن سوف نكسبها؟

بعون الله، ما دام هناك إرادة سليمة ونية صادقة ووعي، وشعب قوى، فاهم، وواعي، يقف خلف جيشه، وهذا مهم جدا، في النهاية نحن مسيرون وليس مخيرون.

كلمة أخيرة؟

مطلوب منا أن نعود لتاريخنا، التاريخ فيه الكثير من الدروس المستفادة، في حرب 1973 حققنا المستحيل بسلاح أقل وعدد أقل، اقتحمنا خط بارليف وحطمنا أسطورة الجيش الذي لا يقهر، إسرائيل لا تترك الأرض بسهولة، تاريخنا مشرف رغم النكسات التي مررنا بها، نحن أفضل بكثير، نحن استوعبنا الدرس، العودة للتاريخ مهم، نحن نخوض الآن معركة الوعي، معركة الوعي أهم من المعارك العسكرية، في خمسينيات وستينيات القرن الماضي رغم قلة التعليم كان هناك وعي، كان هناك ثقافة، الآن يوجد تعليم ولكن لا يوجد ثقافة أو وعي، بالوعي لا يستطيع أحد أن يضحك علينا أو يكسبنا، معركتنا الأساسية الآن هي معركة الوعي.