الصحة تدعو الدول الأفريقية للاستفادة من مبادرة الألف يوم الذهبية
ألقت الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان، كلمة نيابة عن الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، ضمن فعاليات الدورة العادية الخامسة، للجنة الفنية المتخصصة للصحة والتغذية والسكان ومكافحة المخدرات، التي عقدها الاتحاد الإفريقي بمدينة أديس أبابا.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن نائب الوزير أكدت في كلمتها، بالمائدة المستديرة رفيعة المستوى، والتي عقدت تحت عنوان ترسيخ ثقافة العافية في إفريقيا، وبمشاركة مصر وتنزانيا وزيمباوي، على الضرورة الحاسمة والحاجة الملحة، إلى حلول منسقة تتمحور حول الناس، لتعزيز العافية في إفريقيا من خلال مناهج شاملة ومتكاملة، في ظل ما تواجهه قارتنا من تحديات.
وتابع المتحدث الرسمي للوزارة، أن نائب الوزير أكدت في كلمتها على مواصلة التصدي للتحديات المستمرة المتعلقة بالتغذية، والنمو السكاني، وتعاطي المخدرات، والجريمة، لافتة إلى أن هذه القضايا لا توجد بمعزل عن بعضها البعض، فهي مترابطة بشكل عميق وتتطلب استجابة شاملة، مشيرة إلى أن إفريقيا تقف عند مفترق طرق محوري، رغم ما قطعته من خطوات مهمة في توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية، والحد من عبء الأمراض المعدية، وتحسين صحة الأم والطفل.
وفي هذا الإطار، تحدثت الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان، في كلمتها عن مبادرة رئيس الجمهورية "الألف يوم الذهبية" لتنمية الأسرة المصرية" التي تم إطلاقها في عام 2023، مؤكدة أن صحة الأمة وازدهارها مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بقوة وصمود أسرها، من خلال ربط الحقوق الإنجابية للوالدين بحقوق كل طفل بمفرده في الرعاية المثلى طوال الألف يوم الذهبية الأولى من عمره، وتأهيل الأسرة على الاختيارات المدروسة، استعدادا للحمل والمباعدة بين الحمل لمدة 3-5 سنوات والتي تؤمن 85% من صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية، بالإضافة إلى تمكين الأسر من خلال برامج متكاملة تشمل التغذية والتعليم والوقاية من تعاطي المخدرات وهذا يزود الأسر بالمعرفة والموارد والدعم الذي تحتاجه، لتحقيق النجاح في جميع أبعاد العافية، وكسر حلقات الفقر، والنتائج الصحية السيئة، وإعاقة التنمية البشرية.
ونوهت إلى أن تدخلاتنا التغذوية، لا تركز على معالجة نقص المغذيات الدقيقة فحسب، بل على تعزيز الأمن الغذائي، والتنوع الغذائي، والممارسات الزراعية المستدامة، وألا تقوم مبادراتنا التعليمية بتعليم الأساسيات فحسب، بل تعمل على تمكين الشباب بمهارات التفكير النقدي والكفاءات الاجتماعية العاطفية، ومحو الأمية الصحية لاتخاذ خيارات مستنيرة.
وتابع الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن نائب الوزير أشارت في كلمتها إلى اتباع نهجًا يتمحور حول الصحة العامة - نهج ينظر إلى تعاطي المخدرات والسلوك الإجرامي ليس فقط كقضايا تتعلق بإنفاذ القانون، بل كظواهر اجتماعية معقدة تضرب بجذورها في عوامل مثل الفقر والصدمات النفسية والعنف ومحدودية الفرص.
كما أشارت نائب الوزير إلى أن عدد سكان العالم، وصل إلى 8 مليارات نسمة في عام 2022، ورغم تراجع معدل النمو السكاني العالمي إلى أقل من 1% عام 2020، فمن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050، ومن المتوقع أيضًا أن يصل عدد سكان مصر إلى 160 مليون نسمة، وهو ما يتطلب المزيد من الجهد لتحقيق التقدم على المستويين طرفي المعادلة والاستثمار الأمثل في رأس المال البشري.
وأكدت أن جمهورية مصر العربية، تولي أهمية كبيرة للقضايا السكانية والتنمية البشرية، ونحن نؤمن إيمانا راسخا، بأن الاستثمار في صحة ورفاهية المواطنين، هو استثمار مثمر في مستقبلنا، انطلاقا من الحق الدستوري للمواطن المصري المنصوص عليه في المادة 41، والتي تلتزم الدولة بتحقيق التوازن بين معدلات النمو السكاني والإمكانيات المتاحة لمواردها، وتعظيم الاستثمار في الطاقة البشرية وتحسين خصائصها، في إطار تحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، أطلقت الحكومة المشروع القومي لتنمية الأسرة عام 2022، للسيطرة على النمو السكاني وتحسين نوعية حياة الأسرة المصرية، كما أطلقت الدولة المصرية الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية 2023 وتركز هذه الاستراتيجية على محاورها الستة: ضمان الحقوق الإنجابية، وتعزيز الاستثمار في رأس المال البشري، والتعليم والتعلم، وتحقيق التوازن بين معدلات النمو السكاني والتنمية الاقتصادية للقضاء على الفقر، وتطوير التعليم، بالإضافة إلى موضوعات تتعلق بالشباب والحوكمة والحفاظ على البيئة.
وتابعت "الألفي": من شأن المنظور الحقوقي للملف السكاني، لمبادرة الألف يوم الذهبية، أن يحقق نقلة نوعية من خلال خفض عدد وفيات المواليدو الرضع، بالإضافة إلى تحسين الخصائص السكانية، وفي قلبها صحة المرأة مع التنشئة المثلى للأطفال، ورفع الوعي السكاني، بدءًا من مشورة ما قبل الزواج وحتى مرحلة الطفولة المبكرة، وذلك لتحقيق التوازن بين معدل النمو السكاني والتنمية الاقتصادية.
وأكدت أن وزارة الصحة والسكان تدعو القارة الإفريقية بأكملها، إلى الاستفادة من مبادرة الألف يوم الذهبية، من أجل تنمية الأسرة الأفريقية، والصحة النفسية والجسدية للأطفال الأفارقة، خلال الألف يوم الأولى من حياتهم، مشيرة إلى أن ذلك يتماشى ويدعم الأهداف المحددة في أجندة إفريقيا 2063 وعلى وجه التحديد، تهدف الخطة إلى ضمان أنه بحلول عام 2063، سيتمكن كل مواطن في جميع أنحاء القارة الأفريقية من الحصول على رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة، وهذا ما تطرحه مصر اليوم لأجندة إفريقيا 2063.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن هذا النهج الشامل والمتكامل هو المفتاح لتنمية الصحة الحقيقية والمستدامة في جميع أنحاء إفريقيا، فعندما نستثمر في رفاهية النساء والأطفال والمجتمعات اليوم، فإننا نضع الأساس للتغيير التحويلي للغد، ويتطلب هذا التعاون عبر الحدود، وتبادل المعرفة، والالتزام الثابت بوضع رفاهية جميع الأفارقة في محور الاهتمام، ولعلنا قادرون على بناء مستقبل ينعم فيه الجميع بالصحة والرخاء والفرص.