النصب بـ«الميه والهوا»..
«النبأ» تخترق العالم السرى لحجز شاليهات وفنادق وهمية عبر الإنترنت
النصب بـ«الميه والهوا»..
«النبأ» تخترق العالم السرى لحجز شاليهات وفنادق وهمية عبر الإنترنت
مافيا الشاليهات الوهمية.. ضحايا عشاق البحر يروون قصص خداعهم والاستيلاء على أموالهم
كلام في الهوا وكارنيهات مضروبة.. نكشف ألاعيب مافيا الإعلانات الوهمية للإجازات الصيفية
سحر الإعلانات.. مارينا والساحل الشمالي وراء السقوط فى فخ «الميه والهوا»
قصة القبض على متهم بالنصب وإدارة صفحات «وهمية» لبيع شاليهات فى الساحل الشمالى
ضبط متهم متخصص فى «التكويش على شقى العمر» بدعوى شراء شاليهات «برخص التراب»
خبير نظم معلومات: 35% من الحسابات الإلكترونية «مزيفة ووهمية»
خبير مالى: احذروا التعامل مع أى مواقع غير موثوقة لحجز الشاليهات خلال عطلة الصيف
محامى: الحبس 3 أشهر وغرامة 30 ألف جنيه عقوبة النصب على المواطنين إلكترونيًا
شهد قطاع السياحة، خلال السنوات الأخيرة، ظواهر جديدة من الاحتيال والنصب، مما أثر سلبًا على تجربة المصطافين، ومع ارتفاع الطلب على الشاليهات والفنادق، ظهرت أساليب جديدة تمارس من قبل النصابين، وتعتمد هذه الأساليب على استغلال الثقة والرغبة في قضاء إجازة صيفية ممتعة.
ويعتبر حجز المصايف عبر الإنترنت من الأنشطة الشائعة التي يسعى الكثيرون للاستفادة منها، ولكن مع تزايد هذا الاتجاه، ظهرت مشكلة الاحتيال وسقوط الضحايا في فخ الشاليهات والفنادق الوهمية.
وترصد «النبأ»، خلال السطور التالية، أبرز وقائع النصب على المصطافين والأساليب التي يستخدمها المحتالون للإيقاع بضحاياهم وكشف العالم السري لعصابات النصب على المواطنين الراغبين في حجز الشاليهات والفنادق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
شلة نصابين على «فيس بوك»
قرر خالد أيمن قضاء إجازة صيفية بصحبة أسرته وبدأ رحلة البحث عن مكان للتأجير بالساحل الشمالى وانضم إلى بعض الجروبات الخاصة بإيجار الشاليهات والشقق المصيفية، وطلب تأجير شاليه يسع 5 أفراد فى فترة الصيف، وانهالت عليه الرسائل والعروض من قبل العشرات من المعلنين والسماسرة والوسطاء، ومن ضمنها سيدة تتحدث بلباقة وتعرض خدماتها فى إيجار شاليه أو اثنين بفرش وتشطيبات فندقية لم يستعمل بإحدى قرى الساحل التى تتمتع بجميع الخدمات المصيفية رفيعة المستوى، مدعية أنها تعيش خارج مصر ولم تستخدمهم وأن أحد موظفيها سيتواصل معه لتلقى العربون المطلوب لليلة كاملة.
واستكمل «خالد»: «حسيت من كلامها أنها سيدة محترمة وبنت ناس»، مضيفا أنه طلب منها الاتصال بالموظف للتفاوض معه على قيمة العربون لضخامة المبلغ المطلوب، مشيرا إلى حقه في التأكد من هوية الموظف المشار إليه قبل دفع العربون.
وتابع: «طلبت دفع قيمة الإيجار كاملة عند استلام الشاليه ومعاينته بعد الوصول للقرية، وبالفعل اتصلت بالموظف الوهمي الذي كان شريكا للسيدة في عملية النصب، وحاول بشكل كبير إقناعي بدفع مبلغ 5000 جنيه تحت الحساب لضمان حق شريكته ـو المالكة المزعومة فى حجز الوحدة وعدم تأجيرها لشخص آخر، وتوصلت معه لحل وسط بإرسال نصف القيمة المطلوبة ودفع باقي قيمة الإيجار بالكامل عن الوصول والاستلام وبالفعل أرسلت المبلغ عبر محفظة الكاش».
وقال «خالد»، إن ليلة السفر اتصل به كثيرا لكى يتفق معه على مكان الاستلام أو المقابلة ولكنه لم يجب واستقل السيارة بصحبة أسرته على أمل أن يرد عليه فى الطريق ولكنه لم يجب إلى أن وصل بالفعل إلى أبواب القرية ولكنه لم يصل له وشريكته أغلقت هاتفها، وأدرك أنه وقع فريسة للنصب من قبل هذه العصابة وتقدم بعدة بلاغات وحرر عدة محاضر ولكن لم تؤد إلى نتائج.
رحلة عذاب
وروت رنا طلعت، قصة تعرضها لمحاولة نصب، مشيرة إلى أنها أرادت أن تقوم بحجز إحدى الشاليهات بقرية فى الساحل الشمالى وتواصلت مع سيدة كانت تعرض صور شاليه صف أول على البحر بسعر مغر وتدعي أنه ملك لها وبعد أن تواصلت معها هاتفيا طلبت منها تحويل 2500 جنيه كحجز مبدئي.
وقالت «رنا»، إنها وافقت بالفعل وعندما طلبت منها إثبات شخصية أرسلت لى صورا من كارنيهات القرية وصورة بطاقة شخصية لسيدة أخرى ادعت أنها والدتها، وهو ما جعل الشك يتسلل إلى قلب الضحية، متابعة: «قبل أن أتوجه لإرسال المبلغ طلبت من إحدى صديقاتى أن تتصل بنفس السيدة وتطلب حجز نفس الشاليه فى نفس المدة، وهنا قالت لها إن الشاليه متاح بالفعل وهو ما أكد شكوكى وأيقنت أنها نصابة محترفة، واتصلت بها وواجهتها بفعلتها فقالت لم يتصل بى أحد».
وكشفت رنا طلعت، عن تعرض زوجها هو الآخر للنصب حال حجز شاليه بالساحل الشمالي، قائلة: «النصاب طلب تحويل مبلغ 2000 جنيه وأرسل لزوجي صور كارنيهات وبطاقات شخصية واتفق معه على الميعاد وبالفعل توجهنا للساحل وعند وصولنا للقرية اكتشفنا أننا وقعنا في فخ آخر، وظللنا طوال اليوم نبحث عن شاليه آخر بعد أن تكبدنا تعب يوم شاق جدا علينا وعلى الأطفال والأهل الذين رافقونا فى رحلة العذاب نتيجة قيام عصابة محترفة تتاجر بأحلام أسر كاملة في قضاء إجازة صيفية مريحة ينسون فيها مشقة وتعب سنة كاملة».
وأكدت «رنا»، أن ما يتم الآن من عمليات نصب أصبح منتشرا بشكل كبير وبطرق احترافية، حيث إنها اعتادت أن تذهب للمصيف دون أن تقوم بإرسال أموال مسبقة أو حجز مبدئى أو ما إلى ذلك من «تقاليع» وهو ما يعد بابا مفتوحا للايقاع بالضحايا والنصب عليهم، كما أن إرسال الأموال عن طريق «كاش» لا يثبت حق أي ضحية لأن الأموال تصل للنصاب في مكانه ولا تتمكن الضحية من التعرف عليه أو الوصول إليه، محذرة كافة المصطافين بتوخي الحذر قبل إرسال عربون أو أي مبالغ مالية لأشخاص دون سابق معرفة لكي يتجنبوا الوقوع فى مثل هذه المواقف.
كلام في الهوا
وتروي «منى نصير»، معاناتها مع شركات السياحة التي تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بإعلاناتها، قائلة: «كنت أبحث عن رحلة ترفيهية بصحبة أسرتي لقضاء بضعة أيام في أحد فنادق الغردقة وبالفعل تواصلت مع شركة تدعى هارف مون للسياحة واتفقت معهم على أن يكون سعر الفرد 4700 جنيه بالانتقالات بإجمالي مبلغ 57000 جنيه للأسرة بأكملها وكان الاتفاق من خلال مكالمات صوتية ورسائل مرسلة وطلب مني مندوب الشركة دفع مبلغ 16 ألف جنيه عن طريق «فودافون كاش» أو «إنستاباي»؛ لتأكيد جدية الحجز ولكن طلبت منه التوجه لفرع الشركة وأخذ إيصال بالمبلغ وعندما ذهبت إلى فرع الشركة بجسر السويس فوجئت أثناء دفع المبلغ المتفق عليه أنه يطالبني بدفع مبلغ 400 جنيه على كل فرد ثمن الانتقالات، وعلى الفور واجهتهم بالرسائل المرسلة لي وأخذت فلوسي ومشيت».
واستكملت «منى»: «لجأت على الفور لشركة أخرى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي واتفقت معهم على كل شيء وبالفعل ذهبت في اليوم المحدد للفندق الذي تم الاتفاق عليه لأجد أن كل الكلام المتفق عليه لا أساس له من الصحة من حيث موقع الغرف ومستوى الخدمة وعندما حاولت الاتصال بهم لتغيير الغرف لم يهتموا بكلامي لأنهم بالفعل أخذوا فلوسهم».
نصاب محترف
وتقوم الأجهزة الأمنية بجهود ضخمة للسيطرة على ظاهرة النصب على المصطافين الراغبين في حجز شاليهات وفنادق خلال فصل الصيف عبر الإنترنت.
وفي هذا الصدد، نجحت أجهزة الأمن في القليوبية، في ضبط متهم بإدارة عدد من الصفحات الإلكترونية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، للنصب والاحتيال على المواطنين بقصد الاستيلاء على أموالهم.
وأكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة، إنشاء وإدارة شخص لعدد من الصفحات الإلكترونية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وقيامه بالنصب على المواطنين، بزعم منحهم شهادات دراسية في العديد من المجالات وكذا ترويجه لوجود شاليهات للبيع والإيجار بالساحل الشمالي على خلاف الحقيقة، وقيامه بإقناع ضحاياه بطرق احتيالية بتحويل جزء من المبلغ المالي المتفق عليه كعربون على محافظ مالية مربوطة على أرقام هواتف محمولة مختلفة بقصد الاستيلاء على أموالهم.
عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، وبحوزته جهاز «حاسب آلي»، وهاتف محمول، بفحصهما فنيًا تبين أنهما يحتويان على العديد من الدلائل التي تؤكد نشاطه الإجرامي، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
شاليهات للبيع برخص التراب
تمكنت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بقطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من كشف ملابسات ما تبلغ من عدد من المواطنين بتضررهم من تعرضهم لوقائع نصب واحتيال، من خلال تدشين أحد الأشخاص العديد من الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن إيهام ضحاياه بتوفير حجز شاليهات بأسعار مختلفة والتواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتحصل منهم على مبالغ مالية عن طريق خدمة تحويل الأموال بإحدى شركات الاتصالات.
وبمواجهته، اعترف بارتكابه للوقائع المنوه عنها بقصد النصب على المواطنين لتحقيق مكاسب مالية، وأن المبالغ المالية المضبوطة بحوزته من متحصلات نشاطه الإجرامي.
سحر الإعلانات
ويرى المهندس مصطفى أبو جمرة، خبير نظم المعلومات، أن عمليات النصب الإلكترونى انتشرت، ومعدلات الجريمة عبر الإنترنت زادت فى السنوات العشر الماضية.
وحذر «أبو جمرة»، من الانسياق وراء الإعلانات الكاذبة، مؤكدا أن 35% من الحسابات الإلكترونية «مزيفة ووهمية»، حسب تقديره، حيث ينشئ البعض صفحات على «فيس بوك»، ويبدأ ترويج منتجات معينة، ثم يستدرج الضحايا للحصول على الأموال، مقابل بيع الوهم لهم، خاصة أن الدفع أحيانًا يتم عن طريق «فيزا كارت».
وأوضح «أبو جمرة»، أن المنصات العالمية غير مسئولة عما يحدث عليها من تفاعلات ومحتوى، وأنه فى عالم الذكاء الاصطناعى النصب سوف يكون أكثر ضراوة وحنكة، لأنه يضيف العديد من الأدوات الحديثة من إمكانية فبركة الأصوات والصور وحتى الشخصيات.
ومن جانبه، قال الدكتور جمال جودة الخبير المالي، إن ما يحدث من عمليات النصب على المصطافين ما هو إلا تجارة بأحلامهم وطموحاتهم، متابعًا: «أصبح هناك ابتكارات وإبداعات فى النصب على المواطنين، كما أن الخدمات المالية المتصلة بالهواتف المحمولة جعلت الأمر أسهل بكثير على المحتالين فى الحصول على الأموال، حيث انعدم التعامل وجها لوجه وبالتالى أصبحت المهمة أسهل وأسرع».
وأكد أن ارتفاع أسعار الشقق المصيفية والشاليهات جعل الكثيرين يلجأون إلى التأجير؛ لأنه يعد أقل تكلفة ويحقق ما يتمناه جميع أفراد الأسرة فى الحصول على مكان مناسب بمبلغ زهيد مقارنة بمبالغ الشراء أو التملك فى قرى الساحل الشمالى.
ونصح «جودة»، المصطافين بتوخى الحذر عند القيام بتأجير مكان أو شاليه من خلال مواقع غير موثوقة وأن إرسال الأموال لا يتم إلا بعد معرفة الأشخاص ومقابلتهم بشكل شخصى، مشيرا إلى أن الساحل الشمالى والقرى السياحية مليئة بالشاليهات التى تعرض للإيجار ولكن من يريد الحصول على شيء لا بد وأن يبذل جهدا من أجله وذلك يتطلب السفر ورؤية المكان ثم التعاقد عليه؛ من أجل التأكد من جدية المالك، والاطلاع على كافة الأوراق التى تثبت ملكيته بالقرية.
وفى نهاية حديثه، أكد أن التعاملات المالية من أكثر التعاملات التى تتطلب الدقة والحذر وأن يتمكن المالك والمستأجر من اتخاذ كافة الضمانات لحفظ حق كل منهما، لافتًا إلى أن عمليات النصب لا تتم إلا باستغلال الأشخاص معدومى الخبرة أو من ليس لديهم سابق تعامل فى مثل هذه الأماكن وبذلك يكون فريسة سهلة لمثل هؤلاء.
عقوبة النصب الإلكتروني
وأكد المحامي أشرف ناجي، أن المتهم يجد سهولة في كسب المال عن طريق الإنترنت من خلال استدراج الآخرين والتفنن في إقناعهم حتى يستولى على أموالهم، دون معرفته بأن ممارساته يعاقب عليها القانون، وتصل العقوبة للحبس والغرامة المالية.
وأضاف «ناجي»، أن القانون حدد عقوبة رادعة لكل من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في الاستيلاء على أموال الآخرين، وحدد عقوبة يواجهها النصاب الإلكتروني هي الحبس 3 أشهر وغرامة مالية تبدأ من 30 ألف جنيه، أو يعاقب المتهم بإحدى العقوبتين.
وأوضح أن كل من استغل أو انتفع من خدمات الاتصالات دون وجه حق، يعاقب بالحبس فترة لا تقل عن 3 أشهر، وغرامة مالية، مضيفا أن الغرامة تبدأ من 10 آلاف جنيه، وتصل لـ50 ألف جنيه.