رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

علي الهواري يكتب: هل أحمد حسام ميدو قرآني؟

علي الهواري يكتب:
علي الهواري يكتب: هل أحمد حسام ميدو قرآني؟

أثار نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، أحمد حسام ميدو، الكثير من الجدل خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن نشر صورة له عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، أثناء تأدية مناسك العمرة، وقد ظهر على جسده بعض الأوشمة، مما دفع بعض المصريين للتساؤل عن حكم أداء العمرة ورسم الوشم على الجسد.

وقد رد ميدو على هذه الانتقادات وهذا الجدل، مؤكدا عدم وجود آية في القرآن تحرم ذلك.

وأضاف نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق،: "أنا مدلولي الأول والأخير لحرمانية أي شيء من المصحف، لا يوجد شيء حرمه الله ولم يحرمه في كتابه الكريم".

فهل ميدو يقصد أنه لا يعترف سوى بالقرآن الكريم فقط كمرجعية دينيه له، وبالتالي هو لا يعترف بالسنة النبوية المطهرة أو الفقه الإسلامي أو ما يصدر من علماء الدين السابقين واللاحقين، أو من الأزهر الشريف، وبالتالي هو يعتنق فكر القرآنيين؟.

الأزهر يحرم الوشم.. من كبائر الذنوب

حرَّم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية الوشم «التاتو» للرجال والنساء.

ووصفت الفتوى الوشم بأنه "من كبائر الذنوب".

واستثنى المركز، وهو أحد هيئات الإفتاء التابعة للأزهر، حالتين فقط من ذلك وهما أن يكون الوشم علاجا لأحد الأمراض، أو مرسوما بمواد يسهل إزالتها مثل الحناء.

وقالت الفتوى التي نشرت في بيان على فيسبوك: "صورة الوشم (التاتو) المعاصرة تكون بإدخال أصباغ إلى طبقات الجلد الداخلية بوخز إبرة موصولة بجهاز صغير، يحمل أنبوبا يحتوي على صبغة ملونة، وفي كل مرة تغرز الإبرة في العضو الموشوم تدخل قطرة صغيرة من الحبر إلى طبقات الجلد الداخلية وتختلط بالدم، ومن ثم يبقى أثر هذه العملية مدى الحياة، أو يظل مدة 6 أشهر فأكثر".

وأوضح البيان أن حكم الوشم في الإسلام هو "الحرمة". وقال إن "بعض الفقهاء عد الوشم كبيرة من كبائر الذنوب"، وأكد أن الحكم الفقهي "يشمل الرجال والنساء على السواء".

وأضاف البيان أن "الوشم ينقل الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم كفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، ومرض نقص المناعة البشرية (الإيدز)، في حال تلوث الآلات المستخدمة".

من هم القرأنيون.. بعض ما قاله علماء الأزهر عنهم؟

القرآنيون كما يقول العلماء وفقهاء الشريعة، هم تيار فكري يرى أصحابه الاكتفاء بالقرآن الكريم وحده لتبيان أحكام الشريعة وقضايا الدين، ويرفضون السنة النبوية ويرون أنها ليست وحيا بل اجتهادا بشريا من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). فمن هم القرآنيون؟ ولماذا يرفضون السنة؟

ويعرف العميد السابق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر محمد سالم أبو عاصي القرآنيين بأنهم جماعة أو أفراد يكتفون بالرجوع إلى القرآن الكريم فقط، وينكرون السنة النبوية كلية، وهو تيار له جذور وتاريخ منذ العهد النبوي. وقد تنبأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) بأن هناك بعض الناس سينكرون السنة النبوية، إذ قال (صلى الله عليه وسلم): "يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل ما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه".

ويوصف أبو عاصي القرآنيين بأنهم تيار هامشي وفردي ولم يكن مذهبا أو مدرسة عامة، ويتركز خصوصا في الهند وأوروبا، ولا يوجد منهم تيار عام على مستوى الوطن العربي، مضيفا أن بعض الحداثيين أو العلمانيين يتبنون هذا التيار.

وتابع أن القرآنيين يتمسكون ظاهرا بالقرآن، في حين يتمسكون باطنا بإنكار القرآن، وأن هدفهم هو القضاء على الشريعة الإسلامية، لأن من ينكر السنة ينكر البيان، وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم لم تُحدد الدلالة فيها، وإنما حددت السنة النبوية هذه الدلالة، ففي قوله عز وجل {وأحل الله البيع وحرّم الربا}، فإن الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو الذي بين البيوع المحللة وتلك المحرمة، وهو الذي بين الربا وأصناف الربا في الحديث.

ويرى العميد السابق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر أن "من ينكر السنة هو منكر للقرآن الكريم ومنكر للوحي الإلهي كله".

وأكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الجماعة التي تسمي نفسها بالقرآنيين، لم تكن وليدة اللحظة، فقد بدأت في ستينيات القرن الماضي، وهذه الجماعة لاتعترف بسنة النبي المصطفى ﷺ، وإنما تعترف بالقرآن الكريم فقط.

وشدد عضو مجمع البحوث، أن هذه الجماعات تتنافى مع العقل والمنطق فإذا كانت الكتب السماوية بمثابة الدساتير، فإن الرسل بمثابة القوانين، فهم التطبيق العملي للوحي الذي أُنزل عليهم، ولذا لا يجوز لأي شخص إنكار معلوم من الدين بالضرورة.

ولفت الدكتور الهدهد، إلى أنه لا يجوز على أي شخص آمن بالقرآن الكريم أن ينكر سنة المصطفى ﷺ، فقد قال" ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ "، وقال المولى عز وجل: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾.

من جهته، قال الدكتور عطا السنباطي، عميد كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة: "لقد انتشرت الشبهات انتشارا واسعا في زماننا هذا، وللأسف هذه الشبهات لها سلبيات كثيرة، حيث أنها إذا تشربها العقل وامتصتها النفس كان من الصعب، بل من المستحيل استخراجها، فالشبهة إذا جرت على عقل فارغ أفسدته.

وشدد عميد كلية الشريعة والقانون، أن هؤلاء القرآنيون حجتهم واهية، لأنهم ينكرون ما أقره الله سبحانه وتعالى حيث قال﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ فالمقصود (بالكتاب) في الآية الكريمة هو القرآن الكريم، و(الحكمة) هو النبي ﷺ.

ويقول الدكتور حسن القصبي، وكيل كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر بالقاهرة، إن علاقة القرآن الكريم بالسنة النبوية المطهرة علاقة وثيقة، لا يمكن الفصل بينهما ولا يمكن الاستغناء عنها، وأهم هذه العلاقات أن السنة النبوية أكدت ما جاء في القرآن الكريم، وشارحة لما فيه، فجاءت مفصِّلة لمُجمله.

وأوضح وكيل كلية الدراسات الإسلامية، أن السنة النبوية فصلت ماجاء في قوله - تعالى-﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ فقد بيّن النبي ﷺ عدد الصلوات وعدد ركعات كل منهما، وكيفية إقامتها، كما بيّن إيتاء الزكاة وفضلها، وغيرها من أمور الدين، مشيرا إلى قوله - تعالى - ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ فقد بيّن النبي ﷺ كيفية القطع والترتيب في القطع بتكرار السرقة.