رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مسابقات ملكات جمال تشترط تخلى الفتيات عن ملابسهن.. ومليون جنيه لشراء اللقب

سامح عاطف
سامح عاطف

يعتقد البعض أن مسابقات ملكات الجمال تُظهر متسابقات يتمتعن بالعديد من الصفات التي تليق بحمل هذا اللقب، ومع ذلك شهدت الفترة الأخيرة جدلًا واسعًا حول هذه المسابقات والمهرجانات، بعد الكشف العديد من الأسرار المتعلقة بكواليس العمل في الخفاء.

وبدورها، التقت «النبأ» برئيس مهرجان Miss Nile بنت النيل، الإعلامي سامح عاطف الذي فجر العديد من المفاجآت حول وجود مهرجانات مدفوعة الأجر للحصول على لقب ملكات جمال، وكشف لنا عن قائمة أسعار المشاركة في تلك المسابقات.

سامح عاطف في حواره مع النبأ

وكشف رئيس مهرجان Miss Nile بنت النيل، الإعلامي سامح عاطف، عن أن هناك العديد من المهرجانات التي تحمل اسم "ملكة جمال" تطلب مبالغ مالية طائلة لكي تتمكن الفتاة من الحصول على هذا اللقب، مشيرًا إلى أنه قد سمع العديد من القصص التي روتها له بعض الفتيات عند انضمامهن إلى المسابقة التي يديرها، حيث يصبن بالهلع والخوف من طلبات مسئولي تلك المسابقات.

وقال: «لقد رأيت بأم عيني في مسابقات، دون ذكر أسمائها، أن البعض يدفعون تحت الطاولة مبالغ تتراوح بين 500 ألف جنيه إلى 2 مليون جنيه».

وأضاف أن هناك العديد من رجال الأعمال والأثرياء يشترون لقب ملكة جمال لبناتهم بأموالهم كهدية، مما يصيب الفتيات اللاتي يشاركن في تلك المسابقات بالإحباط بسبب افتقار هذه المسابقات للمصداقية.

وتابع «عاطف»، قائلًا إن الفتيات اللاتي يحصلن على لقب ملكة جمال "بالأموال" لا يمتلكن التأهيل النفسي أو المعنوي ولا الخبرة الكافية للمشاركة في هذه المسابقات، ولا يحافظن على اللقب، فكل ما يهمهن هو الظهور والشهرة فقط، للحصول على التاج والشال، ليقولوا "أنا ملكة جمال" دون أي معنى حقيقي وراء ذلك.

وفيما يتعلق بانتشار هذه النوعية من المسابقات في مصر، كشف سامح عاطف، عن أن هناك العديد من الأشخاص الذين يقيمون مهرجانات تحت أي مسمى ثم يحولونها إلى مسابقة لجذب الأنظار والشهرة، وهذا يضر بسمعة المهرجانات والمسابقات المعروفة التي استمرت على مدار سنوات طويلة بمشاركة عدد كبير من نجوم الفن والإعلام.

وأضاف: «مع انتشار تلك المهرجانات، أصبحنا نشعر بالاشمئزاز».

مهرجانات السبوبة

وأشار سامح عاطف، إلى أن هذه المهرجانات تُقام تحت مسمى مسابقات، وتجمع أشخاصًا غير معتادين على مثل هذه الفعاليات، فيما يصفه بظاهرة "السبوبة"، وعلى الرغم من أن البعض قد لا يحقق ربحًا ماديًا من تلك المهرجانات، إلا أنهم يسعون فقط للشهرة والظهور، وذلك على حساب العديد من الفتيات اللاتي يشاركن في هذه المسابقات، بعضهن يدفعن مبالغ طائلة، والبعض الآخر يعتمدن على مقومات شخصية تجعل منهن وجهة محتملة لشيء معين، ومع ذلك لا يجدن لهن مكانًا في هذه النوعية من المسابقات.

وروى سامح عاطف موقفًا حدث له مع إحدى الفتيات في الموسم الماضي، حيث كان الفرق بينها وبين زميلتها درجتين فقط، بعد أن تم اختيارها كملكة، وضمن لجنة التحكيم كانت الفنانة إنجي خطاب وشخصية تونسية أخرى، وقد رفضتا فوز تلك الفتاة، ومع أن الفرق بين الفتاتين كان بسيطًا، إلا أن لجنة التحكيم رأت أن الفتاة الأخرى بملامحها الطبيعية والنيلية كانت تستحق اللقب، بناءً على ذلك، لم يخالف عاطف قرار لجنة التحكيم، مؤيدًا رأيهم في أن هذه الفتاة تستحق اللقب بجدارة.

وأوضح سامح عاطف قائلًا: «في مسابقة Miss Nile أو بنت النيل التي أترأسها، أقول دائمًا في تصريحاتي الصحفية ولقاءاتي التلفزيونية أنني لا أبحث عن ملكات جمال بالمعنى التقليدي، بل أبحث عن فتاة تمثل بنت النيل، وأحرص على اختيار فتيات من مختلف الطبقات الاجتماعية لخلق مزيج متنوع يعكس تنوع المجتمع، وكنت الوحيد الذي يقيم فعاليات كل 6 أشهر، حتى في فترة جائحة كورونا، ولكن قررت، مؤخرًا، أن أُقيم المهرجان سنويًا لتزيد حماسة الجمهور المهتمين بهذه الفعاليات».

وأضاف عاطف: «جاءتني فتاة فائقة الجمال من مسابقة كبيرة وشهيرة لكنها لم تفُز، وطلبت الانضمام إلى مسابقة بنت النيل، حينها قلت لها: 'أنتي أجنبية، وعيناكِ ملونة، ولن تكوني مناسبة كبنت النيل لأنكِ قد تُظلَمين بسبب معايير المسابقة"، بعض المسابقات تختار الفتاة الجميلة أو اللبقة أو ذات القوام الممشوق أو التي تتقن اللغة الإنجليزية، لكن مسابقة بنت النيل لها معايير خاصة، ويجب أن تتمتع الفتاة بملامح نيلية، مثل الفتاة السمراء النيلية، في إحدى الدورات، اخترنا فتاة من أسوان، بالإضافة إلى مشاركات من مختلف المحافظات، لخلق تنوع في المسابقة».

وعن معايير الاشتراك في مسابقات ملكات الجمال، أوضح «عاطف»، أن الفتاة يجب أن تكون على قدر عالٍ من الثقافة والرقي؛ لأنها ستمثل مصر في العديد من المناسبات، مشيرا إلى أن المهرجانات والمسابقات المدفوعة التي تحدثنا عنها سابقًا تهتم أكثر بالفتاة التي تتخلى عن ملابسها وتكون «منفتحة» بشكل مفرط، لكن علينا أن نعرف أن عاداتنا وتقاليدنا ليست كالغرب، وليس علينا تقليدهم في كل شيء.

مهرجانات تحت السلم لا تخضع للرقابة ولا تحصل على تصاريح

وأوضح سامح عاطف، أنه لا توجد رقابة على هذه المهرجانات في مصر، وأنه بالرغم من وجود نقابة للمهن التجميلية التي تشمل الماكياج والفوتوجرافر، والتي انضمت معًا، مؤخرًا، إلا أنه لا يوجد ملف خاص بإدارة المهرجانات في الرقابة على المصنفات الفنية.

وأضاف أن «مهرجانات تحت السلم» لا تحصل على تصاريح ولا تخضع لأي نوع من الرقابة، هذه المهرجانات تُقام في فيلات وقاعات أفراح، وهو أمر لا يليق بمستوى الفعاليات التي ينبغي تنظيمها.

وطالب سامح عاطف، بتصنيف المهرجانات وإرسال لجنة مختصة لمراقبة وفحص تلك المهرجانات، وناشد الجهات المسؤولة عن تنظيم المهرجانات في مصر أن يتم إنشاء جهة مختصة لإقامة المهرجانات، تمامًا كما توجد نقابات للمهن التمثيلية والموسيقية والتجميلية، ويجب أن تكون هناك نقابة خاصة بالمهرجانات ومسابقات ملكات الجمال في مصر لضمان تنظيم هذه الفعاليات بشكل لائق واحترافي.