رئيس التحرير
خالد مهران

بمساعدة المسعفين.. سيدة تضع مولودين توأم داخل سيارة الإسعاف

المسعف بلال عيد
المسعف بلال عيد

واقعة فريدة واستثنائية، شهدت فصولها قرية الحمام التابعة لمركز ناصر بمحافظة بني سويف، واقعة قد تحمل عشرات العناوين التي تضج بمعاني التفاني والإخلاص والحرفية والمهنية التي صارت سمة مميزة لأطقمنا الإسعافية بكافة ربوع مصر.

مع نسمات الصباح الأولى وفي تمام الساعة 9 صباحًا وعبر خطنا الساخن 123 تلقت هيئة الإسعاف استغاثة من سيدة تقطن بقرية الحمام بمحافظة بني سويف، داهمتها آلام المخاض بشكل مفاجئ، لتنساب البيانات مباشرة من غرف القيادة والتحكم عبر أجهزة اللاسلكي إلى بلال عيد، وسيد مصطفى طاقم سيارة الإسعاف كود 4152 والتي تتبع تمركز حياة كريمة الإسعافي بقرية الحمام.

انطلقت سيارة الإسعاف لتشق بصوتها المميز ذلك الهدوء الصباحي الذي يسود القرية، في رحلة قصيرة استغرقت 8 دقائق فقط، لتعلن عن وصولها لموقع الاستغاثة عبر صرير مكابحها القوي، ليتبعه مباشرة إسراع طاقمنا الإسعافي صوب باب المنزل وقبل أن يطرقوا باب المنزل، اندفعت السيدة صاحبة الاستغاثة وقد حملها أهلها صوب سيارة الإسعاف، ليسرع المسعف بتهدئتهم وطمأنتهم، وعلى الفور أسرع سيد مصطفى المسعف ليمسك بمقود سيارة الإسعاف مسرعًا صوب مستشفى الجامعة ببني سويف، وفي كابينة سيارة الإسعاف والمخصصة كوحدة عناية مركزة سارع المسعف بلال عيد، بتركيب جهاز قياس العلامات الحيوية ( Monitor)، وما هي إلا لحظات حتى بدأت السيدة في وضع مولودها بشكل عاجل.

وعلى الفور بدأ المسعف في توجيه الأم وارشادها للولادة بشكل طبيعي، و-بالفعل- تمكنت السيدة من وضع مولودها، وسارع المسعف بلال عيد الذي بلغ عقدة الخامس من العمر وقد خط الزمان في وجهه ملامح السكينة والهدوء والخبرة بقطع الحبل السري للطفل، وتحفيز الطفل وتجفيفه والتأكد من سلامة علاماته الحيوية، ليهدأ ويبدأ في التقاط أنفاسه في أعقاب ذلك، وقد علت وجهه ابتسامة اكتسبها من وجه ذلك الوافد الجديد، وهنا تقطع والدة الطفل تلك اللحظات التي اختلسها المسعف، لتخبره بأنها حامل بطفلين توأم، خبرًا مفاجئًا كان كفيل باستعادة المسعف لكامل نشاطه وحيويته، ليضع المولود الأول بيد جدته، ويبدأ الجولة الثانية بذات الوتيرة وبنفس الخطوات، لتضع السيدة مولودها الثاني وهو في كامل صحته.

مشهد غريب احتضنت فعالياته كابينة سيارة الإسعاف، مشهد كان مزيجًا ما بين كلمات التهاني وبكاء الطفلين الذي ملأ جنبات سيارة الإسعاف. لينسدل المشهد على سيارة الإسعاف باستقبال مستشفى الجامعة ببني سويف.

وقال المسعف بلال عيد: "بلغت عامي الثالث والخمسين، وأدرك جيدًا أن عملي رسالة قبل أن يكون وظيفة، يكفني تلك الدعوات التي تنهال علي عقب مشاركتي في إغاثة مصاب أو مريض، عايشت مئات الوقائع الإسعافية، لكن ولادة توأم هي واقعة استثنائية، السيدة وضعت صبيًا وفتاة".