رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حفلات تخرج «رقص وهيصة» تحت قبة الحرم الجامعي وخارجه بمباركة بعض الأساتذة

حفلات تخرج «رقص وهيصة»
حفلات تخرج «رقص وهيصة» تحت قبة الحرم الجامعي وخارجه

حالة غضب شديدة تشهدها أوساط المجتمع الجامعي، وانتقلت إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي من أولياء الأمور وغيرهم، بعدما شهدت السنوات الأخيرة تجاوزات «فجة» في حفلات تخرج طلاب الجامعات، إلا أن حالة الجدل بشأنها كانت دائمًا تمر، إلى أن بدأت تشهد أروقة الجامعات حفلات تخرج بعض الطلاب، بالكيفية ذاتها التي تُقام بها تلك الحفلات في قاعات خارج الحرم الجامعي، والتي تصل إلى رقص الطلاب على أغاني المهرجانات قُبيل تسليم الأساتذة الحضور شهادة التخرج للطالب، الأمر الذي أغضب الكثيرون ووصفوه بـ«المهزلة» وعدم احترام للأساتذة ولا للجامعة.

قرار وزاري

قُبيل نحو أسبوعين، قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إجراء تحقيقات عاجلة في المخالفات التي شهدتها بعض حفلات التخرج لطلاب الجامعات والمعاهد، على خلفية انتشار مقاطع فيديو تظهر رقص الطلاب بشكلٍ مبالغ فيه أثناء بحضور بعض أساتذة الجامعات، بالحفلات التي تُقام داخل الحرم الجامعي أو خارجه، وكان آخرها واقعةطالب جامعة الزقازيق الذي رقص قبل صعوده؛ لتسلم شهادة تخرجه من أساتذته، ما دفع الجامعة للتحقيق بالواقعة.

المتحدث باسم وزارة التعليم العالي الدكتور عادل عبدالغفار، أكد أنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات المقررة قانونًا تجاه كل من شارك في تنظيم وإدارة هذه الحفلات من مستويات المنظومة كافة؛ على مستوى أعضاء هيئة التدريس والإداريين والطلاب، ووصف ما يحدث في بحفلات التخرج، بالخروج عن القيم والأعراف الجامعية، مؤكدًا أن المجلس الأعلى للجامعات سيناقش المسألة خلال اجتماعه المُقبل للتوصل لحل بشأن الأزمة.

قرار الوزارة جاء استجابة لمطالبات قطاع كبير من أساتذة الجامعات، لها وللمجلس الأعلى للجامعات، بضرورة التدخل للحفاظ على هيبة الحرم الجامعي والأساتذة.

شكوى للوزير

7 أغسطس الجاري، رفع أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة الدكتور محمد كمال، مذكرة إلى وزير التعليم العالي، قال فيها إن أمورًا غير لائقة تتعارض مع الدين والقيم والعادات والتقاليد تشهدها حفلات التخرج التي تُقام خارج الجامعات، التي يرقص خلالها الطلاب على المهرجانات والأغاني الشعبية بطريقة مبتذلة، ونُبرئ الجامعات منها لأنها تُقام خارجها ودون إذنها، إلا أن الأمر وصل إلى تنظيم مثل تلك الحفلات داخل إحدى الجامعات، ورقص الطالب خلالها على أغنية شعبية، في حين انتظره الأساتذة للانتهاء من وصلة رقصه؛ لتسليمه شهادة تخرجه وتكريمه، ما يمثل خرقًا واضحًا لقدسية الحرم الجامعي.

عدم إقامة حفلات تخرج خارج أسوار الجامعات، يُستخدم فيها اسم الكلية أو الجامعة، والتعامل قانونًا مع كل من يفعل ذلك سواء أكان الطلاب أو الشركات المُنظمة لمثل تلك الحفلات، على أن يتم تنظيم حفلات التخرج داخل الجامعة بعد إعلان النتيجة عن طريق إدارة الكلية أو الجامعة، ويتم خلالها تكريم الأوائل، والتزام الطلاب والأساتذة بالزي الرسمي؛ وفقًا لجدول زمني للحفل، وفي حالة إقامة فقرات ترفيهية لا بد أن تتناسب مع الحضور والحرم الجامعي، وألا تتعارض مع القيم الثقافية والدينية، عبر منع أي أغانٍ مخلة وإخراج الطلاب الذي يرقص خلال الاحتفال، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه، كما يجب التحقيق مع أي عضو هيئة تدريس يشارك بفعاليات تخالف، الضوابط المُشار إليها، سواء خارج أو داخل الجامعة، حسبما اقترح «كمال» في مذكرته، التي رفعها إلى وزير التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات، وكانت أحد أسباب قرار الوزارة.

الطامة الكُبرى أن الجامعات تضطر إلى قبول ما يجري بحفلات التخرج، لعدة أسباب، أبرزها السعي إلى تعظيم مواردها الذاتية، فضلًا عن معيار الطلاب والخريجين للحصول على الجودة، والذي يُلزم الجامعة بإقامة حفلات تخرج للطلاب، ومع انعدام ميزانية تضطر الجامعة أو الكلية تأجير مسارحها للطلاب، والقبول بأي تجاوزات.

واقع مرير

ويحكي أحد أساتذة الجامعات لـ«النبأ الوطني»، رفض ذكر اسمه، واقعة -تُثبت «خانة اليك» التي وقعت فيها الجامعات بشأن حفلات التخرج-، عندما رغب في تنظيم حفل تخرج لإحدى الدفعات وعرض المسألة على إدارة الكلية، التي اقترحت عليه الاتفاق مع رئيس اتحاد الطلبة، والذي بدوره يقوم بجمع قيمة تكلفة الحفل من الطلاب، ويتولى مسألة التنظيم، واشترط أن تحجز الكلية مسرح الجامعة باسم الكلية، ويتولى الطلاب دفع الرسوم.

رغب أستاذ الجامعة، حفل تخرج «لائق»، ويتم خلاله تكريم أوائل الطلبة والأساتذة المتميزين، وعمال وموظفي الكلية، إلا أنه فوجئ برفض الطلاب، مُعقبين: “دا حفلتنا واحنا اللي دافعين فلوسها واحنا نختار ندعي مين من الدكاترة لأن العدد محدود”.

قرر أستاذ الجامعة الانسحاب من القصة برمتها، بعدما تفاجأ بأن الطلاب “حطوا رجل على رجل واتشرطوا علينا” -حسب وصفهم- وفي النهاية أُقيم الحفل بالكيفية التي أرادها الطلاب.

وقبل أيام، ورغم الإجراءات التي أعلنت الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات اتخاذها تجاه المخالفين، تداول مستخدمو السوشيال ميديا فيديو يُظهر تقدم شاب لخريجة أثناء تكريمها بإحدى حفلات التخرج المقامة خارج الجامعة.