كيف تؤثر مشاكل الإدمان على الأطفال في المنزل؟
وجد تقرير جديد أن حوالي 1.6 مليون طفل يعيشون مع شخص بالغ تظهر عليه علامات الإدمان.
واكتشفت أيضًا أن الأطفال الذين يتعرضون لمشكلة الإدمان هم أيضًا أكثر عرضة بأربعة أضعاف لتجربة مشكلات الإدمان بأنفسهم.
ولكن كيف يؤثر التعرض لمشكلة الإدمان في المنزل على الأطفال؟
يوضح الدكتور مانبريت ظفار بوتيوال، عالم النفس المعتمد المتخصص في الإدمان السلوكي: "عندما يعاني أحد الوالدين من الإدمان، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغييرات كبيرة في ديناميكيات الأسرة، مما يؤثر على العلاقات والتواصل والتنظيم العاطفي، وهذا يمكن أن يخلق بيئة معقدة ومربكة للأطفال للتنقل فيها."
وبالتالي فإن النمو وسط العداء المتوتر، والذي غالبًا ما تسببه المقامرة، يمكن أن يكون له آثار قصيرة وطويلة المدى على حياة الطفل.
وقد يعاني الأطفال من الإهمال، وعواقب عدم الاستقرار المالي، والضيق العاطفي بسبب تركيز الوالدين على المقامرة بدلا من احتياجات الأسرة، وعلى المدى القصير، يمكن أن يؤدي ذلك إلى صراعات داخل الأسرة، حيث قد يعطي الوالد الأولوية لحاجته إلى الفوز على قضاء الوقت مع طفله.
ويمكن أن يظهر التأثير طويل المدى عندما يواجه الطفل صعوبات في تكوين علاقات صحية، وإدارة شؤونه المالية، وعيش حياة تنطوي على الاندفاع والتشويق والمكافأة الفورية.
ما هو السلوك الذي يمكن أن يلتقطه الطفل من أحد الوالدين؟
يعد الآباء قدوة مهمة، وغالبًا ما يسارع الأطفال الصغار، خاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن سبع سنوات، إلى تقليد سلوكياتهم.
وتلعب السنوات السبع الأولى دورًا أساسيًا في تنمية الطفل، حيث يتعلمون من بيئتهم الأساسية وهو المنزل، إنه في الأساس مخطط لكيفية تعاملهم مع حياتهم البالغة؛ لذلك، إذا أظهر البالغون سلوكيات محفوفة بالمخاطر في المنزل، فقد يميل الأطفال الموجودون إلى تقليدها.
وفي المدرسة الابتدائية، قد لا يفهم الأطفال بشكل كامل الآثار المترتبة على المقامرة، لكنهم قد يستوعبون السلوكيات المتعلقة بها كالمعتاد. على سبيل المثال، الوقت الذي يتم قضاؤه أمام الشاشات في ممارسة ألعاب مثل سحوبات "اللعب المجاني" المرتبطة ضمنيًا بالإدمان. وتكون الأسباب الكامنة وراء هذه التقليد غالبا ما تكمن في الرابطة العاطفية مع الوالدين والحاجة إلى القبول والتحقق من الصحة.
وهذا ما يفسر سبب كون الأطفال الذين ينشأون في منزل به مدمن هم أكثر عرضة لأن يصبحوا مدمنين هم أنفسهم.
ويمكن أن تُعزى دورة الإدمان هذه إلى سلوكيات التعلم، والصدمات العاطفية، والبيئة التي تصبح فيها المقامرة طبيعية، وبدون الدعم، قد يجد هؤلاء الأطفال أنفسهم يكررون الأنماط التي عاشوها في منازلهم.