3 وقائع في شهر..
لغز ارتفاع نسب جرائم القتل والتمثيل بالجثث بين المصريين
3 وقائع فى أقل من شهر..
مايو الأسود.. 3 جرائم قتل وتقطيع وتمثيل بالجثث في أقل من شهر
خبير نفسى: الجريمة تختلف حسب سلوكيات الجانى والموقف المحيط به
أستاذ علم نفس: تسليط الضوء على الجرائم البشعة خطر على المجتمع.. ومشاهدة العنف تولد عنفا عند مضطربى الشخصية
أيمن محفوظ: لايوجد عقاب على جريمة التمثيل بالجثث بعد الموت
استشارى طب نفسى: الشخصيات السيكوباتية لديها قدرات فائقة فى التخطيط والترتيب للجرائم وإخفاء الجثث
تعد جرائم القتل والتمثيل بالجثث من أخطر الظواهر التي تكررت في الآونة الأخيرة، وتسببت في إثارة الرعب والفزع في نفوس المصريين، كما تعد هذه الجرائم من أسوأ أشكال العنف التي شهدها المجتمع المصري، مما يثير تساؤلات حول دوافع الجناة وتأثير هذه الأحداث على المجتمع ككل.
وتدق «النبأ» ناقوس الخطر، خلال السطور التالية حول تلك الظاهرة المروعة، محاولة البحث من خلال تحليل الوقائع والمصادر الأمنية وكشف دوافع ارتكاب تلك البشاعة في جرائم القتل.
3 جرائم في أقل من شهر
ثلاث جرائم بشعة حدثت في شهر مايو الماضي، فلم يكتف فيها الجناة بقتل ضحاياهم بل تطور الأمر إلى تقطيع الجثث بشكل مفزع وإلقائها كوجبة دسمة للكلاب.
مسن يقتل جارته ويلقى جثتها للكلاب
في واقعة مأساوية بشهر مايو الماضي، أقدم مسن على قتل جارته المطلقة، حيث قطع جسدها وألقى جزءًا منه للكلاب، بينما احتفظ بالجزء الآخر في ثلاجته بمنطقة النهضة بالقاهرة.
تلقت أجهزة الأمن في مديرية أمن القاهرة إخطارًا من قسم شرطة النهضة، يفيد بتلقي بلاغ من عامل نظافة بالعثور على قدم بشرية ملقاة بجوار صندوق قمامة.
وأظهرت التحريات، أن القصة تعود لسيدة مفقودة، حيث أبلغ شقيقها عن تغيّبها عن شقتها منذ عدة أيام.
وأضاف أن شقيقته تعيش بمفردها مع ابنتها الطفلة بعد انفصالها عن زوجها.
وذكرت ابنة الضحية، أن والدتها طلبت منها مراقبتها من البلكونة، ولكنها سمعت صراخها واختفت بعدها.
وبتحقيقات الأجهزة الأمنية، تبيّن أن الجاني هو جارها نتيجة لخلافات بينهما، وعُثر على أجزاء من الجثة داخل ثلاجة المتهم، وتم القبض عليه وتحرير محضر بالواقعة.
الأب يقتل ابنته ويخفي الجثمان بالقمامة
في جريمة أخرى بشهر مايو الماضي، تجرد أب من مشاعر الإنسانية وقتل ابنته "آية" البالغة من العمر 15 عامًا بسبب شكه في سلوكها، ثم قطع جثتها إلى 6 قطع وتخلص منها في القمامة كوجبة للكلاب في منطقة بولاق الدكرور.
وأبلغ المقدم محمد نجيب، رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة، عن ورود بلاغ بالعثور على حقيبة مدممة داخل نفق ببولاق الدكرور.
وعند الانتقال لمكان البلاغ، وُجد جزءا من جثمان فتاة دون أطراف أو رأس، وتم نقله للمشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
خلال عملية البحث، عثرت أجهزة الأمن على الأطراف والرأس في أماكن متفرقة بجوار منطقة منشأة البكاري، وشُكل فريق للتحقيقات بالتعاون مع إدارة البحث الجنائي لتحديد هوية الضحية، التي تبين أنها تدعى "آية" 15 عامًا، وأن والدها هو من ارتكب الجريمة بسبب شكه في سلوكها.
سيدة تتخلص من جارتها وتقدم جثتها كوجبة للكلاب
وفي شهر مايو الماضي -أيضا- وقعت جريمة بشعة في نجع كفر عبود بمركز أبشواي، عندما قتلت سيدة في عقدها الخامس جارتها السبعينية وقطعت جثتها إلى أشلاء، لتتخلص منها كوجبة للكلاب بدافع سرقة قرطها الذهبي، مستغلةً بقاء المجني عليها بمفردها بعد وفاة زوجها.
تلقى ضباط مباحث مركز شرطة أبشواي بلاغًا من مواطن بالعثور على أشلاء آدمية في أرضه الزراعية.
وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى الموقع، وبدأت عمليات البحث بعد نقل الأشلاء إلى مستشفى أبشواي تحت تصرف النيابة العامة.
تزامن ذلك مع العثور على جزء آخر من الأشلاء، وبمراجعة بلاغات الغياب، تطابقت الأشلاء مع بلاغ اختفاء الحاجة "عائشة محمد صاوي" البالغة من العمر 65 عامًا، التي كانت مفقودة منذ 3 أيام.
بتشكيل فريق من الأمن العام وإدارة البحث الجنائي، توصلت التحقيقات إلى أن المتهمة "وداد م أ" البالغة من العمر 51 عامًا، هي من ارتكبت الجريمة، وتبيّن أنها قامت باستدراج المجني عليها وقتلتها وقطعت جثتها، معتقدة أن الكلاب الضالة ستتولى إخفاء آثار جريمتها.
وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية، تم ضبط المتهمة وتحويلها إلى مركز الشرطة.
قاتل الطالب إيهاب أشرف
وفي مايو الماضي، قضت محكمة جنايات المنصورة بالإعدام شنقًا لمدرس الفيزياء المتهم بالتخلص من الطالب "إيهاب أشرف عبد العزيز"، وشطر جسده إلى 3 أجزاء، وذلك بعد ورود رأى فضيلة مفتي الجمهورية.
وشغلت جريمة مقتل الطالب إيهاب "أشرف عبدالعزيز" البالغ من العمر16 عامًا، مكانة بارزة كأحد أبشع الجرائم التي شهدتها مصر، خلال العام الحالي، حيث تعرض الطالب للخداع من قِبل معلم الفيزياء، الذي قام بقتله وتقطيع جثته إلى ثلاثة أجزاء وتوزيع أشلائه في أماكن متفرقة.
تم العثور على جزء من جثمانه في شيكارة، وتم دفنه في جنازة مهيبة، حتى نجحت الأجهزة الأمنية في تحديد موقع باقي أشلاء الجثة.
كانت تفاصيل الواقعة تتمثل في تلقي مركز شرطة الستاموني بلاغًا من تاجر أدوات منزلية بغياب ابنه الطالب، الذي خرج لتلقي دروس في إحدى القرى المجاورة، وعند محاولة التواصل معه، أجاب شخص "مجهول" بأن المتغيب معه ويطلب فدية لإطلاق سراحه.
تم إبلاغ الأجهزة الأمنية من قِبل سكان إحدى القرى عن العثور على جوال بلاستيكي يحتوي على جزء من جثمان المجني عليه.
وبالتعاون مع قطاع الأمن العام، تم تشكيل فريق بحث وتحديد مرتكب الواقعة، وهو مدرس من نفس القرية، وتم ضبطه بعد استصدار الأذونات القانونية اللازمة.
سفاح التجمع
لا يزال الشارع المصري يعيش على وقع الصدمة مع تكشف مزيد من التفاصيل والتطورات بشأن ما بات يعرف إعلاميًا بقضية "سفاح التجمع"، المتهم بقتل 3 سيدات وإلقاء جثثهن في مناطق صحراوية بمحافظتي بورسعيد والإسماعيلية، إذ كشفت النيابة العامة بعضًا من اعترافات المتهم التي أكد فيها "اعتياده ممارسة أفعال غير مألوفة مع الضحايا".
وكشف المتهم في التحقيقات، عن أنه استدرج ضحاياه إلى شقته، واستخدم أدوات حادة لتعذيبهن، قبل قتلهن خنقًا، وأظهرت الفحوصات الطبية وجود آثار تعذيب على أجساد الضحايا، مثل الكدمات، والخدوش، والجروح، واعترف القاتل بارتكاب الجرائم، وقدم تفاصيل مرعبة حول كيفية تعذيبه لضحاياه.
وسرد ممثل النيابة العامة، في قضية «سفاح التجمع»، خلال مرافعته أمام هيئة المحكمة، أهوال ما اقترفته يدا المُتهم.
وأضاف ممثل النيابة العامة، أن المُتهم تعدى على المجني عليهن وحرماتهن، وعاملهن كالبهائم مسلوبة الإدراك، وقتلهن بأبشع طريقة، وقام بمُجامعة جثثهن، وشددت النيابة: «نعم جامع جثثهن، غير عابئ بحرُمة الموت، وفرغ فيهم شهوته، وترك جثثهن عرايا».
طفل شبرا الخيمة
تفاصيل مثيرة كشفت عنها تحقيقات النيابة العامة فى واقعة العثور على جثة طفل عمره 15 عامًا داخل شقة فى شبرا الخيمة، والتى بدأت بتصوير المتهم "لايف" مع متهم آخر بالكويت، وهو يقتل ويستخرج الأحشاء من الجثة ووضعها فى أكياس بجواره.
اعترف المتهم بـ قتل طفل شبرا الخيمة أمام النيابة العامة، أنه ارتكب الواقعة بطلب من مصري مقيم بدولة الكويت، كان قد تعرف إليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية، الذي طلب منه اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية مقابل مبلغ 5 ملايين جنيه.
وعقب اختياره لضحيته وعرضه عليه عبر تقنية الفيديو كول، طلب منه المذكور إزهاق روحه؛ تمهيدا لسرقة أعضائه البشرية، على أن يتم نقل عملية انتزاع الأعضاء عن طريق تقنية الفيديو كول" أيضا، وأخبره بأنه سيتم إبلاغه بالخطوات التالية عقب قيامه بذلك، إلا أنه بعد أن قام بتنفيذ ما طلب منه، كلفه بتكرار الأمر مع طفل آخر ليحصل على المبلغ المتفق عليه، إلا أنه تم ضبطه قبل قيامه بذلك، هذا ولم تعثر النيابة العامة بمعاينتها على أية تجهيزات طبية تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية.
فقء عين وتقطيع العضو الذكري
جثة مشوهة بعدة طعنات بالجسد والعينين وقطع بالعضو الذكري لشاب، أثارت الذعر بمنطقة أم بيومي في قليوب بمحافظة القليوبية، ليتبين لأجهزة الأمن أن وراء الجريمة شقيقتا وخالة المجني عليه.
الجثة المشوهة لشاب يدعى "عادل.ا.م" يبلغ من العمر 22 عامًا يعمل في صناعة تابلوهات الصور، فعندما عاد الوالدين من الصلاة في الكنيسة، اكتشفا جثة نجلهم الذي كان يجلس بمفرده داخل منزل الأسرة.
الجريمة ظلت لفترة كبيرة يحيطها الغموض، وقام ضباط المباحث بتفريغ كاميرات المراقبة بمحيط مكان الجريمة، وسؤال أسرة المتوفى وجيرانه، حيث كشفت الكاميرات توقف مركبة "توك توك" أمام منزل المجني عليه خرج منها سيدتان منتقبتان، صعدا لمنزل المجني عليه، ونفذا الجريمة ثم فرا هاربتين.
ألقت أجهزة الأمن القبض على سائق مركبة التوك التوك، وبمواجهته أقر أنه بالفعل قام بتوصيل السيدتين من جانب الطريق الدائري بمنطقة أم بيومي، وعند نزولهما طلبا منه الانتظار لإعادتهما لنفس المكان وبالفعل انتظرهما، مؤكدًا أن سيدة منهما فقط التي كانت تتحدث معه.
وتبين أن وراء ارتكاب تلك الجريمة البشعة التي باتت حديث القليوبية، هم شقيقتا المجني عليه "إيمان. ا. م" 17 عاما طالبة، و"روجينا. ا. م" طالبة، مقيمتان بذات عنوان المجني عليه، بالاشتراك مع خالتهما وتدعى "تريزا.ع.و" ونجلها "مينا.ع.إ"
وبمواجهتهم أقروا بارتكابهم الجريمة، على إثر قيام المجني عليه بالتعدي على شقيقتيه جنسيًا وأيضًا على خالته، فقرروا التخلص منه بالاتفاق مع ابن خالتهم، وانتظروا اليوم الموعود وقاموا بتنفيذ جريمتهم عقب ذهاب الأم والأب للصلاة، وتسللت الخالة ونجلها للصعود لمنزل المجني عليه، وقاموا بفتح الباب لهم، وقاموا بطعن المجني عليه بسلاح أبيض عدة طعنات متفرقة بالجسد والأعين وقطع عضوه الذكري.
تم تحرير المحضر رقم 4356 لسنة 2024 إداري مركز قليوب، وتولت النيابة العامة التحقيق، والتي أمرت بدفن الجثة عقب انتهاء الصفة التشريحية.
دوافع الجناة
في سياق متصل؛ قال الدكتور أحمد فخري أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، إنه منذ فجر التاريخ وجريمة القتل عبر العصور المختلفة تأخذ أشكالا من السلوكيات المتنوعة حسب طبيعة وسمات شخصية الجانى والموقف أو الحدث الذي تتم فيه أحداث الجريمة.
وأضاف «فخري»، أن هناك أسبابا متنوعة وعدة عوامل تدفع الجانى لارتكاب الجريمة فهناك دوافع اجتماعية خاصة بالثأر للشرف والعرض، وهناك دوافع اقتصادية بغرض السرقة وطمعا فى المجنى عليه للحصول على أمواله.
وتابع: «أما الناحية النفسية فهناك سمات وخصائص ترتبط بشخصية الجانى فهناك من يعانى من اضطرابات شخصية مثل اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع واضطراب الشخصية العدوانية».
وأضاف: «هناك اضطرابات عقلية تدفع بمرتكب الجريمة إلى ارتكاب أبشع الجرائم والدافع لديه يكون بعض الضلالات الفكرية أو الهلاوس السمعية التى تهيىء له بعض الأحداث الوهمية حول الضحية وأحيانا بعض الجرائم ترتكب بدافع الانحرافات الجنسية أو الأفكار المتعلقة بها».
واستكمل أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، أنه نجد أن هناك جرائم لا يكتفى الجانى بقتل الضحية ولكنه يشبع رغبته فى الانتقام من الضحية من خلال التلذذ بالتمثيل بالجثة بدافع الانتقام والعدوان المتجه تجاه الضحية فتسيطر عليه الرغبة العارمة فى التلذذ برغبة التمثيل بالجثة، كما لو أن هناك ثأرا لدى الجانى ورغبة للثأر لنفسه ولكرامته وللدوافع المكبوتة لديه.
وأشار إلى أن تسليط الضوء على مثل هذه الجرائم سلاح ذو حدين لما ينعكس على المجتمع فالبعض يزداد لديه الخوف والانسحاب والانطواء والنظرة التشاؤمية، وهناك من يتخذ من ذلك ذريعة لتنفيذ رغباته واللا مبالاة من القتل والعنف فمشاهدة العنف تولد عنفا لدى بعض الشخصيات المضطربة.
كما ناشد أستاذ علم النفس مؤسسات الإعلام بالتزام المهنية فى عرض مثل تلك الجرائم على أفراد المجتمع، خاصة المراهقين والأطفال وأهمية تسليط الضوء على أنواع العقوبات التى تقع على الجانى ورفض المجتمع لكل أشكال العنف داخل المجتمع.
ولفت إلى أهمية تسليط الضوء على الصحة النفسية والاضطرابات النفسية والشخصية والسلوكية التى تصيب الشرائح المختلفة فى المجتمع وكيف نكتشف تلك الاضطرابات سواء داخل الأسرة أو المدرسة أو الجامعة أو أماكن العمل وتقديم المساعدة اللازمة والتدخل الفورى مع تلك الشخصيات فى بدايات ظهور الاضطراب أو السلوكيات غير الطبيعية والتعامل معها بشكل تدعيمى أو تدخلى علاجى حتى نضمن سلامة وصحة أفراد المجتمع النفسية.
عقوبة التمثيل بالجثث
في البداية فجر أيمن محفوظ، المحامي، مفاجأة من العيار الثقيل مؤكدا أن العقاب يشترط على الجرائم التي تقع على النفس، حينما يكون جسد المجني عليه به حياة، ولكن بالموت أصبح الجثمان بلا حماية قانونية وهذا تطبيقا لمبدأ لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص.
وأضاف أنه يرى في تقديره الشخصي أن التمثيل بالجثث يعد فعل يمثل جريمة انتهاك حرمة القبور المؤثمة بنص المادة 160 من قانون العقوبات والعقوبة هي الحبس أو الغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين، حيث تنص على «يعاقب بالحبس وبغرامة لاتقل عن مائة جنيه ولا تزيد على خمسمائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين- وكل من انتهك حرمة القبور أو الجبانات أو دنسها، وتكون العقوبة السجن الذى لا تزيد مدته على خمسة سنوات إذا ارتكب أى من الجرائم المنصوص عليها فى المادة (160) تنفيذًا لغرض إرهابي».
وتشكل -أيضًا- جريمة إخفاء جثة طبقًا لنص المادة 339 عقوبات وتعاقب بالحبس أو الغرامة.
وشدد على أن معارضي هذا الرأي أكدوا أنه محاولة للنصوص العقابية في خلال الفراغ التشريعي ولكن السوابق القضائية وأحكام المحاكم المتواترة تؤيد وجود عقوبة على التمثيل بالجثث.
سر تمزيق جثث الضحايا
وقال الدكتور محمود أبوالعزايم، استشاري الطب النفسي، إن الشخصيات التي تقدم على ارتكاب الجرائم العنيفة، والتخلص من الضحايا عن طريق التمثيل بالجثث وتقطيعها نوعان، الأول الشخصية السيكوباتية والثاني صاحب الاضطراب الذهاني الحاد.
وأضاف: «الشخصية السيكوباتية هي شخصية مرضية، تتسم بعدة سمات منها: عدم الشعور بالذنب واللامبالاة وسرعة الغضب وعدم التحكم في الانفعالات إلى جانب العنف الشديد، ويقوم صاحب تلك الشخصية السيكوباتية، بالجرائم العنيفة دون الشعور بأي ضرر أو أذى نفسي، أثناء ارتكابه للجريمة، وحتى بعد الانتهاء منها، وعندما يتعرض الشخص للغضب يقوم بارتكاب أبشع الجرائم، بسهولة ويسر، مع قدرة فائقة في التخطيط والترتيب للجريمة والتخلص من الجثة وإخفاء الأدلة التي تدينه».
وتابع: «أما الشخصية الأخرى، فيعاني صاحبها من اضطراب ذهاني حاد، سواء بصورة مفاجئة نتيجة التعرض لضغط كبير، أو يعاني منه منذ فترة من الزمن بسبب عوامل الوراثة أو خلل في العقل، وتتسم تلك الشخصية بعدة سمات منها: التفكير المشوش والتردد وعدم التحكم في الغضب والميل للعنف إلى جانب الشعور بالذنب والاكتئاب».
واستكمل «عندما يتعرض الشخص الذي يعاني من الاضطراب الذهاني الحاد، لأحد المواقف التي تثير غضبه، أو ضغوطات عالية بسبب مشكلات الحياة يصبح خارج الشعور الإنساني الطبيعي، ويتعرض لنوبات غضب شديدة فلا يستطيع التحكم في نفسه وقد يقوم بارتكاب جرائم بشعة، نتيجة لشخصيته الضعيفة الهشة والتي لا تستطيع المقاومة، فلا تقوم بارتكاب الجرائم فقط بل تقوم بمزيد من العنف والتمثيل بالجثث».
وختم استشاري الطب النفسي حديثه قائلًا: «من يعاني من ذلك الاضطراب، بعدما يقوم بارتكاب الجريمة يشعر بالذنب بسبب فعلته، ويدخل في نوبات اكتئاب حادة، يصاب إثرها بالكوابيس والاضطرابات، وقد يقدم على الانتحار، ليتخلص من ذلك الشعور بالذنب، على خلاف الشخصية السيكوباتية».