خبير يكتشف علاقة بين المرض النفسي والتطور التكنولوجي
قد يُعزى ارتفاع حالات المرض النفسي في الدول المتقدمة إلى "المعدل المذهل" للتغير التكنولوجي، وفقًا لعالم الأحياء ريتشارد دوكينز.
وطرح المؤلف البريطاني الشهير وعالم التطور، النظرية القائلة بأننا نتطور ببطء شديد بحيث لا يمكننا مواكبة بيئتنا، مما يخلق خللًا في التوازن يعطل إحساسنا بالرفاهية.
وطرح النظرية في أحد البرامج الصوتية يوم الأحد، مرددًا سنوات من البحث الذي ربط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمرض النفسي أو الاكتئاب بين الشباب، من بين أمراض حديثة أخرى ترتبط بالتقدم التكنولوجي.
على الرغم من هذه المخاوف التي تبدو منطقية، إلا أن الجدل يحتدم حول العلاقة بين التقدم التكنولوجي ورفاهية الإنسان، حيث وجدت دراسة أجراها معهد الإنترنت في أكسفورد عدم وجود "دليل دامغ" يربط بين الاثنين.
وقال دوكينز: "من المؤكد أن المعدل الذي نتطور به وراثيا ضئيل مقارنة بالمعدل الذي نتطور به بشكل غير وراثي أو ثقافي".
وأضاف عالم الأحياء: "والكثير من المرض النفسي التي تصيب الناس قد تكون بسبب أننا في بيئة متغيرة باستمرار ولا يمكن التنبؤ بها، بطريقة لم يكن عليها أسلافنا".
لكن دوكينز - الذي عزز علاقة قتالية مع الاتجاهات الثقافية حول الجنس والمعتقدات الدينية وغيرها من المواضيع السياسية التي يرى أنها تتعارض مع المنطق العلمي المبني على الأدلة - كان متحفظًا في تأييد هذه النظرية بشكل كامل.
دراسة سريرية تثبت النظرية
يبدو أن دراسة دولية واسعة النطاق نُشرت في نوفمبر الماضي في مجلة علم النفس السريري، والتي استخدمت بيانات من مليوني شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و89 عامًا، تدعم حجة دوكينز للتفاؤل.
ووجد الباحثون، الذين ضمت مجموعتهم مليوني شخص من 168 دولة، ارتباطات أصغر مما كان متوقعًا إذا تسبب الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت في ضرر نفسي واسع النطاق.
كما نشر البروفيسور أندرو برزيبيلسكي، من معهد أكسفورد للإنترنت، الذي قاد البحث، دراسة مماثلة حول استخدام فيسبوك العام الماضي.
وفي تلك الدراسة، التي نُشرت في مجلة Royal Society Open Science، استخدم هو ومؤلفوه المشاركون بيانات حول معدلات القلق والاكتئاب وإيذاء النفس من عام 2000 إلى عام 2019 في حوالي 200 دولة، وترتبط من جهة بوسائل التواصل الاجتماعي.