أهالي الأقصر يحتفلون بالمولد النبوي بأكبر تجمع لسباق الخيول (صور)
انطلقت احتفالات أهالي الأقصر، اليوم الأربعاء، بالمولد النبوي الشريف بقرية منشاة العمارى بوسط مدينة الأقصر، والتى تنطلق مطلع شهر ربيع الأول من كل عام حتى صباح يوم المولد النبوي الشريف، والتى تتمثل في إطلاق مسابقة الخيول في الأقصر، ويشارك فيها المئات من الخيالة بالسباقات والعروض الليلة بخيولهم، والرقص على المزمار، وغيرها من عادات الخيول السنوية بالمولد، فى تقليد مستمر منذ عشرات السنين.
إنطلاق احتفالات المولد النبوي الشريف في الأقصر
ويقول لطفي العمارى، أحد أبناء قرية منشأة العمارى في الأقصر، لـ "النبأ الوطني"، إن القرية تشهد أجواء الاحتفالات المميزة بقدوم ليالي المولد النبوي الشريف بتنظيم حلقات التحطيب، والتي يتشارك فيها الكبار والشباب والأطفال وسط أجواء مبهجة ومميزة، بجانب تنظيم سباقات مرماح الخيول بمشاركة نجوم الخيالة من عائلات قرى ونجوع الأقصر ومحافظات الصعيد.
فيما يضيف محمد العمارى ابن منشأة العمارى، إنهم في قريتهم يحتفلون بسباقات مرماح تمتد لأكثر من 12 يومًا خلال المولد النبوى الشريف سنويًا، فى ليالي مبهرة عبر التسابق والاستعراض وصينية الخيول ورقص الخيول ليلًا، موضحًا أن أبناء البلدة يقومون بالتجهيز قبل دخول شهر ربيع الأول بشهر كامل، ومع دخول ليالي شهر مولد رسول الله يتم بصورة يومية منذ وقت العصر وحتى غروب الشمس تنظيم أكبر سباقات للخيول والمرماح والتحطيب داخل ساحة منشأة العمارى الكبرى في الأقصر، بحضور أعداد كبيرة من الضيوف من الشباب والأطفال والسيدات والفتيات لحضور أيام احتفالات المولد النبوى الشريف، حيث أن تلك الساحة أكبر مضمار لسباقات الخيول وتنفيذ العروض من نجوم الخيالة الذين يحضرون بخيولهم من الأقصر وكل محافظات الصعيد والوجه البحرى.
سباق الخيول عادة متوارثة منذ أكثر من 150 عاما
ويتابع أحمد جلال، أن عادة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف توارثها الأجيال في القرية منذ ما يزيد عن مائة وخمسون عامًا، حيث يبدأ المرماح من بعد صلاة العصر يوميًا ولمدة 12 يومًا هي مدة الاحتفال بالمولد النبوي، ويحتوى المرماح على عروض رقص للخيول، ومرماح وطابية ورهوان وعديد من فنون الاستعراض بالخيول، وأن هناك لعبة التحطيب، بخلاف وود سامر بليالي المولد، إضافة إلى الذكر والمديح.
ويشير شريف نبوي، إلى أن عيلة "العماري" تقوم باستضافة العديد من أصحاب الخيول العربية، من محافظات مصر المختلفة، ومن الوطن العربي، بصحبة خيولهم، حيث تقوم العائلة بتجهيز مكان استضافة خاص بالخيول العربية، خاصة أنهم من بلاد عربية ومحافظات بعيدة، وتأتى تلك الاستضافة بعد إرسال دعوات لرواد الخيول العربية من قبل عائلة العماري، ويتواجد بالمرماح العديد من الفوارس الذين تم تكريمهم في العديد من الفعاليات العالمية، ويقومون بعمل العديد من العروض الاستعراضية خلال الأيام الثلاث الأخيرة في المولد.
ويتابع محمد عمران، أن احتفالات المولد النبوي الشريف بقرية منشاة العماري، تمثل بهجة وفرحة المولد، إذ يجتمع الآلاف من الأهالي والأحبة والأقارب، يتبادلون التهاني، كما تمثل سوقًا شعبيًا يباع فيها مختلف الأشياء مثل حلوى المولد والأطعمة والألعاب للأطفال، والعصا، ومستلزمات الخيول وغيرها، كما توجد مدينة ملاهي صغيرة متنقلة للأطفال.
يؤكد أحمد حمادة، أن القرية تنظم في كل عام احتفالية المولد النبوي الشريف وتشهد توافد الخيالة من مختلف البلدان داخل المحافظة وكذلك خارجها، تتم دعوتهم مسبقًا لتلك الاحتفالية وهي عادة متعارف عليها بين الخيالة ويذهبون إلى أماكن المرماح أينما عرفوا، لافتًا أن المرماح عادة عربية أصيلة وكان الهدف منها في البداية هي تدريب الفرسان على فنون الحرب والترفيه ويعطي منظم المرماح الإشارة ليبدأ الفرسان في استعراض مهاراتهم من خلال الخيل.
ويشير عماد حسنى، إلى أن المرماح جزء من الاحتفالات حيث يتوافد الأشخاص من جميع البلدان وفي مكان فسيح بالقرية يجتمع اللاعبون والمحبين للعبة ويتواجد الجميع في حلقة كبيرة يستمتعون بمشاهدة ذلك النوع من الألعاب التراثية داخل المحافظة، مشيرًا إلى الخيل الذي يشارك في المرماح خيل مدرب من قبل ويشارك في تلك السباقات ويهتم صاحبه به حتي يستطيع أن يؤدي بالشكل المطلوب، كما أن الفارس يحتاج إلى التدرب والممارسة والمهارة اللازمة ولا يستطيع أي شخص أن يشارك في ذلك المرماح.