رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد مقتل "البيدجا".. كيف تساعد الأحداث الليبية على تهريب البشر من مصر؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت ليبيا مقتل “إمبراطور” تهريب البشر في ليبيا آمر الأكاديمية البحرية الليبية عبد الرحمن ميلاد المشهور بـ "البيدجا"، والذي ارتبط اسمه بتهريب البشر والنفط، بعد استهداف سيارته رميًا بالرصاص في منطقة صياد غرب العاصمة طرابلس، في حادثة أثارت توّترًا أمنيًا في مدينة الزاوية، وتتزامن مع الاتفاق لانسحاب الميليشيات من المواقع اللوجستية من العاصمة طرابلس وتسليمها لوزارة الداخلية، مما يثير التساؤلات حول تداعيات تلك الأحداث على زيادة الهجرة غير الشرعية ولا سيما للمصريين أو الوافيدن من مصر.

البيدجا ودوره في تهريب البشر

وكان "البيدجا" ضابطًا في خفر السواحل الليبي قبل ترقيته إلى رتبة آمر البحرية الليبية، لكنه واحد من أبرز وأخطر المهربين في ليبيا خاصةً في مدينة الزاوية، حيث اكتسب شهرة واسعة عابرة للحدود الليبية، بعد ارتكابه العديد من الانتهاكات بحق المهاجرين وتورطه في إغراق مراكبهم في عرض البحر فضلًا عن قيامه بعمليات تهريب النفط.

ويتزعم "البيدجا" ميليشيا مسلّحة تنشط في منطقة الزاوية، وهو مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي.

وفي يونيو  عام 2018 كان اسم “البيدجا” مدرجًا على قائمة تضم ستة أشخاص، فرض عليها مجلس الأمن الدولي عقوبات لضلوعهم في عمليات التهريب الواسعة النطاق، بعد ذيوع فيديو لمزاد لبيع المهاجرين الأفارقة كعبيد في ليبيا.
وفى سياق الغضب الدولي المؤقت، طلبت هولندا آنذاك، بدعم غربي - أميركي، من لجنة عقوبات مجلس الأمن فرض تجميد عالمي على الحسابات المصرفية للأشخاص الستة، ومنعهم من السفر دوليًا. 

وبعد اعتقاله من حكومة الوفاق في أكتوبر 2020 لضلوعه في الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والوقود، تم إطلاق سراحه في إبريل 2021، بعد أن تسبّب توقيفه في توترات أمنية في العاصمة طرابلس ومدينة الزاوية، في خطوة أثارت انتقادات واسعة وشكوكًا حول مصداقية القضاء وصرامته في مواجهة الجريمة المنظمة.

وعلى خلفية مقتله رميًا بالرصاص، خرجت تحشيدات عسكرية في مدينة الزاوية، كما أعلنت عدة ميليشيات مسلحة حالة النفير وتحركت نحو العاصمة طرابلس، كما تمّ إغلاق الطريق الساحلي، وسط مطالب بفتح تحقيق والكشف المتورطين في هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة.

وكالعادة أحيلت القضية إلى النائب العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، لكن «البيدجا» سرعان ما خرج في ظروف مثيرة للجدل.
وفيما وصفت بأنها «صفقة سرية مشبوهة»، بين رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، وميليشيات الزاوية، تم إطلاق سراح «البيدجا» بعد تهديدات موالين له «ضد قوة الردع الخاصة»، التابعة للحكومة في العاصمة طرابلس، وأفرج عنه بدعوى عدم كفاية الأدلة ضده، وتمت ترقيته إلى رتبة رائد.
وهكذا وعقب أسابيع فقط من الإفراج عنه بات لـ«البيدجا» أصدقاء في المجلس الرئاسي، مع وصول السلطة الانتقالية إلى الحكم، حيث ظهر مستقبلًا عضو المجلس عبد الله اللافي، أثناء زيارته للأكاديمية البحرية بجنزور.

ميليشيات طرابلس

بينما تلعب ميليشيات طرابلس دور هام  في تهريب البشر ويتوقع أن تزيد من نشاطها بعد الاتفاق السياسي الأخير في العاصمة الليبية، وأبرز الميليشيات المتورطة في تهريب البشر هي  مليشيا "الفار"، وهي مجموعة مسلحة ناشطة في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، كما يقود قائدها فرقة "الإسناد الأمني الأولى" التابعة لوزارة الداخلية، وهو من بين الشخصيات النافذة والشهيرة في الغرب الليبي، والمتهمة بارتكاب جرائم ترتبط بزعزعة الأمن والاستقرار، والمشاركة في مواجهات مسلحة لإشاعة الفوضى.

طريق الهجرة من ليبيا إلى مصر

ترتبط تلك الجماعات بموجات هجرة غير مسبوقة من مصر نحو ليبيا في محاولة لعبور الأطلسي نحو أوروبا، وعلى سبيل المثال في يونيو 2023،  تم ترحيل نحو 2200 مهاجر فقط من أصل أربعة آلاف عثرت عليهم قوات الأمن الليبية كانوا موجودين في ليبيا بشكل غير قانوني، حيث  جرى ترحيلهم إلى بلدهم سيرًا على الأقدام عبر الحدود البرية بين البلدين.

 

وعثرت القوات الليبية على أربعة آلاف مهاجر خلال مداهمات على مهربي البشر في أعقاب تبادل لإطلاق النار لها مع مهربين، مشيرًا إلى أنهم جرى ترحيلهم جميعًا.

كشف محمد الزبيدي أستاذ القانون الدولي في جامعة طرابلس الليبية، أن الحدود بين مصر وليبيا هي حدود طويلة وصحراوية ولم تنجح الحكومات الليبية المتعاقبة في أفضل أوقات استقرار ليبيا أثناء حكم الرئيس السابق معمر القذافي أن تضبط تلك الحدود.

واكد الزبيدي، أن الصحراء الليبية تشهد تحرك للكثير من الميليشيات خاصة التي تعمل في عمليات تهريب البشر، وتؤدي الصراعات في الداخل الليبي إلى نشاط تلك الجماعات بشكل كبير كمورد رزق لها.