روشتة على جمعة لإحياء ليلة المولد النبوي بطريقة شرعية
قدم الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، روشتة دينية لكيفية إحياء ليلة المولد النبوي بطريقة شرعية، حيث قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العلماء قالوا إن أول علامات دخول الإيمان في قلب المؤمن «رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام»، منوهًا بأنه إذا رأى أحدنا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام على هيئته التي وردت بالشمائل فإن ذلك يكون من البشرى،ولا يعني هذا أن الذي لم ير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على شر بل لم يبشر بعد.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال ماذا تفعل في ليلة مولد النبي وكيف ترى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في ليلة المولد النبوي الشريف؟، أن أهل العلم قالوا ونهاية هذا أن ترى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقظةً، يعني الأولى في الحلم والثانية في اليقظة، فمن رآه يقظةً ختم له بخير، فاللهم اجعلنا ممن يرون سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمامه أبدا..أمين، منوهًا بأنه في سياق الإجابة عن سؤال كيف ترى رسول الله في المنام وهل يمكن رؤيته –صلى الله عليه وسلم- في اليقظة؟، كان سيدنا المرسي أبو العباس دفين الأسكندرية يرى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقظةً دائما.
واستشهد بما ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة »، يعني قد يراني في اليقظة، ويعني قد يراني قبل وفاته، ويعني قد يراني يوم القيامة، ويعني يوم القيامة ولا نحجب عنه -صلى الله عليه وسلم- فيتشفع فينا ويقول: «يا رب أصحابي أصحابي»، إذن فبالنسبة لـ كيف ترى رسول الله في المنام واليقظة، فرؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما تنشأ من حضور القلب، ولذلك قالوا إذا ذكرت الله كثيرًا رأيت النبى -صلى الله عليه وسلم- في المنام، وكان سيدنا المرسي يقول: «لو غاب عني طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين»، لو غاب عني طرفة يعني معاه على طول.
رؤية الرسول في المنام
ورد عن رؤية الرسول في المنام ليلة مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسُنة النبوية الشريفة أنها حق أي أن رؤية الرسول في المنام حق خاصة إذا كانت لنبي الله -صلى الله عليه وسلم-، ومناطها إنما هو الصورة، وعن رؤية الرسول في المنام قال «جمعة»،إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى أن الله لا يقطع مدده عن المحسنين من عباده، وأن الله - سبحانه وتعالى - لا يزال ينزل رحماته على عباده، فعن رؤية الرسول في المنام، أشار إلى أنه لا يكون محسنًا إلا من كان من أمة المسلمين، ولا يكون محسنًا إلا من اتقى الله في السر والعلن، ولا يكون محسنا إلا من تورع عن حرمات الله، ولا يكون محسنًا إلا من ذكر الله كثيرا، فمن كانت هذه صفته بقيت المبشرات فيه ومنه وله؛ «فيه» بالرؤية الصالحة يراها، و«منه» حيث يذكر الله حين يرى، و«له» حيث يرى الناس الرؤى الصالحة له.
واستشهد بما روي أنه جلس النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى صحابته الكرام وقال لهم: « انقطعت النبوة فلا نبي بعدي ولا رسول»، تخيل الصحابة أن خبر السماء قد انتهى، وأن الوحي قد انتهى، وأن المرجع الأعلى -صلى الله عليه وسلم- لا يكون فينا، فشق ذلك على الصحابة وتكلم بعضهم مع بعض، منهم من يبكى، ومنهم من قد حزن حزنًا شديدًا، ومنهم من قد اعتزل الناس، عندما تصوروا أن هذا اليقين وأن هذه اللطافة والحلاوة سيحرمون منها خاصة بعد أن ينتقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى، ولذلك عندما انتقل -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى، قالوا: «أنكرنا قلوبنا»، تخيل نفسك وأنت قد انفتحت عليك أبواب السماء ورب العالمين يخاطب نبيه أمامك، وتخيل نفسك وقد أغلق عليك الباب، فشق ذلك على الصحابة، فسلاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «انقطعت النبوة وبقيت المبشرات»، قالوا وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: « الرؤية الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له».
وأضاف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلق الرؤيا على النظر؛ نظر البصيرة وعين البصيرة لا على السمع، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: «من رآني فقد رآني حقا، فإن الشيطان لا يتمثل بي »، نعم الشيطان لا يتمثل بسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مناما ولا يقظة، قال العلماء: علق النبي -صلى الله عليه وسلم- الرؤيا بالنظر والصورة والشكل، لا بالكلام والسمع.
وأشار إلى أن هناك بعض الأمور، وردت في باب المجربات عن الصالحين،لو فعلها الإنسان قد يمن الله سبحانه وتعالى بأن يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي أحد التراجم يذكر الإمام الذهبي، في ترجمة أحد الصالحين قيل الإمام مالك -رضي الله عنه- تقريبًا، قال كان يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كل ليلة، منوهًا بأن هذا ليس من فراغ وإنما من حبه لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
مجربات لرؤية النبي
ووردت مجربات لرؤية النبي في المنام وفيها أن هناك أهل الله يقولون أن هناك بعض السور، لو فعلها الإنسان قد يمن الله سبحانه وتعالى بأن يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي ما تُسمى المجربات، مثل قراءة سورة الإخلاص «قُل هو الله أحد» سبعين مرة، أو قراءة سورة «الكوثر» ألف مرة، أو «سورة المُزمل» 41 مرة، منوهًا بأن قراءتها تجعل الشخص يرى النبي -صلى الله عليه وسلم، وذلك بشرطين ألا يكون الإنسان بعيد عن هديه وقليل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم، لا يقترب خلقه وكرمه ومعاملاته عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، منبهًا إلى أنها ليست من باب الشرع، وإنما هي مجربات عن الصالحين، فعلوا ذلك ورأوا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقبل ذلك تعلقوا به وأحبوا سيرته وهديه، وانعكست أخلاقه على أخلاقهم وحياتهم.
أعمال ليلة مولد النبي
ورد أنه عن أعمال ليلة مولد النبي الشريف كان السلف الصالح يحيون ليلة المولد النبوي الشريف بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن، والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما نص على إحياء ليلة المولد النبوي الشريف غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي.