جدعون سامر خارج حسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي
نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التفاوض مع جدعون ساعر حول ضمه للحكومة، بدلًا من غالانت وزيرًا للأمن الإسرائيلي، مؤكدا أن التقارير بشأن مفاوضات لضم جدعون ساعر للحكومة غير صحيحة.
في شهر مارس الماضي، أعلن الوزير الاسرائيلي جدعون ساعر رئيس حزب "أمل جديد"، استقالته من الحكومة، بعد انقضاء مهلة منحها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضمه.
وفي شهر يوليو الماضي أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه، واستبداله برئيس حزب "أمل جديد"، جدعون ساعر.
ووفق التقرير، فإن نتنياهو يجري مشاورات حول هذا الموضوع خلال العطلة الصيفية للكنيست التي تستمر ثلاثة شهور.
فمن هو جدعون ساعر؟
ولد جدعون ساعر، عام 1966 في مدينة تل أبيب، من أب مهاجر من الأرجنتين وأم تعود أصولها إلى بخارى في أوزبكستان، وحصل على اللقب الأول بالعلوم السياسية، وكذلك لقب أول بالحقوق والمحاماة من جامعة تل أبيب.
التحق حين كان عمره 15 عاما بحركة "هتحياه" التي أسست في أكتوبر/تشرين الأول 1979، من خلال تحالف بين أعضاء سابقين في حركة "حيروت" -الحركة من أجل "أرض إسرائيل الكبرى"- و"غوش إيمونيم"، الحركة الدينية القومية غير البرلمانية التي شكلت الرافعة للمشروع الاستيطاني بالضفة الغربية وقطاع غزة.
انخرط ساعر بالخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي في عام 1984 ضابطا ومقاتلا في لواء النخبة للمشاة "جولاني"، وبسبب إصابته خلال تدريبات لعناصر اللواء انتقل لدورة تعليمية في الاستخبارات العسكرية، ليعود ثانية إلى لواء "جولاني" جنديا وضابط احتياط حتى الانتهاء من الخدمة العسكرية عندما كان في الـ 36 من عمره.
خاض تجربة العمل في الصحافة والإعلام لعقد من الزمن في العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، قبل أن يطرق باب الحقوق والمحاماة، وتزوج من المذيعة والصحفية الإسرائيلية غيولا إيفن، التي تنتمي بفكرها وأيديولوجياتها إلى معسكر اليسار الصهيوني، ولديهما طفلان، كما أن لديهما أولادا من زيجات سابقة.
عمل قبل دخوله المعترك السياسي ضمن حزب الليكود مساعدا للمدعي العام للدولة، وكان مساعدا للمستشار القانوني للحكومة، كما عمل سكرتيرا للحكومة.
انتخب لعضوية الكنيست عن حزب الليكود لأول مرة في أبريل/نيسان 2003، حيث تفوق على قادة الليكود في الانتخابات التمهيدية لقائمة الحزب للكنيست في عامي 2009 و2013، وما إن عاد إلى الحياة السياسية عام 2019، حتى انتخب ثالثا ضمن قائمة الليكود للكنيست عشية انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي.
كان رئيسا لائتلاف حكومة أرئيل شارون، ومن أبرز المعارضين لخطة فك الارتباط وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جانب واحد من قطاع غزة في عام 2005، كما أنه يؤمن بـ "أرض إسرائيل الكبرى"، ويعارض فكرة إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود الرابع من يونيو/حزيران بموجب القرارات الدولية.
شغل عدد من المناصب العليا منها، وزيرا للداخلية، ووزيرا للتربية والتعليم، عضوا في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية «الكابينيت»، خلال العدوان العسكري على قطاع غزة في عام 2012.
استقال من منصب وزير الداخلية عام 2014 ليتفرّغ لعائلته ثم عاد إلى الحياة السياسية عام 2017، وانتُخب في المكان الرابع ضمن قائمة مرشحي الليكود سنة 2019.
ومن أبرز مواقفه من الحرب على قطاع غزة، اتهم الوزير الإسرائيلي المتطرف جدعون ساعر، مجلس الوزراء الإسرائيلي بـ "سوء إدارة" الحرب على غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل تخسر الحرب مع حركة حماس.
وأشار ساعر في مقابلة مع القناة 12 الاسرائيلية إلى "تعديلات" في الهجوم العسكري على قطاع غزة. وقال "يوما بعد يوم نبتعد عن النصر(على حماس).. كان يجب أن ندخل معبر رفح منذ وقت طويل.. لا توجد خطة منظمة، وفقا لما أفهمه، لتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، ولا توجد سيطرة على دخول المساعدات الإنسانية".