رئيس التحرير
خالد مهران

حياة مترفة ووجوه متلونة.. اتهام شيخ طريق بالتحرش يكشف «سبوبة» وزيف بعض الدعاة

ثروات بالملايين للدعاة
ثروات بالملايين للدعاة تكشف زيف فتاويهم وتشدقهم بالزهد

«أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون» كلمات الله المحكمات في الآية 44 من سورة البقرة، أول آية تتبادر إلى أذهان الجميع لأنها تصف حال الكثير من رجال الدين «الدعاة» أو «المشايخ» الذين يفتون بما لا يعملون، أولئك الذين يحاولون الظهور بصورة الشيخ الزاهد التقي، ولعل أحدثهم حكاية أحد مشايخ الطريقة التيجانية الصوفية، الذي اشتعلت ضده مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية بعدما اتهمته إحدى مريديه القدامى، بالتحرش بها منذ طفولتها، ورغم دفاع مريديه عنه باستماته إلا أن فتبات أخريات تقدمن بشكاوى ضده يتهمونه خلالها بالتحرش بهم أيضًا، القصة أعادت إلى الأذهان واقعة ابنة الشيخ رمضان عبدالرازق، التي ظهرت قُبيل نحو أسبوعين في حفل زفافها بدون حجاب، وهو الذي أكد مرارًا أن من لم يُعلق على ملابس ابنته أو زوجته فهو مصاب في رجولته.

قائمة طويلة تتضمن دعاة كشفت الأيام تناقضاتهم، رغم محاولات خداع أتباعهم ومحبيهم عبر فتاويهم خلال لقاءاتهم بالفضائيات أو عبر حساباتهم بالسوشيال ميديا، أو في زواياهم، إلى أن سقطت الأقنعة -حسبما يصف الجمهور-

الصوفي المتحرش

هجوم كبير تعرض له شيخ الطريقة التيجانية «ص.م.ت»، بعدما كشفت إحدى الشابات تدعى خديجة خالد «متزوجة» الحديث عن تعرضها للتحرش من قِبله، منذ اتباعها وأهلها طريقته، وتحدثت عن تفاصيل مؤلمة قالت فيها أنه كان يرسل لها صورًا «إباحية» عبر الماسنجر، وأنه طلب منها أن تتواصل مع ابنه الذي يعيش بالخارج بدعوى التعارف للزواج، دون إخباره حتى بهدف تواصلها معه، واستمر ذلك التعارف لمجة 3 سنوات، وانتهى الأمر بأنه ارتبط بفتاةٍ أخرى.

قررت «خديجة» الحديث وكشف تناقضات الشيخ الذي لطالما يُصدر نفسه للعامة في صورة الشيخ التقي الورِع، الزاهد؛ لكشف الحقيقة وتحذير الناس منه، كجزء من خطة علاجها التي بدأتها، مؤخرًا، رغم مرور نحو 10 سنوات على الواقعة.

ما إن انتشرت القصة، وبدأ الجمهور يتحدث عن تناقضات رجال الدين، التي لم ولن تكون تلك آخرها -بحسب وصفهم- مُطالبين بض رورة محاسبته، وتطورت القصة بظهور فتيات أخريات إلى مؤسسة قضايا المرأة لتعرضهن إلى التحرش الجنسي الإلكتروني من الشيخ «ص.م.ت»، وطالبن المؤسسة بالتدخل القانوني لحمايتهن من التهديدات التي يتعرضن لها من قِبل مريديه.

التهديدات ذاتها التي تعرضت لها «خديجة»، والتي كان بعضها مادي وآخر معنوي، آخرها تدوين والدتها وتُدعى شيرين إمام، منشورًا، تقول فيه إنها لم تر إلا كل خير من الشيخ «ص.م.ت» منذ دخلولهم الطريقة التيجانية عام 2004، وأن ابنتها مريضة نفسية، وأنها أخبرتها سابقًا بالواقعة التي قررت كشفها للرأي العام، إلا أن الأم اعتبرت أن هذه مجرد هلوسة، خصوصًا وأن ابنتها صاحبة الـ21 عامًا آنذاك، كانت تُعالج من الاكتئاب بسبب قسوة والدها معها.

أزمة رجولة

غضب وهجوم شديد تعرض له الشيخ رمضان عبدالرازق من مستخدمي السوشيال ميديا بمختلف أطيافهم وتواجهاتهم، لم يكن لمجرد عدم ارتداء ابنته الحجاب بحفل زفافها، ولكن كان بسبب هجومه الشديد على آباء وأزواج غير المحجبات ووصفهم بأنهم منتقصي الرجولة، خلال العديد من الحلقات التي أطل فيها عبر التلفزيون.

استرجع المصريون للدكتور رمضان عبدالرازق، آرائه تلك وتداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قال فيها: “الراجل اللي الذي لا يُعلق على ملابس زوجته أو ابنته، وترك زوجته بمكياج صارخ، يبقى عنده أزمة في رجولته”.

لم يكن الشيخ رمضان، الداعية الأوحد الذي تناقضت أفعاله مع أقوله، وهناك قائمة طويلة من الدعاة الذين يسيرون على ذلك النهج، وبسببه تعرضوا للانتقادات أيضًا.

رشدي وجيهان

قبل عامين، تحديدًا في أغسطس 2022، انقسم الجمهور على الداعية عبدالله رشدي، بعدما قالت سيدة عراقية الأصل تُدعى جيهان جعفر، أنه حاول الاعتداء عليها بعدما أقنعها أن بالزواج شفهيًا، حتى يكون جلوسهما معًا في شقته بمنطقة العبور -حسب زعمها- يكون حلالًا ولا شُبهة فيه، الغريب أنه لم يرد على اتهاماتها له مُطلقًا، خصوصًا وأن اتخذت إجراءً قانونيًا ضده، ما دفع قطاع كبير من المصريين إلى تصديقها، واتهمه البعض -آنذاك- بالمتلون وأنه يقول ما لا يعمل، تخفيًا في ستار الدين، وحتى الآن لم يعلم الرأي العام خاتمة تلك القصة، سوى أن السيدة جيهان هذه غادرت مصر إلى حيث مسكنها بالسويد، وتزوجت.

هذا بخلاف انتقاد الكثرون للداعية عبدالله رشدي، لإجرائه زراعة شعر، في حين أنه يُحرم الوصل وارتداء الباروكة والنمص، بدعوى أنهم تغيير في خلق الله، في حين أنه أحل لنفسه زراعة الشعر معتبرها ليس تغييرًا في خلق الله -حسب وصفهم-

شعر حُسني

في إحدى الفترات، هاجم البعض الداعية مصطفى حسني، بعدما رأوه أجرى زراعة شعر، وانتقدوه لأنه حرَّم في فتاويه وصل الشعر وارتداء الباروكة والنمص، باعتبار أن تلك الأشياء تعد تغييرًا في خلق الله، وتساءل المنتقدون حينها، إذا كانت تلك الأشياء تغييرًا في خلق الله، فمن الاولى أن تكون زراعة الشعر كذلك.

وعلى مدار سنوات استطاعت أن تُغير في أسلوب الدعوة لدى الداعية مصطفى حسني، فتحول من التذمت إلى الوسطية، وهذا ما لاحظه الكثير من متابعيه، الذين رأوا أن سلوكه طريق التصوف كان له الفضل في ذلك.

الشعراوي والتداوي

الشيخ الشعراوي، سبق الجميع في تلك المسألة وله الكثير من الآراء الدينية في بعض المسائل، والتي خالفها في مسألة غسيل الكُلى والتبرع بالأعضاء وما إلى ذلك من الأمور الطبية، وحرَّم ذلك جملة وتفصيلة بدعوى أنها تطيل وتعرقل طريق المريض إلى لقاء ربه وأن الله من ابتلاه بالمرض فليس البشر أحن منه ربه عليه، وبرر تحريمه للتبرع بالأعضاء بأن الإنسان لا يملك جسده وغنما هو ملك لله، فلا يحق له التصرف فيه.

مُؤخرًا فطِن الكثيرون لبعض فتاوى الشيخ الشعراوي، منتقدين لجوءه إلى التداوي في بالخارج بعد إصابته بحساسية الصدر والربو، حتى أن الكاتب إبراهيم عيسى تحدث في إحدى حلقات برنامجه عن الأمر، مُستنكرًا ذلك التناقص.

زُهد زائف

التشدق بالزهد من قِبل بعض الدعاة كان مسار انتقادات أيضًا؛ خصوصًا وأنهم يعيشون حياة مُرفهة تصل إلى مرحلة البذخ وتصل ثروات بعضهم إلى ملايين إن لم يكن مليارات الجنيهات، بخلاف امتلاكهم أساطيل سيارات فخمة، خصوصًا مشايخ السلفية.

قصور الجندي

الداعية خالد الجندي، الذي يحدث المصريون عن ضرورة الصبر على الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، يعيش في «فيلا» فخمة بإحدى أرقى المناطق السكنية بالقاهرة، وفيلا أخرى بخلاف محل سكنه، وقصرًا في مدينة مارينا، فضلًا عن مصنعًا للجلود، وممتلكات أخرى تصل قيمتها إلى عشرات الملايين.

ثروة حسان

أما قائمة دُعاة السلفية الأثرياء زاعمي الزُهد، يتصدرها الشيخ محمد حسان، الذي لطالما أطل على الفضائيات متشدقًا بالزهد وداعيًا إليه، ومن خلال خُطب الجمعة التي كان يُلقيها في مساجد مختلفة، الغريبة أنه خلال انتقاله من وإلى المسجد تجده يستقل سيارة فارهة، ويلتف حوله مُريديه طمعًا في السلام عليه، قبل مغادرته إلى محل سكنه الفخم، وهو أحد الـ«فيلات» الـ6 التي يمتلكهم بمناطق أكتوبر وجمصة والعاشر من رمضان، بالإضافة إلى فلتين أخرتين في المنصورة، وأخرى في مدينة الشروق، ونحو 200 فدان، وأسطول سيارات مكون من 12 سيارة، ومزرعة وعدد من المنازل والعمارات، هذا بخلاف الأرصدة السائلة في عدد من البنوك، وفقًا لآخر تحديث للمعلومات بشأن ثروته عام 2022.

ملايين يعقوب

الداعية السلفي محمد حسين يعقوب أيضًا من الذين يمتلكون حياةً مُترفتة، رغم حديثه مرارً وتكرارًا عن الزُهد، ورغم ذلك يعيش بـ«فيلا» 4 طوابق بأكتوبر، ويمتلك سيارة «هامر»، بخلاف 5 مزارع، بينهم 3 مزارع على طريق الخطاطبة تصل مساحتهم لـ109 فدان، وأخرى على الطريق الصحراوي اشتراها بـ170 مليون جنيه، ومزرعة بمنطقة كُبري العلمين قيمتها 400 مليون جنيه، بالإضافة إلى امتلاكه 4 عمارات في منطقة أكتوبر تصل قيمتهم إلى ملايين الجنيهات، وأسطول من السيارات الفارهة، بخلاف أرصدته في البنوك.

الحويني والعقارات

وعلى نفس النهج يسير الداعية أو «المُحدث» -كما يُطلق على نفسه- أبوإسحق الحويني، الذي لطالما تحدث عن الزهد، فهو يمتلك عشرات من المزارع والعقارات، بخلاف عدد من الممتلكات بكفر الشيخ، ورغم أنه يعيش بدولة قطر حاليًا؛ إلا أنه يقوم يؤجِر ثروته العقارية بمصر، ويطل على الجمهور عبر قناته على «اليوتيوب»، والتي يتربح منها مئات الدولارات شهريًا أيضًا.