ارتفاع عدد المصابين بالحميات والكوليرا في السودان لأكثر من 13 ألفا
حذرت نقابة أطباء السودان ومنظمات صحية محلية ودولية من وضع كارثي في معظم أنحاء السودان في ظل تزايد انتشار الحميات والكوليرا التي ارتفع عدد المصابين بها إلى أكثر من 13 ألفا، مشيرة إلى حالات عدوى واسعة في أوساط الكوادر الطبية وصلت في بعض المستشفيات إلى 90 في المئة من العاملين.
ويعيش الملايين من العالقين في مناطق القتال والفارين في مناطق النزوح في جنوب وشمال وشرق السودان أوضاعا مأساوية في ظل انتشار مخيف للحميات والكوليرا، وشح كبير في المستشفيات التي خرج نحو 80 في المئة منها عن الخدمة بسبب القتال المستمر في البلاد منذ منتصف أبريل 2023.
وضع كارثي
قالت نقابة الاطباء السودانية إن الانتشار الكبير لحمى الضنك ينذر بوضع كارثي في ظل شح الأدوية والمحاليل الوريدية وارتفاع أسعارها، مشيرة إلى أن غرف الطوارئ تعاني من ازدياد الضغط عليها بسبب زيادة عدد المرضى بشكل عام من الكوليرا وكذلك عدد الحالات الطارئة.
وكشفت النقابة عن وضع مأساوي في أوساط الكوادر الطبية، وأوضحت “في مستشفى بشائر، أكبر وأهم المستشفيات بمنطقة جنوب الحزام بالخرطوم، تعاني أكثر من 90 بالمئة من كوادره الطبية تعاني من حمى الضنك والكوليرا، وبعضهم في العناية المكثفة لتلقي العلاج، مما استدعى إغلاق تام لعدد من أقسام المستشفى، مثل بنك الدم والعمليات والعمل، والطوارئ أيضا مغلقة منذ الثلاثاء الماضي”.
وأكدت النقابة أن الوضع في مناطق أخرى من ولاية الخرطوم، مثل منطقة الجريف غرب وشمبات وغيرهما، وكذلك في بقية الولايات المتأثرة بالأمطار والأوبئة بشكل عام مثل الكوليرا، لا يختلف كثيرا عن الوضع بجنوب الحزام، مضيفة “الوضع كارثي بمعنى الكلمة مع انهيار شبه كامل للخدمات الصحية”.
ونبهت النقابة إلى أن الوضع الصحي والغذائي والانساني في السودان يتطلب من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها القيام بواجبها على وجه السرعة، ويتطلب من المنظمات الصحية كالصليب الأحمر وأطباء بلا حدود وغيرها بذل المزيد من الجهود.
ووفقا لنقابة الأطباء، فإن الحميات والكوليرا يمثلان تحديا آخر للأزمة في السودان وللنظام الصحي المتهالك الذي يكافح أساسا مع زيادة معدلات سوء التغذية بين الأطفال، وارتفاع أعداد جرحى الحرب والحالات المنتظمة لأمراض يمكن الوقاية منها.