علي جمعة يوضح ما ينفع الميت بعد موته
ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف تقول السائلة: أخذت سبحة زوجي بعد وفاته ونويت أن يكون تسبيحي صدقة جارية على روحه فهل هذا جائز؟
وأجاب الدكتور علي جمعة قائلا: جائز ولا شيء فيه، مؤكدا أنه يجوز وهب ثواب كل الأعمال الصالحة للميت فهو يشعر ويفرح بها.
وتابع علي جمعة:"ما ينفع الميت بعد موته أمور كثيرة؛ فالميت يحتاج إلى المزيد من الحسنات والأجر والثواب، ولا يستطيع القيام بها سوى مَن بَعده؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم:- «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثٍ: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
ووقدم الدكتور علي جمعة، أفضل ما ينفع الميت بعد موته من الأعمال التى يصل ثوابها له.
أفضل ما يقدمه الإنسان للميت
1- الدعاء: الدعاء للميت بظهر الغيب من أفضل الأمور التي تنفع الميت، حيث يدعو الإنسان له بالرحمة والمغفرة، وأن يعفو الله عنه ويتجاوز عن سيئاته، وأن يرفع درجاته في الجنة.
2- الصدقة: هي من أفضل ما يقدم للميت، وتكون الصدقة بجميع أنواع المال من نقد وطعام وغيره.
3- قضاء ديون الميت: حيث يجب أن يبادر أولياء الميت وأقربائه إلى قضاء ديونه من ماله، فإذا لم يكن له مال سددوا دينه من أموالهم فكان ذلك نوعًا من أنواع الوفاء للميت.
4- قضاء ما فاته من الصيام: وهذا مشروع عن النبي- صلى الله عليه وسلم-؛ فمن توفي وكان عليه صيام فريضة أو كفارة أو نذر يشرع لأوليائه أن يصوموا عنه لأنَّ قضاء دين الله أحق بالوفاء، ولأنَّ هذا العمل مما ينفع الميت ويصله ثوابه.
فرحة الخلق بمولد النبي محمد
كما قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه عندما أتى سيدنا رسول الله ﷺ فرحت به كل الأكوان؛ الجماد.. النبات.. الحيوان.. الإنسان؛ فيا فرحة من آمن بالحبيب المصطفى ﷺ ويا سروره، وأظهرت الأكوان كلها حبها للنبي المصطفى ﷺ.
في منشئه وفي وجوده؛ يقول المصطفى ﷺ: (إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ. إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ) إنه يعلمه ويشاهده ويسمعه وهو يسلم عليه؛ تثبيتًا لفؤاده الشريف، وإكرامًا لمقامه عند ربه، وتدريجًا له ﷺ للاتصال بعالم الغيب، والنبي ﷺ أمسك حصى فسبح الحصى في يديه وأصله في الصحيح، ولكن زاد أبو نعيم في الدلائل، والبيهقي في الدلائل أيضًا -أن الحصى لما سبح بين يديه وسمعه أصحابه ناوله إلى أبي بكر، فسبح الحصى في يديه إكراما للحبيب ﷺ، وأرجعه إلى النبي فناوله إلى عمر، فسبح الحصى بين يدي النبي ﷺ في يد عمر وأرجعه إلى النبي ﷺ، فناوله إلى عثمان فسبح الحصى في يد عثمان بين يدي النبي ﷺ، ثم توزع الحصى على الصحابة فلم يسبح، والنبي ﷺ كان واقفا على أحُدُ وهو يقول لنا: (أحُدُ جبل يحبنا ونحبه).
وقد استجاب هذا الجبل الأشم في خضوع وطاعة لأمر حبيبه وسيده النبي ﷺ عندما ركله برجله الشريفة ﷺ لما اهتز أُحد به هو وأصحابه، فقد صح عن أنس رضي الله عنه: «أن النبي ﷺ صعد أُحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله وقال: اثبت أُحد، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيدان» [متفق عليه]. فاستجاب أُحد على الفور محبًا مطيعًا لسيده وحبيبه المصطفى ﷺ.