كان مركزا لروائع الفخار والزجاج.. العراق تكتشف مجمع صناعي للعباسيين
أعلنت الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، عن اكتشاف موقع أثري جديد في محافظة بابل، يضم ورشًا لصناعة الزجاج والفخار تعود إلى العصر العباسي المتأخر، يُضاف هذا الاكتشاف إلى سلسلة الاكتشافات الأثرية المهمة التي تسلط الضوء على تاريخ العراق الغني.
ووفقًا لبيان الهيئة، فقد قامت لجنة المتابعة بزيارة ميدانية إلى موقع التنقيب في تل أم حمدان، حيث تعمل بعثة تنقيبية على استكشاف الموقع. وقد أسفرت أعمال التنقيب عن اكتشاف بقايا وحدات بنائية تحتوي على تنانير وأفران متعددة الأحجام، مخصصة لصناعة الفخار وصهر الزجاج، مما يعكس تطور الصناعات اليدوية في تلك الفترة.
كما تم العثور على 195 قطعة أثرية متنوعة وذات قيمة تاريخية كبيرة، وجرى توثيق جميع المكتشفات باستخدام أحدث الأساليب العلمية لضمان الحفاظ على هذا الموقع الهام.
ويُعَد هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لتاريخ الصناعات القديمة في العراق، ويؤكد على مكانة بابل التاريخية كمركز حضاري وصناعي ازدهر على مر العصور.
أشهر الآثار العباسية في العراق
وتعد من أشهر الآثار العباسية في العراق هي المأذنة القديمة القائمة اليوم في قلب الصوب الشرقي من بغداد، فلا أسطورة تشرفها، ولا هي تفعل العجائب. كانت هذه المأذنة زمن العباسيين وسط جامع كبير، قيل إنه بُني عهد هرون الرشيد (٧٨٧–٨٠٩م)، وقيل عهد المكتفي بالله (٩٠٣–٩٠٨م)، ولو كانت تُقرأ الكتابة المحفورة في أعلاها بالخط الكوفي لتحقق على ما أظن تاريخ هذا الجامع، الذي كان يُدعى منذ خمسين سنة بجامع الخلفاء، والذي لم يبقَ منه غير هذه المأذنة، القائمة وسط بيوت وأسواق يُباع فيها الغزل، فسُميت لذلك منارة سوق الغزل.
وهى فريدة وحيدة في مكانها، وهي تختلف كما يقال عن سائر المآذن القديمة والحديثة بأمرين، الأول هو الكتابة الكوفية التي لا يستطيع أن يقرأها أحد لعلوها ولغرابة نقشها، والثاني هو أنها غير مستقيمة، تميل قليلًا عن الخط العمودي. فهي من هذا القبيل تذكِّر السائح الأوروبي ببرج بيزة، المدينة الإيطالية.
ولكن في العراق غيرها من المآذن المنحنية، أهمها في الموصل مأذنة الجامع الكبير. فإن انحناءها يزيد عن انحناء منارة سوق الغزل، ويدنو على ما أظن من انحناء برج بيزة. على أن صفتها الممتازة ليست في الانحناء نفسه، بل، في الأمر الذي من أجله انحنت. قلت إنها لا تفعل العجائب، والقول يحتاج إلى تصحيح. فإنها تمتاز عن سواها من المآذن والأبراج، في الشرق وفي الغرب، بما هي عليه من الورع والتقوى.