كيف يحتفل العالم بيوم الصحة النفسية هذا العام؟
يحث اليوم العالمي لـ الصحة النفسية 2024 الناس على تقييم الوضع النفسي لديهم، وإعطاء الأولوية للرفاهية الجماعية.
ففي العاشر من أكتوبر كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لـ الصحة النفسية، حيث يسلط الموضوع الرسمي لهذا العام، "حان الوقت لإعطاء الأولوية للصحة النفسية في مكان العمل".
فمع تزايد الإرهاق والقلق والتوتر المرتبط بالعمل، أصبحت هذه الأمور متشابكة أكثر من أي وقت مضى. من التعامل مع الإجهاد المزمن إلى نوبات الاكتئاب، من الواضح أن تجنب المحادثات حول الصحة النفسية في العمل لم يعد اختياريًا.
ويعمل موضوع هذا العام كدعوة إلى العمل للتوقف عن التعامل مع الصحة النفسية باعتبارها فكرة ثانوية، ودمجها في نسيج ثقافة مكان العمل.
لماذا أصبحت الصحة العقلية مهمة؟
وصل التوتر في مكان العمل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في السنوات الأخيرة، وسواء كان الأمر يتعلق بالتكيف مع التكيف بعد الوباء، أو الضغوط الاقتصادية المتزايدة، أو وتيرة العمل الحديثة التي لا هوادة فيها، فإن الموظفين في كل مكان يشعرون بالثقل.
ولم يعد من الممكن حصر الصحة العقلية في الحياة الشخصية، فهي تؤثر على أداء العمل والإبداع والمشاركة والرضا العام عن الحياة.
وسحبت جائحة كوفيد-19 الستار عن الحاجة الملحة لمعالجة قضايا الصحة العقلية في مكان العمل، واليوم، يسعى القادة المستنيرون في جميع أنحاء العالم إلى الوفاء بواجبهم في الرعاية، مدركين أن معالجة احتياجات الصحة العقلية لقوى العمل الخاصة بهم ليست مفيدة للأفراد فحسب، بل وأيضًا للمنظمات الصحية والعالية الأداء.
والإحصائيات لا تكذب، فالإرهاق والقلق والاكتئاب أصبحت بشكل متزايد أوبئة في مكان العمل، وذلك وفقًا لسلسلة أبحاث أجرتها جمعية إدارة الموارد البشرية في عام 2024، وجدوا أن 44% من 1405 موظفين شملهم الاستطلاع في الولايات المتحدة يشعرون بالإرهاق في العمل.
وفي الوقت نفسه، يشعر 45% منهم "بالاستنزاف العاطفي" من عملهم، ويشعر 51% منهم "بالإرهاق" في نهاية يوم العمل.
وهناك أيضًا تكلفة اقتصادية مثيرة للقلق عندما لا يتم علاج الصحة العقلية، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن الاكتئاب والقلق يؤديان إلى خسارة 12 مليار يوم عمل على مستوى العالم كل عام، مما يكلف الاقتصاد العالمي تريليون دولار سنويًا.
والعبء المالي في الولايات المتحدة وحدها هائل، مع استمرار ارتفاع خسائر الإنتاجية الناجمة عن مشاكل الصحة العقلية. إن معالجة الصحة العقلية في مكان العمل لا تتعلق فقط برفاهية الفرد؛ إنها استثمار في قوة عاملة أكثر صحة وإنتاجية يمكنها تحويل الاقتصاد وثقافة الشركات على حد سواء.