السيد خيرالله يكتب: فودة.. ولمسة وفاء لقبطان الابداع الثقافي ( فاروق حسني)
الوفاء، التقدير، الاحترام، التكريم قيم وصفات جميلة تعزز العلاقات الإنسانية وتنشر المحبة واللحمة الاجتماعية بين الناس. الوفاء لا يفقد أثره مهما طال الزمن والتكريم لمن يستحق سلوك جميل وهو أجمل عندما يقدم للإنسان قبل رحيله وعندما يقدم لفئة تستحق
وقفت كثيرا امام حالة متفرده من الإخلاص والوفاء ضربها الكاتب والإعلامي محمد فودة والذي ضرب أروع الامثله الانسانية عندما كتب عبر صفحته الرسميه بموقع " إكس " واعاد ذكرياته مع الوزير الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق والذي شكل علامة فارقة في تاريخ الثقافة المصرية
فقد كتب الإعلامي محمد فودة قائلا:
:"كنت محظوظًا بأنني عملت في وزارة الثقافة خلال فترة توليه المنصب، وكنت شاهد عيان على تلك النقلة النوعية التى حققها فاروق حسنى، حيث أتيح لي أن أرى عن قرب كيف كان يعمل بلا كلل، واضعًا مصر في قلب الخريطة الثقافية العالمية، لقد كانت مشروعات فاروق حسني في مجال الحفاظ على الآثار، في رأيي، تتجاوز الترميم التقليدي، فمثلًا، مشروع ترميم كتف أبو الهول سيظل محفورًا فى الذاكرة الإنسانية، وسيظل نموذجا عالميًا لكيفية التعامل مع التراث الحضارى والإنسانى بأسلوب علمى دقيق، لقد عشت تفاصيل تلك اللحظات التي كانت فارقة في التعامل مع الآثار، سنوات من المعاناة والإهمال والترميم الخاطئ وضع فاروق حينها حدا لهذا الإهمال وأعاد الاعتبار للأثر المعجزة، فقد كان كتف أبو الهول قد تعرض للسقوط ليدق ناقوس الخطر ويتحرك فاروق حسني على الفور ليكتشف أن الترميم الذي تم من قبل كان مجرد أحجار عادية يتم تركيبها باستخدام الأسمنت ومواد البناء العادية".
كعادته دائمًا.. آراؤه تثري الحياة الثقافية وتفكيره عميق ورؤيته ثاقبة..
يا سادة.. فاروق حسني بشخصيته المصرية الأصيلة فنان مبدع وسياسي له رؤيته السياسية
في حياته العملية استطاع أن ينجز الكثير خلال أكثر من 40 عامًا بدأها كملحق ثقافي ودبلوماسي ثم كوزير للثقافة المصرية حتي عام ٢٠١١، قام بتأسيس مهرجانات وإنشاء مكتبات عامة واهتم بتراث مصر وآثارها وبترميم مساجد القاهرة الإسلامية والكنائس القديمة وتجديد المعابد اليهودية المصرية. وفاروق حسني في رأيي من أفضل وزراء الثقافة الذين شهدتهم مصر وكل المشروعات الثقافية والأثرية التي نراها ونفخر بها مثل بدء المتحف الكبير ومتحف الحضارة بالفسطاط وتطوير الهرم والقاهرة الفاطمية..
وغيرها العديد من المشروعات التي غيّرت وجه مصر الثقافي والسياحي..
أعجبتني آراؤه حول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتخوفه من التأثير السلبي للذكاء الاصطناعي علي الإنسان وعلى ملكاته الإبداعية، وأن التكنولوجيا أضرت الإبداع بشكل كبير، فقد أضرّت الكاتب نفسه الذي لم يعد لديه وقت للقراءة وأعجبني تعبيره “أننا نعاني من حالة توحش للإنترنت”.. ولكن مصر ولادة وهي تعج بالمواهب والمبدعين لكنها تحتاج إلى رعاية كبيرة وشاملة،
ومن آرائه أيضًا أن التجديد في الثوابت لا يصح وهو يعلن دهشته كيف يُقال للمبدع أو المثقف جدد خطابك الثقافي؟.
فالثقافة فعل وإيقاع وحالة، مشيرًا إلى أنه لا بد أن يتم انتقاء الأفعال المؤثرة وتقديمها للمجتمع.. ومن حسن الحظ أن الخطاب السلفي تراجع كثيرًا في الفترة الأخيرة.
ويقول فاروق حسني إن المبدع إن لم يخلق حالة فهو غير موجود.
ومع احترامي لأجواء الهدوء والترفع والتأمل التى ميزت حياة فاروق حسني
بعد أن ترك الوزارة إلا أن نشاطه لم يتوقف فأنشأ مؤسسة كبيرة تخرج سنويًا المبدعين في مختلف المجالات الثقافية والفنية، وهي مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون.
هناك بعض المفكرين والفنانين يُشكّل وجودهم فى حياتنا العامة رمانة التوازن والاتزان، صحيح أن مصر تعج بالمواهب والمبدعين لكنها تحتاج إلى رعاية كبيرة وشاملة وإلى بوصلة مثل فناننا الكبير.. الذي عاش عمره فنانًا استثنائيًا ومختلفًا يسبقه خياله في كل أعماله ومشروعاته..
رسالتي الأخيرة إلى الإعلامي محمد فودة ضربت اروع الامثله في الوفاء النادر في زمن عز فيه الوفاء فقد كنت ومازلت كاتب صاحب قلم وطني ملهم ومواقف انسانيه يعلمها القاصي والداني
ورسالتي إلى الفنان المبدع قبطان الابداع الفني والثقافي ستظل ايقونه الثراء الفني والتشكيلي دون منازع واستطعت قلب الخريطه الثقافيه ليست في مصر فقط بل في العالم كله وهذه حقيقة مسلمة لا ريب فيها ولا ينكرها إلا جاحد.
متعك الله بالصحه والعافيه أيها المبدع الشامل.