السودان تتهم تشاد بالوقوف مع قوات الدعم السريع
تطورت الأحداث سريعًا بين كل من السودان وتشاد، بعد اتهام حكومة الخرطوم لتشاد بتقديم الدعم لقوات الدعم السريع.
شكوى في الاتحاد الأفريقي
قدَّم السودان شكوى ضد تشاد لدى اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الإفريقي، تتهم فيها الخرطوم إنجامينا بدعم قوات الدعم السريع ومساندتها.
وقالت وزارة العدل السودانية في بيان إن الشكوى تضمنت “وقائع وبينات وأدلة دامغة، تثبت تورط تشاد في دعم ومساندة مليشيا الدعم السريع المتمردة في الانتهاكات والجرائم المرتكبة بواسطة المليشيا المتمردة من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي شملت القتل والاغتصاب والعنف الجنسي والتهجير القسري وتدمير البنى التحتية وتجنيد الأطفال ونهب الممتلكات العامة والخاصة واحتلال منازل المواطنين”.
وأضاف بيان وزارة العدل السودانية أن الدعم الذي قدمته تشاد لقوات الدعم السريع أدى “دورا أساسيا في ارتكاب المليشيا المتمردة لهذه الانتهاكات، وإطالة أمد الحرب”.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف إبريل/نيسان 2023، مما تسبب في مقتل وإصابة عشرات الآلاف، ونزوح وهجرة نحو 11 مليون شخص داخليا وخارجيا.
وزير الخارجية السوداني يقدم أدلة تورط تشاد
قال وزير الخارجية السوداني المكلف السفير حسين عوض -تعليقا على حديث وزير خارجية تشاد، والذي أنكر فيه أن تكون بلاده تدعم قوات الدعم السريع– "إن هذا التصريح لا يعبر عن الشعب التشادي الشقيق، والذي نعلم حقيقة موقفه من تورط حكومته في الحرب على السودان وشعبه".
وأشار إلى أن عددا من القيادات التشادية السياسية والاجتماعية والدينية قد أدانت دور الحكومة التشادية لحساب أطراف وقوى إقليمية ودولية تطمع في موارد إفريقيا بفتح أراضيها ومطاراتها لإمدادات السلاح لقوات الدعم السريع، والسماح بدخول الممتلكات المنهوبة من المواطنين السودانيين والاتّجار فيها علنا.
وأضاف أن الدعم التشادي للدعم السريع أوضح من شمس النهار، ويشمل تخصيص مطاري أم جرس وأبشي لاستقبال الرحلات الجوية التي تنقل الأسلحة والعتاد العسكري.
كما أوضح أن تشاد بقيت مقرا لقيادات الدعم السريع تعقد فيها الإجتماعات واللقاءت وتتم فيها عمليات التجنيد وشراء الولاء، واستلام الأموال، فضلا عن علاج المصابين من عناصر "المليشيا الإرهابية" في مستشفياتها، أو الترتيب لهم للسفر خارج الإقليم للعلاج.
وأردف وزير الخارجية السوداني المكلف، أن بعض ما ورد في حديث الوزير التشادي نفسه يؤكد تدخل بلاده في الشؤون الداخلية للسودان، فقد ذكر بأنهم لا يزالون يعتبرون محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائبا لرئيس مجلس السيادة، مع أنه أقيل من ذلك المنصب بعد تمرده على الدولة وتوجيه أسلحته للمواطنين العزل.
وطالب حكومة تشاد بالعودة إلى رشدها والتوقف عن تغذية الحرب والانتهاكات المريعة التي يرتكبها الدعم السريع ضد الشعب السوداني.
وكان وزير خارجية تشاد محمد صالح النظيف قال في تصريحات للجزيرة مباشر "نتحدى أي مسؤول سوداني يثبت تورطنا في الاقتتال بين الجيش والدعم السريع".
وأكد النظيف أن بلاده لا تؤمن بالحل العسكري للأزمة في السودان وأنه يجب جلوس طرفي القتال للحوار.
إدخال الأسلحة عبر معبر أدري
كان مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس قال في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إن شاحنات الإغاثة تدخل ولاية غرب دارفور تحت حراسة «الدعم السريع»، إذ عبرت 30 شاحنة من معبر أدري محملة بأسلحة متطورة ومضادات للطائرات وذخائر ومدافع، كما لُوحظ دخول آلاف المرتزقة عبر المعبر.
ووافق مجلس السيادة السوداني في 15 أغسطس الماضي على فتح معبر أدري الرابط بين السودان وتشاد، لمدة ثلاثة أشهر أمام قوافل المساعدات الإنسانية، استجابةً لأزمة الجوع المتزايدة.
وتسيطر «قوات الدعم السريع» على ولاية غرب دارفور، حيث يقع معبر أدري، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.