رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب: من جديد حول تسمية المتحف المصري الكبير

الدكتور محمد حمزة
الدكتور محمد حمزة

من جديد حول تسمية المتحف المصري الكبير؟، هل هذه التسمية اسم على مسمى أم تسمية قاصرة؟.

بداية نحن ولا أى مصري وطني عاشق ومحب لتراب بلده وتاريخه وتراثه وآثاره وحضارته مع وجود أكبر متحف نوعي متخصص في العالم لمرحلة حضارية واحدة من مراحل الحضارة المصرية وهي المرحلة الأم والأصل أي الحضارة المصرية القديمة المعروفة اصطلاحا وتجاوزا بالحضارة الفرعونيّة قبل عام332 ق م.

ولكن ليس على حساب المراحل الحضارية المتعاقبة التي أكدت علي وحدة الحضارة المصرية وتسلسلها وإستمراريتها في خط حضاري واحد ونسق متصل من332 ق م إلي1953م.

وعلى ذلك، يجب أن يكون المتحف الكبير هو بيت الأمة الحقيقي، وليس مجرد ملهي ليلي للترفيه عن مترفي الأمة؟، ويجب أن تكون تذكرة الدخول إليه مناسبة لأوضاع الجمهرة الغفيرة من جموع الشعب المصري؟؟؟

وبالتالي فالتسمية الحالية ليست اسما على مسمى بل تسمية قاصرة فأين الآثار المكتشفة في سيناء شمالا وجنوبا؟، وهي المدخل الشرقي لمصر على مر العصور وكل الدهور؟ ثم أين آثار بقية المراحل الحضارية لمصر بمختلف تنوعاتها وإبدعاتها ومصريتها؟، وذلك على غرار المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط(مصر القديمة)فهل يعقل أن نؤكد على وحدة الحضارة المصرية بمختلف تنوعاتها ومراحلها في متحف؟ونهملها في أحدث وأكبر متحف في العالم؟ والجواب بالنفي قطعا؟

علما أن التجربة المصرية السابقة في عصر الملكية وهو العهد الأخير (١٩٢٢-١٩٥٣م) من عهود عصر الأسرة المحمدية العلوية(1805-1953م) التي يرجع إليها الفضل في بناء مصر الحديثة قد أدركت وحدة الحضارة المصرية وخطها المتصل دون انقطاع فأنشأت المتحف القومي الأول للحضارة المصرية وفيه آثار وتحف وبانوراما وديكوراما لمختلف المراحل الحضارية من عصور ماقبل التاريخ إلى عهد الملك فاروق(1936-1952م) وقد قام الملك فاروق بافتتاح هذا المتحف عام1949م وهو لا يزال باقيا في موضعه حتى الآن بجوار القبة السماوية بدار الأوبرا المصرية أمام المركز القومي للترجمة في الجزء الجنوبي من جزيرة الزمالك في ما بين كوبري قصر النيل وكوبري الجلاء (وقد تم نقل ما به إلى أحد المخازن التابعة لوزارة الثقافة بالمطرية لحين الانتهاء من أعمال صيانة وترميم المتحف).

ومماله دلالته أنه تم أخذ نحو 600 قطعة من هذا المتحف القومي الأول لعرضها في المتحف القومي الثاني بالفسطاط.

ولم تقتصر التجربة المصرية السابقة في العهد الملكي علي إنشاء المتحف القومي فقط بل قام أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب بالجامعة المصرية بتأليف أول كتاب علمي موثق يؤكد وحدة الحضارة المصرية منذ ماقبل التاريخ إلى عهد الملك فاروق ايضًا في خط ونسق متصل دون انقطاع وقد أشرف علي هذا الكتاب ونشرة اد حسن إبراهيم حسن عميد الكلية وقتئذ وجاء عنوان الكتاب ليحقق هذا المعني وتلك الرؤية تحت عنوان (المجمل في التاريخ المصري)، الطبعة الأولى عام 1942م.

وعلى ضوء ما تقدم يجب إضافة وتزويد آثار وتحف أخرى تمثل كافة المراحل والتنوعات الحضارية المصرية من332ق م إلى 1953م ليكون اسما على مسمى بحق.

أما إذا ما كان هناك إصرار على أن يبقى على حاله كما هو الآن ففي هذه الحالة يجب تغيير اسمه ليكون المتحف الكبير للآثار المصرية القديمة تمييزا له عن المتحف المصري بميدان التحرير.

وفي هذه الحالة أيضًا يجب أن يزود وتضاف إليه تحف وآثار من شمال وجنوب سيناء المدخل الشرقي لمصر بل وغيرها من الأقاليم والمدن المصرية غير الممثلة في المتحف حتى الآن ليكون هذا المتحف على تلك الصورة الأخيرة كبيرا في مبناه وفي معناه هو خير شاهد علي عظمة وتفوق الحضارة المصرية القديمه وأقاليمها ال42.

فياليت القائمين على الأمر من بني وطني يدركون هذا المعنى ويتبنوا تلك الرؤية العلمية المنهجية المنطقية ويتداركوا هذا الأمر قبل الافتتاح الرسمي للمتحف؟

بقلم:

الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد كلية آثار القاهرة سابقا