رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يكتب: علماؤنا بين الماضي والحاضر ومصريتنا بين الأمس واليوم

الدكتور محمد حمزة
الدكتور محمد حمزة

حتي لا ننسي ؟؟؟يجب أن نفيق من غيبوبتنا؟؟؟علماؤنا بين الماضي والحاضر؟؟؟مصريتنا بين الأمس واليوم؟؟؟

عندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر(1798-1801م) قسمت تاريخ مصر إلى عصرين الأول هو عصر الدولة القديمة والثاني هو عصر الدولة الحديثة وبعد كده قام شامبليون عام ١٨٢٧م بإفتتاح الجناح المصري القديم في متحف اللوفر وصار رئيسا له ومن ثم ظهر مصطلح الايجبتولوجي وتمت صياغته من قبل الإمبريالية الاستعمارية والاستشراق الغربي منذ منتصف القرن 19م وأنشئت له الكراسي العلمية في الجامعات الأوروبية ك المانيا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا ومنذ عام 1905م في امريكا.

 

وأصبح هذا المصطلح تقتصر دلالته علي تاريخ وآثار مصر القديمة فحسب وعقدت له وماتزال الكثير من المؤتمرات وكذلك المتاحف الأربعة التي انشئت لايحمل منها أسم مصر سوي المتحف المصري بالتحرير اما الثلاثة الاخري فلا تحمل اسم مصر منذ انشائها حتي الآن وهي المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية ومتحف الفن الإسلامي في القاهرة والمتحف القبطي بمصر القديمة.

ورغم ذلك ظهرت خلال النصف الثاني من القرن 19م والنصف الأول من القرن20م المنصرم الحركة الوطنية ومن تجلياتها كنتيجة طبيعية للاكتشافات الأثرية للحضارة المصرية القديمة تناول تاريخ مصر وحضارتها وآثارها كوحدة واحدة في خط ونسق حضاري متصل منذ عصور ماقبل التاريخ إلى عهد الملك فاروق ولعل من ابرز واهم الأدلة علي ذلك هو هذا الكتاب الذي اصدره أعضاء هيئة التدريس بكلية الاداب بالجامعة المصرية(جامعة الملك فؤاد) ( وهؤلاء. رواد الدراسات الجغرافية والتاريخية والأثرية في الجامعة المصرية يرحمهم. الله اجمعين وهم سليمان حزين وعبد المنعم ابوبكر (جغرافية وتاريخ مصر القديم ) وابراهيم نصحي ( تاريخ مصر بطلمي روماني ) وحسن إبراهيم حسن ( تاريخ مصر الإسلامية حتي العثماني ) حسن عثمان ومحمد محمد توفيق ( تاريخ مصر العصر العثماني ) وأحمد عزت عبد الكريم ومحمد مصطفي عزت ( تاريخ مصر في عهد الحملة الفرنسية ثم تاريخ مصر الحديثة والمعاصرة من محمد علي إلى عام 1937 م ) تحت إشراف اد حسن إبراهيم حسن عميد الكلية وقتئذ تحت عنوان المجمل في التاريخ المصري-الطبعة الأولي1942م.

 

وهذا الكتاب هو بحق أول كتاب يتناول تاريخ مصر وحضارتها وآثارها كوحدة واحدة منذ عصور ماقبل التاريخ وحتي عام1937م وبالتالي فهو أول كتاب علمي يرفض دلالة مصطلح علم المصريات وان تاريخ مصر هو مجموعة من المراحل التاريخية والحضارية في سلسلة متصلة دون إنقطاع.

 

ومما يؤكد تلك النظرة العلمية والرؤية الثاقبة هو إنشاء المتحف القومي الأول للحضارة المصرية الذي لا يزال باقيا في موضعه بدار الأوبرا المصرية وقد افتتحه الملك فاروق رسميا عام1949م وصدر دليله الوحيد له في ذات السنة.

 

اما في عصرنا الراهن فإن الدولة المصرية تكيل بمكيالين فهي تعترف بوحدة الحضارة المصرية في الدستور والقانون وإنشاء المتحف القومي الثاني للحضارة المصرية بالفسطاط من جهة ولا تعترف بهذه الوحدة من جهة ثانية وأية ذلك إنشاء المتحف المصري الكبير بميدان الرماية بالهرم فهذا المتحف يعد أكبر وأحدث متحف نوعي متخصص في حضارة واحدة وهي الحضارة المصرية القديمة ونحن نؤيد ذلك ولكن ليس علي حساب المراحل الحضارية المتعاقبة للحضارة المصرية بتنوعاتها المختلفة وبالتالي نحن امام خيارين اثنين لاثالث لهما

الأول هو إبقاء الوضع علي ماهو عليه في المتحف ولكن شريطة ان يغير اسمه ليتناسب مع هذا الوضع ليصبح المتحف الكبير للآثار المصرية القديمة تمييزا له عن المتحف المصري بالتحرير.

والثاني هو تزويد هذا المتحف بتحف وقطع اخري تمثل بقية مراحل الحضارة المصرية وتنوعاتها منذ عهد الاسكندر الأكبر332ق م إلى نهاية العهد الملكي عام1953م وبالتالي يبقي الاسم كماهو لأنه في هذه الحالة إسم علي مسمي.

 

أيها السادة تاريخ مصر ليس ملكا لأحد. وليس حكرا علي أحد تاريخ مصر ملك الشعب المصري فقط

 

وبالتالي لأبد أن ينعكس ذلك علي جميع المتاحف المصرية عامة والمتحف الكبير خاصة أفيقوا من غفوتكم يجب أن نصحوا ونستيقظ من الموت الإكلينيكيي لحضارتنا كما صاغه لنا الأجانب وما يزالوا مصر وتاريخها وحضارتها

وحدة واحدة لا تنفصم عراها سداتها الشعب المصري والجينوم المصري ولحمتها تلك الاثار المنتشرة في ربوع ارضها مصريتنا وطنيتنا هويتنا حماها الله

بقلم:

الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد آثار القاهرة سابقا