كيف يؤثر التدخين على دماغ الإنسان؟
من المقرر أن يساعد دواء جديد الآلاف من الناس على الإقلاع عن التدخين، وذلك من خلال عقار الفارينيكلين، وهو عبارة عن حبة تؤخذ مرة واحدة في اليوم تعمل على معالجة الرغبة الشديدة في النيكوتين ويعتقد أنها تساعد في أعراض الانسحاب مثل التهيج ومشاكل النوم.
وعندما يتم استخدامه جنبًا إلى جنب مع الدعم السلوكي، فإنه يمكن أن يساعد حوالي واحد من كل أربعة أشخاص على الإقلاع عن التدخين لمدة ستة أشهر على الأقل.
ويقدر المسؤولون أنه يمكن أن يساعد أكثر من 85000 شخص على الإقلاع عن التدخين سنويًا على مدى السنوات الخمس المقبلة، فضلًا عن منع ما يصل إلى 9500 حالة وفاة مرتبطة بالتدخين.
أضرار التدخين
تشير بعض الأبحاث إلى أن تدخين السجائر يمكن أن يؤثر على حجم أجزاء حيوية من دماغنا، ويقول الدكتور ستيفن ألدير: "يمكن أن يقلل التدخين من حجم الدماغ. تُظهر الدراسات أن التدخين يؤدي إلى ضمور الدماغ، وخاصة في المناطق المهمة للذاكرة والتعلم واتخاذ القرار، مثل الحُصين والقشرة الأمامية".
كما يشرح طبيب الأعصاب أن المواد الكيميائية السامة الموجودة في السجائر، مثل النيكوتين وأول أكسيد الكربون، تحد أيضًا من تدفق الدم إلى الدماغ وبالتالي تقلل من إمداد خلايا الدماغ بالأكسجين.
وبمرور الوقت، يساهم هذا في تلف الخلايا وموتها، وتقلص حجم الدماغ، بالإضافة إلى ذلك، يزيد التدخين من الإجهاد التأكسدي والالتهاب، وكلاهما يمكن أن يسرع من تحلل أنسجة المخ، مما يؤدي إلى بنية دماغية أصغر وأقل كثافة.
زيمكن أن يكون للتدخين المتواصل تأثير كبير على العديد من الوظائف الإدراكية في دماغنا، حيث يعمل التدخين على تسريع شيخوخة الدماغ عن طريق إتلاف الأوعية الدموية وزيادة الإجهاد التأكسدي، ويعرض الدماغ للجذور الحرة، التي تضر الخلايا العصبية وتسبب الالتهاب، وتسرع عملية الشيخوخة.
وهذا يؤدي إلى تدهور أسرع في الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة وسرعة المعالجة والوظائف التنفيذية."
بالإضافة إلى ذلك، يقيد النيكوتين تدفق الدم، ويحرم خلايا الدماغ من الأكسجين مما يؤدي إلى تفاقم انحلال الخلايا، كما يضيف طبيب الأعصاب.
وبمرور الوقت، تتراكم هذه التأثيرات، مما يتسبب في شيخوخة الدماغ بشكل أسرع مما يحدث في غير المدخنين، مما يزيد من قابلية التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر.
ويزيد التدخين من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي، مثل الزهايمر وباركنسون، حيث يعمل التدخين على تسريع الإجهاد التأكسدي والالتهاب، مما يؤدي إلى إتلاف خلايا الدماغ وتعزيز تكوين لويحات الأميلويد، والتي ترتبط بمرض الزهايمر.