رئيس التحرير
خالد مهران

مهرجان القاهرة السينمائي الـ45: تحديات تنظيمية وغياب النجوم يشعلان الجدل

مهرجان القاهرة السينمائي
مهرجان القاهرة السينمائي

شهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، برئاسة الفنان حسين فهمي، سلسلة من التحديات التنظيمية والانتقادات الحادة، خصوصًا مع غياب لافت للعديد من النجوم والمخرجين البارزين، مما أثار جدلًا واسعًا حول مكانة المهرجان.

التحديات التنظيمية وتراجع الحضور

رغم وفاة الفنان مصطفى فهمي، شقيق رئيس المهرجان، قبل انطلاق الدورة، حاولت الإدارة الحفاظ على صورة المهرجان.

إلا أن غياب بعض الأسماء اللامعة أثار التساؤلات حول مدى جاذبية المهرجان للنجوم المصريين، وهل هناك أولويات أخرى تفوقت على هذا الحدث الثقافي الكبير؟

أزمات التذاكر وصعوبة الحضور

كانت أزمة نفاد التذاكر سريعًا من أبرز مشكلات هذا العام. اشتكى النقاد والصحفيون من صعوبة حضور الأفلام المهمة بسبب استحواذ صناع الأفلام على غالبية المقاعد.
الناقد محمد رضا كتب عبر "فيسبوك": "ناقد لا يستطيع مشاهدة الفيلم الذي يريده! يومي الأول في المهرجان لم يكن كما توقعت."

الجمهور أيضًا فوجئ بعدم وجود مقاعد رغم حجزهم مسبقًا، ما زاد من حالة الإحباط.

مشاكل العروض الفنية

واجهت بعض الأفلام مشكلات فنية، مثل غياب الترجمة لفيلم الفنان أمير المصري، مما صعّب متابعته على غير الناطقين بلغته. كما تأخرت بعض العروض بشكل غير مبرر، ما أثار استياء الحضور وانتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

إلغاء الندوات والتنظيم العشوائي

تم إلغاء ندوة فيلم "وين صرنا" للفنانة "درة" دون توضيح الأسباب، مما أثار استياء الصحفيين والجمهور.
كما عُقدت ندوات مثل تلك التي شارك فيها الفنانان محمود حميدة وأحمد عز في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس، ما تسبب في انزعاج الحضور ومغادرة البعض بسبب شدة الحرارة.

ضعف المشاركة المصرية

تعرض المهرجان لانتقادات بشأن ضعف التواجد المصري في مسابقاته الرسمية، حيث لم يشارك سوى فيلم واحد، "دخل الربيع يضحك"، الذي لم يلقَ الدعم الكافي من إدارة المهرجان وحضورهم له ما أثار غضب البعض والاشفاق على صناعة.

حفلات خارجية تثير الجدل

نظمت الفنانة يسرا حفلة عشاء خارج فعاليات المهرجان، حضرها نجوم لم يظهروا على السجادة الحمراء، مما أثار انتقادات لغيابهم عن دعم الحدث الرئيسي ووُصف بأنه عدم تقدير لإدارة المهرجان.

الجانب المضيء: دعم القضية الفلسطينية

رغم الانتقادات، لاقى المهرجان إشادة لدعمه القضية الفلسطينية، حيث ارتدى عدد من النجوم شارات تضامنية. كما أعلنت الإدارة مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل، مما حظي بتقدير كبير.

دعوات للإصلاح

أكد الناقد محمد شوقي لـ "النبأ" أن غياب بعض النجوم يجب أن يواجه بقرارات حاسمة، مثل عدم دعوتهم للدورات المقبلة إذا كان غيابهم دون عذر.

كما أشار إلى أن أزمة التذاكر تحتاج إلى حلول جذرية وتحدث في كل الدورات، مضيفًا أن هيمنة الدراما التلفزيونية أضعفت الإنتاج السينمائي في مصر.

رغم الصعوبات، يبقى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أهم المهرجانات في العالم العربي، حاملًا رسالة إنسانية وفنية كبيرة، مع ضرورة تحسين التنظيم والمشاركة في الدورات القادمة لضمان استمراره في القمة.